هي دولة تقع في شمال أمريكا الجنوبية. يحدها من الشرق “غيانا الفرنسية” ومن الغرب “غيانا”، أما من الجنوب، فتحدها “البرازيل” ومن الشمال المحيط الأطلسي. دولة “سورينام” تعتبر من أصغر الدول ذات السيادة وذلك من حيث عدد السكان ، ومن ناحية مساحة رقعتها حيث يبلغ عدد سكانها حوالي 470 ألف نسمة متنوّعون في العرق واللغة والدين، ويعيشون على مساحتها البالغة 165 ألف كيلو متر مربّع، وتستخدم هذه الدولة اللغة الهولنديّة كلغة رسمية، حيث كانت مستعمرة هولندية سابقاً، وهي في ذلك تعتبر الدولة الوحيدة في النصف الغربيّ من الكرة الأرضيّة التي تتكلم اللغة الهولندية. يعود سبب تسمية هذه الدولة “بسورينام” نسبة إلى قبائل سورين الّذين كانوا من أوائل من سكن المنطقة. العاصمة: “باراماريبو” Paramaribo “باراماريبو” هي عاصمة سورينام وأكبر مدنها. تقع على ضفة نهر سورينام بمقاطعة “باراماريبو”، يبلغ عدد سكانها حوالي 250.000 نسمة، ويعيش نسبة كبيرة من السكان على طول الساحل بالقرب من العاصمة وهم من السكان الأصليين. تتمتع دولة “سورينام” بمجموعة من الظواهر التضاريسية شديدة الروعة والتنوع، وهي تنقسم جغرافيّاً إلى قسمين هما: • القسم أو المنطقة الشماليّة، وهناك يعيش معظم السكان، وفيها الأراضي الساحليّة المنخفضة . والقسم أو المنطقة الجنوبيّة، وهذه المنطقة قليلة السكّان، وهي تقع على الحدود مع البرازيل، وتشمل الغابات المطيرة الاستوائيّة والسافانا، والتي تشغل حوالي 91% من الأرض، مما يعني أنها تشكّل الغالبيّة العظمى من أراضي الدولة، وفي سهول سورينام الساحليّة المُنخفضة تمرّ العديد من الأنهار، وتليها التلال الرمليّة والهضاب الخضراء، ومن ثُمّ المناطق المرتفعة وسلاسل الجبال. كما توجد هناك محميّة سورينام الطبيعيّة المركزيّة، وتوجد العديد من المتنزهات والمحميّات الأخرى . أمّا عن المناخ فهو مناخ مداريّ يتخلّله هطول كميّات غزيرة ووفيرة من الأمطار تتسبّب في بعض أوقات السنة بحدوث فيضانات، وتمرّ فيها الرياح التجاريّة الموسميّة، والتي تعمل على جعل المناخ ألطف هناك عدّة مصادر اقتصاديّة للبلاد، ويعتبر قطاع الصناعة من أحد أهم هذه الموارد الاقتصاديّة، وتُعتبر صناعة البوكسيت من أكبر الصناعات هناك؛ حيث يتمّ تصدير كميّات كبيرة جداً منها، ويعمل حوالي الرّبع من السكّان في مجال الزراعة، وهذه تشمل زراعة البن، وقصب السكر، والقطن، والأرز، والموز، ومُعظم هذه المحاصيل يتمّ تصدير جزء منها للخارج، ويتم كذلك تصدير الروبيان. وفي الآونة الأخيرة قامت جمهوريّة سورينام بالبدء في استخدام جزء من احتياطاتها من النفط وكذلك من الذهب. ومن المصادر الأخرى للاقتصاد تجارة الخشب حيث يتمّ استخدام الخشب في تصنيع ألواح الخشب. والتّجارة بشكلٍ عام هي ما تعتمد عليه هذه الدولة، ومن شركائها: دول الكاريبي، وهولندا والولايات المتّحدة الأمريكيّة، وكندا بدأ وصول الإسلام إلى سورينام مع استقدام الأفريقين من غربي أفريقيا في القرن السابع عشر الميلادي، لكن الظروف المحيطة بهؤلاء المستعبدين قهرا جعلتهم يهملون تنشئة أبنائهم على حسب قواعد الإسلام، لكنهم لم يركنوا إلى ذل العبودية، بل قاد أحد المسلمين الزنوج ثورة ضد الهولنديين ولجأ إلى الغابات الكثيرة المنتشرة بمن انضم إليه حتى عقدوا معاهدة صلح بينهم وبين الهولنديين عام 1863م وهي المعاهدة التي عرفت باسم (يوكا) وفيها اعترفت هولندا باستقلال زنوج الغابات (جيوكا) وهؤلاء معظم عاداتهم إسلامية.
– ثم بدأت بعد ذلك هجرة ثانية تصل إلى البلاد من الآسيويين المسلمين من “اندونيسيا” و”الهند” وجنوب شرق آسيا، وذلك في القرن التاسع عشر.
– كما لحقت بعد ذلك هجرة ثالثة أخيرة إلى “سورينام” وكانت عربية من بلاد الشام بشكل عام . أما في العصر الحديث فقد كان سبب وجود الإسلام بسورينام كما ورد في كتاب”المسلمون في أوروبا وأمريكا” (عندما جلب الهولنديون العمال من اندونيسيا والهند وجنوب شرق آسيا،وبدأت هذه الهجرات العمالية تصل إلى سورينام في القرن التاسع عشر، وكان معظم العمال الأندونيسيين من المسلمين). كما وصلت “سورينام” مجموعة من السوريين واللبنانيين بحثاً عن فرص جديدة لتحقيق حياة أفضل، بسبب ظروف غير ملائمة في بلادهم وقد ظل عددهم يزداد يوما بعد يوم، و أضيف إليهم في السنوات الأخيرة من أبناء بعض دول إفريقيا وخصوصا نيجريا، وبلاد إسلامية وعربية أخرى. واليوم.. نسبة المسلمين في سورينام كبيرة، حيث يقدرون 20-25 % من السكان وهده تعتبر أعلى نسبة للمسلمين في بلدان العالم الجديد أي أن تعدادهم يصل إلى حوالي 110 ألف مسلم منهم 75 ألف اندويسي و30 ألف هندي وباكستاني وبضعة آلاف من الأفارقة ومن السوريناميين ممن دخلوا في الدين أخيرا. كما أن دولة “سورينام” عضو في منظمة المؤتمر الإسلامي . تحياتي نجوى نصر الدين