شاهدت فى لمحات عابرة عبر نشرات الأخبار لقاء السيد الرئيس ” عبدالفتاح السيسي ” حفظه الله ورعاه بأتلافات وقوى وأحزاب ونقابات وممثلى شعب مصر ؛ أنه مؤتمر الحوار الوطني ؛ واستغربت الحضور فهناك بعض الوجوه التى كانت تتقلد المناصب عبر نظام مبارك البائد ؛ والتى تصدرت الصفوف الأمامية ؛ منهم بعض الوزراء والمسؤولين السابقين الذين أندمجوا عبر الأحزاب ؛ ورجال الأعمال أصحاب المليارات وأقطاعيين الأراضى ؛ وأصحاب شركات المقاولات الضخمة ؛ والكثير من الصحفيين والكتاب ورؤساء النقابات الذين لا أعلم لهم دورا مؤثرا ؛ لا على المستوى الدولى أو المحلى ” إلا ما رحم ربى ” ؛ وهم قلة قليلة ربما لم ترصدهم الكاميرات إلا عبورا خاطفا ولم تمر عليهم إلا مرور الكرام !
وتسائلت فى نفسى ما علاقة هؤلاء بالشعب المصري؟ ؛ وهل هؤلاء هم من يمثلون الفقراء والكادحين من غالبية قوى الشعب ؟ و وهل هؤلاء هم رجال هذه المرحلة ؟ ؛ وهل هؤلاء يعانون كما يعانى فقراء بنى وطنى من غلو الأسعار وقلة الدخل والتضخم والفقر والمعاناة والحوجة والديون والخوف من المستقبل وتدهور أوضاعهم عن ذى قبل …. إلخ ؟
ثم أعدت التساؤل إلى نفسى ثانية ولكن من زاوية أخرى : هل لهؤلاء القدرة على حشد الحشود مناصرة ودعما لقيادة وطنية مخلصة كالسيد الرئيس حفظه الله ورعاه … ؟؟؟ أشك في ذلك بل أكاد أن أجزم أن شعبية السيد الرئيس والحشود التى تؤيد سيادته وتقدر وتعظم الدور الذى قام به حتى الآن ؛ هم بسطاء وفقراء الشعب المصري الذين يعلمون تماما . كم أنحاز هذا الرجل العظيم إليهم ؛ وكم تحمل من طعن في شخصه هو وأسرته الكريمة من هلافيت ورعاع وخونة الأوطان من أجل شعبه ؛ وكم آلمه أوجاع الضعفاء من بنى شعبه ؛ وكيف يعمل مخلصا وهو يسابق الزمان من أجل غدا أفضل لجيل صاعد لا ذنب له غير أنه ورث هما وفقر ومعاناة ؛ وكم سعى هذا الرجل وتقارب مع قادة ودول يعلم تماما أنها له مبغضة كارهة ؛ لا لشىء غير أنه رفض أن يتاجر في كرامة وأمن شعبه ووطنه ؛ وكم حاربوا الوطن من كل الأتجاهات لإسقاطه ؛ وكيف لم يتخلى عن المسؤلية رغم المجريات العالمية التى أثرت على أقتصاديات الدول الكبرى والغنية . سيدى الرئيس : أن من حضروا أمامك اليوم ؛ لا يمثلوا هم ومريدوهم وجمهورهم والعاملين لديهم وتحت قيادتهم ؛ سواء فى المصالح الحكومية التى تقلدوا مناصب فيها ؛ أو حتى فى مصالحهم الخاصة التى يجب التدقيق على حساباتها البنكية بأثر رجعي وبشكل فورى ؛ لا يمثلوا أكثر من 5 بالمئة من غالبية الشعب المصري ؛ أما شعبك وأبنائه فستجده مطحونا على مدار اليوم من أجل لقمة العيش ؛ هؤلاء هم من يؤمنون بك ؛ هؤلاء هم جنودك وقت الشدة . أما من رأيتهم أمامك فى ذلك المؤتمر فهم بقايا نظام مخلوع ؛ أستفادوا منه هم وأذنابهم ؛ هؤلاء يتباهون دائما أن أختيارهم فى هذه المرحلة قد تم بأوامر ومساندة من الأجهزة الأمنية للدولة ؛ وأن صح أدعائهم فنحن نقف هنا عند منحنى خطير ؛ ومعضلة يجب حلها والرد عليها ردا حاسما ؛ فهناك من يستغل وجود هؤلاء للطعن في هذه المرحلة وبالتالى الطعن في سيادتكم شخصيا . أما عن نفسى فلا أملك إلا أن انحاز لفقراء بنى وطنى تحت قيادة سيادتكم ؛ وأناشد سيادتكم سرعة تطهير الحياة السياسية من هؤلاء قبل فوات الآوان .