اذا كان أرسطو قد ربط سقوط “إسبرطة” وتدهورها بالسماح للنساء بالخروج من بيوتهن وتمتعهن بالحرية فإن ابن رشد على النقيض من أرسطو اعتبر أن تخلف وتدهور أحوال الأندلس راجع إلى تعطيل دور المرأة في الحياة العامة فحجب النساء عن العالم الخارجي وعن المشاركة في تدبير الشأن العام هو من الأسباب الرئيسة في فقر المجتمع الأندلسي وتدهوره يقول ابن رشد متحدثا عن وضعية المرأة في الأندلس: “وإنما زالت كفاية النساء في هذه المدن لأنهن اتخذن للنسل وللقيام بأزواجهن وكذا للإنجاب والرضاعة والتربية فكان ذلك مبطلا لأفعالهن (الأخرى) الا ان المرأة كانت على مر التاريخ عرضة للتهميش والتعنيف والتمييز والاضطهاد ومحاولات الإبعاد عن المشاركة في بناء المجتمع وحاربت من أجل حريتها وتحقيق المساواة مع الرجل وإثبات وجودها ولا تزال النساء تعاني من قوانين ظالمة في القرن الحادي والعشرين حتى في أكثر دول العالم تحضرً ا منعت هذه الظروف النساء من تحقيق التفوق في عدة مجالات أهمها الفلسفة فأين هي المرأة الفيلسوفة ? لماذا تهمش المرأة فكريا وأدبيًا ؟ لقد ندد المحافظون في المجتمع الأثيني بأفكار المفكرة “أسبازيا “ووصفوها بأنها غانية لخروجها على الدين وخُلدت في الوثائق التاريخية إذ ذكرها “ول ديورانت “في كتابه «قصة الحضارة» وذكرتها “ماري ألين ويت “في كتابها «تاريخ النساء الفلاسفة في العصرين اليوناني والروماني» كما ظهرت في العديد من اللوحات الزيتية إلى جانب سقراط وفيدياس وآخرين إذ أن العديد منهن تمكن من وضع نظريات وأفكار في الأخلاق والمجتمع والحب والسياسة وغيرها من المواضيع الفلسفية ظلت راسخة لقرون عديدة وإن كلفهن حياتهن مثل ما هو حال الفيلسوفة “هيباتيا “في مصر الرومانية في القرنين الرابع والخامس واشتهرت في التاريخ بصفتها عالمة رياضيات وكذلك لمعت أيضًا في تدريس الفلسفة وعلم الفلك اذ اتبعت “هيباتيا” المدرسة الأفلاطونية المحدثة للفلسفة القديمة واتبعت المنهج الرياضي لأكاديمية أفلاطون في أثينا وتأثرت بفكر أفلوطين الذي عاش في القرن الثالث الميلادي والذي فضل الدراسات المنطقية و الرياضياتية على المعرفة التجريبية وهي كغيرها من المتحدثات لمجتمع ذكوري احتكر حتى المعرفة مثل ذلك الفيلسوفة الإنجليزية “فيليبا فوت” (1920 –2010) جامعة أوكسفورد ويعود لها الفضل في إحياء الفكر الأرسطي اذ عملت فوت مع العديد من الفلاسفة خلال حياتها وأثرت بالعديد منهم و تعد مجموعة كتاباتها من أهم المقالات التي تطرقت لفلسفة أخلاق الفضيلة وتركزت إسهاماتها الفكرية على المنطق وفلسفة الأخلاق والمثل وعليه فإن إن دمج قضايا النوع الاجتماعي ضمن التيار الرئيسي للتنمية هي عملية تعزيز لفت النظر لقضاياالتمييز بين الجنسين بشكل فعال في عملية التنمية عن طريق ربط قدرات المرأة بمساهماتها بقضايا التنمية الكبيرة مثل السكان، والبيئة والفقر والطاقة والتحضر وهذا الربط يوفر التبرير المنطقي للاستفادة من الموارد المتوفرة على نطاق كبير لأغراض التنمية والتي لم تتمكن حتى الآن من دعم النساء ودمجهن في برامج خاصة لمعالجة قضاياهن،ويشمل هذا المصطلح ضمنًا السياسات والبرامج والمشاريع التي تأخذ بشكل صريح باحتياجات المرأة في الاعتبار الآليات الوطنية لتحسين ورفع مستوى المرأة حسب منهاج عمل بيجين(1995)تعني الآليات الوطنية بأنها “إيجاد مؤسسات وأجسام حكومية خاصة تعنى بشؤون وقضايا المرأة وتقوم هذه الآليات على رسم السياسات والإستراتيجيات والخطط الوطنية للمرأة وتكون مسؤولة عن تنسيق ورصد الدعم المقدم لقضايا المرأة على الصعيد الوطني و إلى القيام بمبادرات لخدمة تلك القضايا وغالب ما تكون الآلية عبارة توجيهات وارشادات في حين ما تحتاجه المرأة اليوم هو معرفة ذاتها وعلاقتها بالكون كعنصر مساهم بانتاجات فكرية لأن الكتابة حول “المرأة “يجسد محاولة فينومينولوجية أصيلة لاستبصار وتحليل ماهية الظاهر لا (ظاهرة المرأة) باعتبارها ظاهرة وان كانت جزئية إلا أنها تعكس تجليات لمعان كلية تتعلق بالوجود العام والوجود الانساني.