كتب / خالد ربيعي
متابعة / ممدوح السنبسى
لم أندهش كثيراً من مهرجان الفرح والتكريم والاحتفاء به عندما حان وقت ترجُّله عن “صهوة جواده”، ليبدأ “مرحلة الشباب”، بعد أن أكمل عامه “الستين” قبل أيام.
كان كل هذا التكريم اللافت، الذي شارَكَت فيه قيادات وشخصيات من داخل الوقف وخارجها، مستحقاً ومتوقّعاً، لا سيما أن الرجل استطاع طوال سنوات عمله، بجهده وفكره وجميل صنعه، أن يضع مدرسته العريقة على الخريطة، وتصبح مدرسة اللغات بالوقف حديث القاصي والدّاني.
***
وُلد الأستاذ فتحي محمد فاوي، (وشهرته فتحي معدّاوي) في ناحية السنابسة بالوقف في 22 أبريل 1963، لإحدى الأسر العريقة المنتمية لعائلة تُسمّى السلامات، نسبة إلى آل سلامة، (ومن أبرزهم عمّه، أستاذ الأجيال الراحل أبوالقاسم السايح).
في عام 1983 حصل على دبلوم المعلمين بقنا، فعُيّن مدرساً للعلوم بمدرسة جزيرة العبل، التي ظلّ بها نحو 6 سنوات، نقل بعدها إلى مدرسة السادات بالقلمينا التي بها عاماً واحداً، ومن ثم نُقل إلى مدرسة النصر بالوقف، التي ظل بها نحو 10 سنوات، حصل خلالها عام 1993 على بكالوريوس العلوم والتربية من جامعة جنوب الوادي.
كان الرجل منذ البداية نموذجاً للمعلم المثالي، الذي يؤدي عمله بتفانٍ وإخلاصٍ وشغف، فنال محبّة طلابه، واحترام زملائه، وتقدير رؤسائه، في كل مكان عمل به.
***
مع مطلع الألفية الحالية، تم إنشاء مدرسة الوقف التجريبية للغات، (التي تغيّر اسمها بعد ذلك إلى الوقف الرسمية للغات)، وبعد بحث وتمحيص في السِّيَر الذاتية للمرشحين لقيادة المدرسة الوليدة، رأت الإدارة التعليمية – بترشيح من الأستاذ عبدالعاطي شحاتة – أن خيرَ مَن يتولّى المهمة هو الأستاذ فتحي معداوي، لما عُرف عنه من مهنية، وحُبّ للعمل، وقدرة على القيادة، وسمعة طيبة.
***
كان هذا التحوّل هو الأبرز في حياة الرجل، الذي استطاع خلال 23 عاماً قضاها في جنَبات مدرسته التي أحبّها، وأخلص عمله فيها، أن يحفر لنفسه ولها اسماً على جدار التاريخ، الذي سيظلّ يروي قصة معدّاوي مع هذه المدرسة.
اعتمد الرجل منذ اليوم الأول له بها، مبدأ التعامل بـ “جَوّ الأسرة” مع جميع زملائه وطاقم العمل بها، كان الحوار الهادئ والاحترام المتبادل وحب العمل والثقة بالنفس والرغبة الموحّدة لدى الجميع في تأسيس مدرسة متميزة يُشار إليها بالبنان، كان كل ذلك هو الأساس الذي بدأت به أسرة المدرسة واستمرت عليه حتى الآن.
***
طوال 23 عاماً كان الرجل شُعلةً من النشاط والمثابرة، وعمل – بالتوازي مع تطوير ونماء مدرسته والنهوض بها والمحافظة على مستواها العالي الذي عُرفت به – على تطوير ذاته، وصقل خبراته، والنهل من معين شتّى المعارف، فحصل على دورات تدريب بأكاديمية المعلمين بقنا والقاهرة، وأخرى مهنية وعلمية، وتدريبات على اللغة الإنجليزية بالجامعة الأميركية، كما تلقى تدريباَ على الإدارة المدرسية والتنمية البشرية بمؤسسة “التعليم أولاً” بالقاهرة.
وهكذا عمل الرجل على الأخذ بكل أسباب ومقوّمات الإدارة الناجحة، وطبّق ذلك عملياً، مما عمل على رفع أسهم مدرسته التي أحبها وأخلص لها، وذلك ما أعانه عليه طاقم الزملاء الكرام، بإخلاص وتفانٍ واجتهاد من الجميع.
***
حصلت المدرسة خلال سنوات إدارته على شهادات الامتياز والاعتماد والجودة بجميع المراحل، وشهادة أفضل مدرسة على مستوى المحافظة، ودخلت في منافسة ضمن 57 مدرسة على مستوى الجمهورية، فضلاً عن الحصول على المركز الأول على مستوى الجمهورية في مسابقات الصحيفة الإلكترونية، وأفضل مكتبة نموذجية، والإذاعة المدرسية.
***
يشعر الأستاذ فتحي بكثير من الامتنان والعرفان تجاه أساتذته، ومن أبرزهم عبدالرحيم بيومي، ومحمد فاوي علي، ونبيل أحمد حسن، وخلف الله مرزوق، وناجي فؤاد، ويرى أن أكثر شخصية تأثر بها في حياته، وتمنّى أن يسير على نهجها هو عمّه الراحل؛ أستاذ الأجيال الراحل أبوالقاسم السايح.
كما يعتزّ كثيراً بطلابه الذين يقول إنه سعد بهم كتلاميذ له، ثم كأصدقاء وزملاء، ويذكر منهم الراحلَيْن حمادة مرسي، ومحمد رمضان (صافي)، ثم د. محمد فوزي رمضان، ود. محمد لطفي إسماعيل، والراحل د. علاء عبدالباسط، ود. أسامة خالد بهيج…. و…. والقائمة تطوووول.
***
كان الرجل طوال حياته المهنية يتعامل مع الجميع، متخذاً من البيت التالي منطلقاً في تعامله مع الرؤساء والزملاء على السواء:
وأعَزّ ما يبقى ودادٌ دائمٌ
إنّ المناصبَ لا تدوم طويلاً
وتقديراً لمجهودات المدير الهُمام وإنجازاته الواضحة، فقد كرّمته جهات ومؤسسات عدة، حيث كُرّم كمعلم مثالي على مستوى الإدارة عام 1998، وحصل على شهادات “المدير المحترف”، و”المدير الفعّال”، و”التدريب على القيادة”، فضلاً عن شهادات تقدير واستثمار متعددة.
***
أكرم الله أستاذنا القدير بأربعة أبناء؛
– أسماء (حاصلة على بكالوريوس طفولة، ومتزوجة من أ. محمود محمد إمبابي).
– إيمان (ليسانس آداب/ مكتبات، معقود قرانُها على د. إسلام رمضان الصغير).
– محمد (بكالوريوس تمريض – يعمل بمستشفى مجدي يعقوب بأسوان).
– آية (تدرس بكلية التربية بقنا – قسم طفولة).
***
بارك الله في عُمْر أستاذنا، الذي كانت مسيرة حياته العلمية مثار إعجاب واحترام كل من عَرَفه، وهي مسيرة ينبغي أن تُدرَّس بكل اللغات، وجزاه عمّا قدم خير الجزاء.
مهما نكتب لن نوفيك حقك في الإخلاص في العمل وعلاقتك بزملاء العمل وعلاقتك بأصدقائك خارج العمل وعلاقتك سواء داخل العائلة او داخل مركز الوقف ، او داخل محافظة قنا وخارجها ، وعلاقتك خارج الاسرة التعليمية ، وفقك الله فيما هو قادم ، اقول لك ، ماذا بينك وبين الله في محبة الناس وهذا من رضا الله عليك ، واعمالك وعلاقاتك الطيبة ، وتيسير الامور ، متعك الله بالصحة والعافية وطول العمر وراحة البال ورضا الرحمن ربنا يحفظك ويسعدك ويوفقك ، حفظك الله ورعاك ، وبارك الله لك في محبة الناس ، هذا كنز كبير بارك الله لك في أسرتك والي ان نلتقي في منشور اخر .