المسافة بين الفكر والثقافة والوعي جد شاسعة من حيث المعنى اللفظي على المستوى الواقعي، لأن الإجتهاد في غير محله من مفهوم التفكير السلبي ينتج أشخاصا يصعب التواصل معهم نتيجة بعد النظر في جرد الأحداث كبداية في تعميم الحوار السليم الدال على الجزم في مختلف النوازل بمنطق يجمع بين العلم والمعرفة والتجربة في تدبير النقاش حتى لا يصبح جدالا لا منفعة منه. صنفت العلوم حسب تنوع الإختصاصات واختلاف مضامينها من حيث البحث والدراسة، آلية من أجل بلوغ غايات جازمة تؤكد وتثبت النتائج النهائية في مسارها الصحيح بدقة متناهية وثقة في الجودة من غرض تجنب جميع المغالطات والاستفاذة منها كحافز ودعم لاستمرارية الحياة الطبيعية دون المساس بالطبيعة (الانسان،الحيوان، جغرافية الكون: مناخ، بحار ،جبال، سهول، انهار، غابات……) هذا ما أصبح مستحيلا نتيجة تأثيرات الأسلحة البيولوجية و النووية والحروب والمواد الحافظة والأسمدة الكيماوية……. استنادا إلى هذه المعطيات من الواجب تغيير بوصلة العمل بهذه المواد القاتلة وإعادة النظر في بنود السلم والسلام ونبذ العنف واحترام الآخر وتطبيق القوانين الزجرية في حق كل من خالف البنود والأعراف والقوانين الدولية في هذا المجال اللا إنساني و اللا أخلاقي الذي يجر من وراءه الدمار،الإبادة، المجاعة والأوبئة. فمن أبرز المعضلات النفسية الأليمة التي تؤثر مباشرة على مسار الأفراد والتي تتخبط فيها المجتمعات، نستشف مأساة بيع الأوهام من باب التضليل والمساومة بأساليب تمويهية واهية انطلاقا من نية مبيتة غايتها استهداف الجانب النفسي وضرب قدرتهم الفكرية. لكن سرعان ما يصطدم الفاعل بالمفعول به في آخر المطاف فيشعر الأول بالقدرة على مزاولة مآمراته الدنيئة الخبيثة المغلفة بثوب المحبة والاخلاص والإنسانية من غرض المغالطة ،عكس الشخص المستهدف الذي يوقف النزيف بعد شعوره بخطر المؤامرة، هذا إن كانت تتوفر فيه شروط المثقف الواعي المتمكن المتربص بالمنطق القوي في رصد جميع الهفوات بدقة متناهية تحت ديمومة المراقبة والمتابعة والتدقيق في أبسط الحيثيات منذ بداية المشوار. فالانسان العادي يمكنه ارتكاب الاخطاء، لكن بعد تأنيب الضمير يندم على ما اقترفه مستديرا صوب مساره الصحيح. لكن السيكوباتي شخصية إجرامية بامتياز يهرب من المسؤولية بذكاءه، يعاني من الأنانية، لا يشعر بالندم عن أعماله الوحشية أكثر مما يتلذذ أثناء تعذيب الآخر ، إذ يستمتع بنشوة بطشه وفضاعة تصرفاته، لأنه عاش الحرمان في طفولته، فتمسكه بحاجته يجعل منه الجلاد الذي لا يفكر إلا في مصلحته الشخصية باستخدام جميع آليات التأثير على الشخصية المستهدفة وغالباً ما تستمر المعاناة سنوات وذلك حسب ثقة المفعول به بالفاعل واستدراج هذا الأخير للضحية.