لواء دكتور/ سمير فرج
متابعة عادل شلبى
بعد التطور الكبير الذي شهده العلم العسكري، أصبح سلاح الدفاع الجوي، في يومنا هذا، من أهم العناصر المقاتلة، في ميدان المعركة، بالنسبة لكل جيوش العالم؛ فبعدما كان، في الماضي، سلاحاً مضاداً للطائرات المقاتلة، فقط، أصبح سلاح الدفاع الجوي، الآن، معنياً بالطائرات المقاتلة، وخاصة الوافد الجديد منها المعروفة بالطائرات المسيرة بدون طيار “Drones”، والصواريخ الباليستية، والفرط صوتية. وقد استلزم كل تلك الأهداف المستجدة، أن يواكبها تطوراً موازياً في أنظمة الرادارات لالتقاطها، ومن ثم أسلحة الدفاع الجوي للتعامل معها. وفي مصر تأسس سلاح الدفاع الجوي، في فبراير من عام 1968، في أعقاب هزيمة يونيو 1967، وكان أول قائد له، الفريق محمد علي فهمي، الذي أنشأ حائط الصواريخ، أيام حرب الاستنزاف، وهو ما كان أحد عوامل النصر في حرب 73.
وتلبية لدعوة من اللواء أركان حرب إبراهيم الفيومي، مدير كلية الدفاع الجوي، ألقيت محاضرة للطلبة الدارسين بالكلية، من السنوات الأربعة، ومعهم أعضاء هيئة التدريس، عنوانها “تحديات الأمن القومي المصري”. جدير بالذكر أن هذه الكلية يتخرج منها ضباط الدفاع الجوي، حاصلين على بكالوريوس علوم الهندسة، نظراً لطبيعة أسلحة الدفاع الجوي، المعتمدة على الرادارات والمدافع والصواريخ، والتي صارت على درجة عالية من التكنولوجيا المتطورة، بما يتطلب أن يكون ضباطها حاصلون على بكالوريوس الهندسة. وكذلك في الميدان، فإن الجنود العاملين على أسلحة الدفاع الجوي، حالياً، معظمهم من خريجي كليات الهندسة المصرية.
وخلال زيارتي للكلية، أذهلني حجم التطور، بداية من لقائي بأعضاء هيئة التدريس، الحاصل، معظمهم، على درجة الدكتوراه، من كلية الهندسة، بجامعة الإسكندرية، وصولاً إلى التفقد السريع لمعامل كلية الدفاع الجوي، التي وجدتها، من حيث الحجم أو النوعية، تتفوق على معظم معامل كليات الهندسة، بالجامعات المصرية، فضلاً عن المنهج الدراسي والامتحانات الخاصة به، الذي يحاكي منهج كلية الهندسة، بجامعة الإسكندرية، ويتولاه أساتذة تلك الكلية العريقة، فضلاً عن مناهج المعدات العسكرية المتطورة، سواء في الرادارات أو الصواريخ أو المدفعية أو الحاسبات الآلية.
كان اللقاء غاية في التفاعل، مع الطلبة من شباب القوات المسلحة، الذين يحملون مسئولية حماية أجواء مصر، وسماءها، ضد أي معتد، هؤلاء الطلبة الذين انضموا للكلية بعدما اجتازوا، بنجاح اختبارات دقيقة، سواء الرياضية، أو الطبية، أو النفسية لاختيار الأصلح لتولي ذلك الشرف. وخرجت من اللقاء تملأني السعادة، والثقة في مستقبل مصر، داعياً المولى أن يبارك في شباب مصر العظيم.