١_كيف كانت البدايات في حياة الدكتور محمد جستي أين نشأ و ترعرع وكيف كانت انطلاقته الأولى في عمر مبكر ؟
في البداية أتقدم بالشكر الجزيل المفعم بالود والاحترام إلى الإعلامية الأستاذة ريم الأسعد المحترمة على الاستضافة المشرفة
– مسقط رأس الدكتور محمد جستي كان بشرق المملكة المغربية حيث ترعرع وعاش الطفولة بين أحضان أسرة محافظة، إلتحق بالتعليم العتيق الذي يهتم بحفظ القرآن و ضبط القواعد و الكتابة في السن الثالثة من العمر،كانت انطلاقته بسيطة متجانسة مع محيطه في تقويم شخصيته كشاب طموح، لأن التنشئة الإجتماعية هي عملية معرفية تستند على أسس وآفاق ، من خلالها يستعمل اللقطة الغاطسة في تحديد الهدف والتعامل مع الأحداث، يحمل رسالة فكرية ثقافية ملتزمة تدق ناقوس الخطر في أية لحظة يشعر فيها بما لا يرضي الله والمجتمع.
إلى أن حصل على شهادة التعليم الثانوي، بعدها إلتحق بالعاصمة الرباط من أجل العمل ومتابعة الدراسة الجامعية إلى أن توفق في نيل شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية بميزة مشرف جدا.
٢_برأي الخبير في عالم الإدارة د محمد جستي ماهي الخطوات الضرورية لمواجهة الأزمات والمتغيرات و الدفع للإصلاحات و العمل على التغيير الإيجابي في مختلف المجالات العملية والمؤسساتية؟
– خبرتي الإدارية لمدة ستة وثلاثين سنة لها علاقة بدراسة الماجستير كبداية التأهيل في مجال الإدارة واللوجيستيك تمثل تجربة أولية في ضبط المفاهيم الرئيسة لخوض معركة الحياة من أجل التفرد والاستثناء.
تستند الإدارة الناجعة على تأطير الخطاب التواصلي و دمج الآليات التقنية و المنهجية العلمية في تدبير الموارد البشرية واللوجيستيكية، التي تعتمد بالأساس على الإنضباط الرضائي الإيجابي بين الرئيس والمرؤوس بعيدا عن الإزعاج الذي يؤثر سلبا على الإلتزام بالمهام الموكلة في إطار الشفافية وضمان الحقوق والإلتزام بالواجبات بموجب بنود قانون الشغل المنظم كآلية إجرائية، لأنها تقوم على هدف اندماجي شامل.
هكذا يصبح التأقلم مع المخاطر والأزمات مهارة مكتسبة نتيجة التخطيط وتحديد الأهداف البنيوية من خلال التنبؤات ودراسة البيانات والأولويات و البحث عن البدائل التي يطلق عليها (تخمينات الجودة والحوكمة) التي تلتزم بها القيادة الرشيدة باعتبارها جزءا من أسرار العمل.
و التغيير في مجال العمل المؤسساتي لا يأتي من فراغ، أكثر ما هو بحاجة ماسة إلى إعادة النظر في المنهجية المتبعة وتحيين المحتوى ومسايرة التطور التكنولوجي في تحديث المنظومة والإلتزام بقاعدة (رابح رابح) كرؤية مستقبلية تحدد احتمالية معدلات النجاح المرتقبة التي تعتمد على المقاربة التالية: ( إعتماد المنهجية السليمة، التطبيق، النتيجة،التقييم) والإلتزام بالجدول الزمني والارتباط بالمواعيد كمقياس لتحديد النتائج وعلاقتها بالأهداف والرؤي.
٣_حبذا لو تخبرنا عن الجانب الأدبي و الفكري في حياتك و من هي الشخصيات الأدبية القدوة التي كانت محفزة لك و مضيك في عالم الكتابة و الشعر لتصنف من أهم المثقفين والمبدعين اليوم؟
– لم أصل بعد إلى درجة التصنيف بين المثقفين، لأن البحث عن الألقاب في حد ذاته يعتبر نقصا في الشخصية،
المسيرة لازالت طويلة بإذن الله، ممتنا لك أستاذة ريم القديرة على العبارات المحفزة.
في بداية المشوار ومنذ الشباب، اعتمدت في الكتابة على المقالة الأدبية والقصيدة الشعرية باللغتين العربية والفرنسية. كتبت في مجموعة من المجلات المدرسية، بعدها انتقلت الى مرحلة التأليف ( ديوان شعري باللغة العربية من مائة قصيدة تحت عنوان: ليس حبا في الكلام، وديوان شعري باللغة الفرنسية من مائة قصيدة تحت عنوان: الرصاصات المتعاقبة ومؤلف: الشمطاء وتغيير الواقع) بالإضافة إلى مؤلفين في مرحلة الإنجاز: السيرة الذاتية و مؤلفا ثاني سوسيو إقتصادي.
بما أنه لا توجد ثقافة عالمية محايدة ، فإن إلهامي قد انبثق من مرجعية تاريخية مقتبسة من السير الذاتية ومؤلفات المفكرين والأدباء والشعراء الكبار:
عباس محمود العقاد، طه حسين، محمد عابد الجابري، المهدي المنجرة، أدونيس، زهير بن ابي سلمى، محمد أركون، عبد الله العروي،علي حرب،حسين مروة، طه عبد الرحمن، جاك بريفير، الدكتور مارجيليوث…..
٤_من خلال الرؤية الخاصة بالدكتور محمد جستي حول تقلبات العيش الخطيرة ومدى تأثيرها على مستقبل العالم؟
– لقد ساهم تعاظم الإختلافات الاجتماعية والثقافية المتنوعة و تفكك ارتباط الحوار العلمي بالإدراك المجتمعي السليم في تقلبات العيش الخطيرة نتيجة عدة أسباب ومسببات لا علاقة لها بالتغير المناخي أو ما يسمى بالاحتباس الحراري كما يروجون له، بل هي خطة محبوكة بعد دراسة دقيقة من غرض تقليص البشرية بسبب سوء التغذية وتراجع سلسلة الإنتاج ورفع الأثمنة من أجل إضعاف القدرة الشرائية وانتشار الأمراض و تفشي الأوبئة باستعمال جينات وراثية قاتلة في البذور والأسمدة تسمم التربة والمنتوج وتؤثر على المناعة لدى الانسان. لذا يبقى مستقبل العالم مرهونا تحت سيطرة النخب السياسية الإقتصادية المهيمنة على الواردات والصادرات العالمية مادامت الشعوب نائمة. فرغم تطور المنظومة الصحية في المجال العلمي و التقني والأدوية، ازداد تدهور الأوضاع الصحية و استعصى على الطبقة الفقيرة والمتوسطة الولوج إلى العلاج بالمستشفيات العمومية، هذا دليلا قاطعاً على النية المبيتة في دمار الشعوب وإقصاءها من الحياة.
٥- برأيك ماهي النظرة المستقبلية للعالم بعد ازمة كورونا التي مرت على كل المجتمعات العربية والعالمية لاسيما بعد الكوارث الاجتماعية و الاقتصادية التي خلفتها والأثار السلبية التي فتكت بالمؤسسات بشكل كبير ؟
– أزمة كورونا كانت بمثابة نقطة تحول كبيرة لمجموعة من التوازنات، ساهمت فيها الحيتان الفتاكة بذكاء في اقتناص الفرص و التهام الخيرات وتدمير العقول بشتى الطرق النفسية منها والاجتماعية والإقتصادية، لولا حرب روسيا ضد العالم الرأسمالي المتوحش التي تدور رحاها على أرض أوكرانيا لقاموا بنشر أوبئة جديدة وجرعات قاتلة متعددة الأضرار. فمستقبل العالم بعد كل هذه الأزمات والكوارث يؤكد أن البقاء للأقوى بعد فقدان الأهلية والثقة في جميع المؤسسات الدولية، التي تعمل على إجهاض حقوق الانسان والتآمر ضد مصالح الشعوب وإصدار القرارات الجائرة في حق الدول الضعيفة
٦_ وما رأيك بأثر الذكاء الإصطناعي الذي ينتظره العالم في المستقبل القريب والذي سيشكل غزوا للمؤسسات العالمية ؟
– رغم ما وصل إليه العالم من تطور تيكنولوجي وبرمجة و تقنيات، ساهمت بشكل كبير في تبسيط آليات العمل في جميع المجالات، نستشف أنه خلق كذلك شرخا و هوة كبيرة بين المواقع الاجتماعية للأفراد. لذا يبقى غزو الذكاء الاصطناعي للمؤسسات العالمية، بداية لنهاية مأساوية تنتظر العالم في المجال الإقتصادي والإجتماعي والبيئي. ( استهداف البشر، العطالة ، اختفاء أكثر من ثلثي الوظائف والحرف، ظهور عادات جديدة خارج المألوف، انتشار الفقر، تفشي الأمراض والأوبئة بسبب سوء التغذية، غضب الأرض وتقليص مساحتها و عدم استجابتها للإنتاج الفلاحي المكتمل من أجل سد حاجيات الشعوب، تدمير الفرشة المائية ، صناعة غذائية جديدة مبتكرة ستضعف البنية الجسدية للإنسان….