كتب/ أيمن بحر
مع دخول القتال بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع أسبوعه الخامس فى الخرطوم تتسع عمليات الدمار والتخريب التى طالت معظم الأحياء الراقية وسط وشرق العاصمة، التى تتركز فيها مبانى تاريخية مما يثير تساؤلا بشأن التغيرات التى يمكن أن تحدثها الحرب فى وجه المدينة.
يواجه أكثر من 20 مبنى ومعلم تاريخى فى الخرطوم خطر الدمار بسبب القتال الحالى.
ظلت مبانى مثل السرايات القديمة وجامعة الخرطوم ومتاحف والقصر الجمهورى القديم والبريد، وغيرها تشكل أبرز معالم الخرطوم وتعكس تاريخها الممتد لأكثر من 200 عام.
نظرا لمواقعها الاستراتيجية بالقرب من مناطق القتال في وسط الخرطوم فإن معظم تلك المبانى ظلت تتعرض خلال الأسابيع الأربعة الماضية للضربات الجوية والأرضية المتبادلة بين الطرفين وفى أحيان كثيرة استخدم بعضها كثكنة عسكرية أو ملاذ آمن.إضافة إلى قيمتها التاريخية وطرازها المعمارى الفريد تضم بعض تلك المبانى موجودات ذات قيمة مادية وعلمية وتاريخية كبيرة مثل دار الوثائق والمتاحف.
مكتبة السودان كذلك تحتوى على كل ما كتب عن السودان منذ الفترة الاستعمارية إلى جانب مخطوطات وكتب نادرة.
تتعرض للخطر أيضا في مدينة أم درمان الواقعة غرب العاصمة الخرطوم مبانى لطالما ارتبطت بتاريخ السودان من بينها الطوابى وبوابة عبد القيوم وملعب دار الرياضة وقبة المهدى وغيرها.تشمل قائمة المبانى المعرضة للخطر كذلك، كنائس ومساجد قديمة يعود تاريخها إلى مئات السنين مثل مسجد فاروق، والمسجد الكبير فى قلب الحى التجارى بمنطقة السوق العربى وسط الخرطوم.
خبيرة التاريخ والآثار نهى عبد الحافظ قالت.هنالك ضرورة لوقف الاعتداءات الموجهة ضد المناطق التاريخية وذلك استنادا للاتفاقية الدولية لحماية الممتلكات الثقافية أثناء الحروب.
هناك خطورة كبيرة يمكن أن تنجم عن تعريض المبانى التاريخية للدمار أو التخريب خلال القتال. هذه المبانى أصبحت تشكل ركنا أساسيا من هوية السودان الثقافية وتاريخه الحديث فلكل مبنى قصة يرويها.
تشكل المبانى القديمة معالم تاريخية مهمة وتعبر بشكل كبير عن هوية السودان. كيف يمكن مثلا للسودانيين التحدث عن نضالاتهم ضد المستعمر دون المرور بمعركة النهر والطوابى؟ أو حصار الخرطوم ومقتل غردون على درج القصر الجمهورى أو أن تتجاوز الفترة المهدية وقبة قائدها الإمام المهدى!