رئيسالاتحاد الدولي للكتاب العرب أجرى اللقاء: الدكتور محمد محمود أسعد
مستشار ثقافي الاتحاد الدولي للكتاب العرب
بمناسبة اليوم العالمي للشعر الذي يصادف لـــ 21 مارس/ آذار من كل عام، ومن خلال هذه المنصة الإعلامية (مجلة الاتحاد)، يسعدني أن أجري هذا اللقاء الودي مع شخصية اجتماعية شامخة وقامة أدبية سامقة تُرفع لها القبعة في كل حين ويُشار إليها بالبنان في كل ميدان..
بلقاء اليوم أدعوكم قراء هذا العدد المميز بمحبة للتعرف معي أكثر على أنموذج حقيقي للإنسان بحلمه، بتواضعه، بصدقه، بشجاعته، بغيرته على دينه ومجتمعه، بجرأته على قول الحق مهما كانت عواقبه..
أدعوكم للقرب أكثر من هذا الجبل البشري الأشم، ابن الأردن الشامخ، ابن العادات العربية والتقاليد الأصيلة، الذهب العتيق والمتجدد، صاحب اليد البيضاء الممدودة للجميع، الثائر في وجه رزايا العصر، الخلوق المتواضع،
صاحب الكلمة والفصل، سمحِ القلب، واسع الصدر، كبير الهمة، طيب النفس تجاه كل من حوله، الماقت الشديد للكذب والرياء. أدعوكم للتعرف معي أكثر على مجموعة إنسان قبل أن يكون شاعراً مرهفا
وكاتباً محترفاً كان له الدور الرئيس والمبكر في تأسيس أحد أهم الصروح الأدبية الهادفة لنشر “الكلمة الطيبة والمحبة والسلام” في داخل العالم العربي وخارجه_ الاتحاد الدولي للكتاب العرب_ وذلك من خلال وعيه الكبير بأن رسالة الأدب والفن ليست مجرد ترف فكري بقدر ما هي جسر حضاري
تجعل من هذا الصرح قبلة للأدباء العرب ومقصداً لأهل الفكر والإبداع أينما كانوا في مغارب الأرض ومشارقها.. إنه بلا ريب: أديبنا القدير وأستاذنا الكبير معالي السفير الدولي الدكتور محمد حسن أبو النصر..
رئيس ومؤسس الاتحاد الدولي للكتاب العرب، ومؤسس الأكاديمية الدولية للكتّاب والمفكرين المثقفين العرب، الحاصل على درجة الماجستير في الأدب الإنجليزي من جامعة بيروت العربية 1997، بالإضافة لثلاث شهادات دبلوم في علم النفس التربوي والتأهيل التربوي وقراءة الجسد من الأردن ولبنان وبريطانيا،
ودرجة الدكتوراه في العلاقات الدولية والدبلوماسية من جامعة هيوستن الأمريكية، وشهادة أخرى مماثلة من المؤسسة الدولية للتدريب والاستشارات من جمهورية مصر العربية، وشهادة دكتوراه فخرية في الإعلام الحديث من جامعة هارفارد.
والحاصل على العديد من الشهادات الدولية، وصاحب المشاركات الفعّالة في منصات الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. والمشاركات الأدبية والحوارية والسجالات الشعرية المحلية والدولية واللقاءات والحوارات على منصتي زووم وجوجل ميتنج مع العديد من الشعراء والشاعرات على المستوى الدولي.
نعم.. كل هذا ولم يحنِ لضيفنا العزيز الدكتور محمد ظهرا ولم يُفتر له همة بل بقي ماضياً في طريقه للتميز، فلما لا وهو الذي حصل في عام 2020 على لقب “من أفضل 500 شخصية ثقافية ومؤثرة في المجتمعات”
في موسوعة جينيس للأرقام العالمية، وهو الدارس المواظب حالياً في اكثر من جامعة عن طريق الإنترنت و الانتساب في مجالات القانون الدولي و الإعلام الحديث و التنمية المستدامة والعلاقات الدولية ،
وهو المستمر والمستمتع بدراسته عن بعد في جامعة هارفارد لنيل الدكتوراه في التنمية المستدامة، وهو المتحفز لحدث قادم رفيع المستوى بالمنتدى السياسي لعام 2023 حول التنمية المستدامة (HLPF) تحت رعاية المجلس الاقتصادي A Special Event of the 2023 High-level Political Forum on Sustainable Development (HLPF) under the auspices of ECOSOC.
حقاً، كل ما سلف ذكره من ثراء معرفي لم يجعل من شاعرنا الدكتور محمد حسن أبو النصر.. إلا قريباً لكل قلب، ومُحسناً بدون طلب، وجبلاً بشرياً صامداً لا تلويه رياح النفاق والتدليس، وهادئاً مسالماً بغير انقطاع،
وكارهاً للتحايل والكذب وغاضبا من فاعليه أشد الغضب، وشهما ماجدا كريم خلق، وذا هيبة ووقار، ففي طبعه يميل إلى الجدية أكثر من أن يكون بسّاماً ضحوك السن، لا يتحمل أي أمر مشين مناف للأعراف لكنه لا يُشاجر بل يكتفي بإشاحة الوجه مستنكراً مستاء.
على عجالة أفتتح حديثي مع ضيفنا لهذا العدد وأتوجه إليه بأسئلتي التالية كي نسعد معاً من خلال إجاباتها بمعرفة المزيد من الجوانب الإنسانية والأدبية التي تذخر بها شخصية الدكتور محمد..
لعلنا نبدأ بنبذة مختصرة عن أعمالكم وكتابتكم الأدبية دكتورنا الأديب؟
يمكنني القول إنني بدأت فعلياً بكتابة الشعر بأنواعه بعام 1994 بعدما شجعني على متابعة كتابته بعض الشعراء كالأديب الشاعر د. راشد عيسى بعد اطّلاعه على بعض من أعمالي
، خاصة بعد ما فازت أول قصيدة لي في كلية الآداب جامعة بيروت وكانت باسم “ردي خصامك” وهي التي كانت لي حجر الأساس التي خلقت مني شاعراً كما قيل.
استجابة لتشجيع الكثيرين من الشعراء والشاعرات الذين اعتز بمعرفتهم وآرائهم ومن كثرة إلحاحهم عليّ.. حدا بي أن أجمع أعمالي وأدققها والتي وصلت حتى الآن إلى ما يزيد عن (1450) قصيدة
ونص. تم تدقيق 400 منها وجُمعت في أربعة دواوين قيد الطباعة و هي كالآتي 1- تمتمات ،2- شفاه الارتباك ، 3- المحدودب، 4- مُسجّى بمهد الروح. أما باقي القصائد ما زالت بالتدقيق وحسب وعود المدققين
ستكون جاهزة للطباعة في الربع الأخير من هذا العام وستكون بدواوين ثمانية. بمجموع إجمالي يصل لاثني عشر ديوانا إن شاء الله. حيث أنني أفكر الآن بتسميتها بما يتناسب وكل مجموعة منها.
يقولون إن الشعر مرآة عصر الشاعر، فأين الوطن والتاريخ فيأشعار شاعرنا وكاتبنا القدير الدكتور محمد؟
صدقوا بما قالوا.. فالوطن والتاريخ في أشعاري هما فلسفة المحبة. فالوطن حب والتاريخ استنباط الماضي بالحكمة.. ولو ربطنا الحب بالحكمة لخرجنا بفلسفة جميلة وهي المحبة الجمعويةالنقية والطاهرة لوجه الله.
أليس الله محبة؟ ألم يأمرنا الله بإفشاء السلام والمحبة وبأن نتحاب في الله لنكون خيرَ أمة أُخرجت للناس؟! فالوطن هو التاريخ ومنهما نستقي الدين والقومية والهوية، وكل هذا محبة.
من المعروف أن الكتابة عذاب معرفي وتأملي ومعانقة لروح الأشياء والموجودات، هل ينطبق هذا برأيكم على الشعر كونه ضرباً من ضروب الأدب
، هل صحيح أن الكتابة أولا وأخيراً شقاء سواء بالحصول عليها أو الإدلاء بها؟ نعم الكتابة عذاب معرفي ولكن ليس لكل الكتّاب لان الأمر متفاوت سواء من كاتب لكاتب أو من بقعة ارض لأخرى وحتى من جنسأدبي لآخر.
لكن بالنسبة للشعر فهي عذاب مطبق إذا كان الشاعر صادقا برسالته وليس متقمصاً وناظماً للشعر.
فمن الكُتّاب من يكتب لأن هذه فطرته وهذا كاتب يُعاني وسيشقى من أجل إيصال ما يعانيه للآخرين.. أو بإيصال هموم الواقع والمجتمع لأكبر شريحة ممكنة. ومنهم من أخذ من الكتابة مكسباً مادياً فلا يهتم إلا بكيفية جمع المادة من خلال شعر المناسبات و المدح وغيرها.
وأنا لا أنتقد أياً منهم بالطبع فلكل كاتب وضعه الخاص.
هل برأيكم ثمة فجوة قابعة بين أنماط الشعر، حديثه وقديمه، كيف يرى الدكتور محمد أنماط الشعر القديم خاصة إن عرفنا أن معظم كتاباته بالنمط الحديث الذي سعى إليه الكثيرون من شعراء اليوم؟ نعم هناك فجوة كبيرة
بين أنماط الشعر و للأسف هذا أعزيه لغرور كلا المدرستين، فأهل المدرسة القديمة لا يعترفون بالشعر الحداثي، وأهل المدرسة الحداثية ينعتون الآخرين بعدم التطور. وهنا تقع المشكلة. علما بأن اللغة واحدة
ولو اختلفت طريقة سردها أو تناولها من نمط لنمط. فمثلا بالنسبة لأهل المدرسة القديمة (الشعر العمودي) هناك من يكتب بإبداع وجمال وصور بلاغية رائعة ووزن عروضي منسق متقن لا عيب فيه، وهناك
من يكتب الوزن العروضي المتقن بدون عيوب ولكن أشعاره تفتقر للصور والإبداع. وهذه فجوة بحد ذاتها بين أهل نفس المدرسة (فكلاهما شاعر وناظم).
وأهل المدرسة الحداثية للأسف معظم الكتّاب لا يميزون بين الأجناس الأدبية الحديثة ويعتقدون رصف الكلمات شعراً، دون معرفة النثرية من التفعيلة أو الخاطرة من القصة القصيرة.. إلى غيرها من الأجناس وهنا أيضا فجوة عميقة بين أهل نفس المدرسة.
والمظلوم الوحيد هنا هو اللغة والأدب. بالنسبة لي أنا مع كليهما.. فأساس الشعر عند العرب هو بحور الشعر المعروفة ولكن مع تطور الزمن وقدرة اللغة على الولادة والإعجاز لا بد أن نتطور ونضاهي
باقي الآداب على الساحة العالمية، ولذلك أنادي بالحداثة ولكن دون إهمال القديم. إنما الاعتزاز به واعتناقه من وقت لآخر واستخدام كلماته التي كادت أن تنقرض (الكلمات المعجمية) فاللغة بحاجة منا إلى إحيائها.
في الفن بشكل عام ليس هناك مهم وليس هناك أقل أهمية، فمن المعروف أن الإجادة هي المحك الحقيقي للحكم على العمل الإبداعي، كثيرون من الأدباء لا تحمل لهم ذاكرة القراء والمتابعين سوى عمل أو قصيدة واحدة
، فما هي تلك القصيدة عند شاعرنا الدكتور محمد التي يرشحها لتلك المكانة، ولماذا؟ الحقيقة عندي قصيدتين واحدة مقفاه والسبب هي أول ما كتبت من الشعر لمناسبة جميلة بحياتي وهي بعنوان “ردي خصامك”: ردّي خصامك قد كفاك ملامي ليس الهوى بإرادتي كالرّامي يا من ترومين العتاب ترفّقي إنّ الهوى قدرٌ منَ العلّامِ إن كان سهمك قد أصاب جوانحي فلمَ العتاب وقسوة اللّوامِ فالصّبح لو يمضي بحبٍّ واصلٍ بلغ الثّرى بمواطن الأجرام والقلب لو يشكي حبيباً ظالماً فعلى شهيد الحبّ ألف سلام ظمآن يغلبني الحنان وينتشي من نبع أوجاعي وفيضِ حِمامي إن رمْت لي الحبّ الكتوم فإنّني قيثارةٌ محبوسةُ الأنغامِ وغدت أغاني الحبّ لحناً باكياً وغدت خمائلنا بغير حَمام محبوبتي وجعي عويل جنازةٍ شيّعت فيها مهجتي وغرامي