أكد الدكتور محمد حسن الطراونة استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة، أن جائحة كورونا انتهت بمعناها السابق كوباء كان يشكل تهديداً صحيًا وأصبحت جزءا من الفيروسات التى تنشط في الشتاء وتغير الفصول.
وأوضح الطراونة، أن فيروس كورونا أصبح بحكم المنتهي، وبات موسميا، وقد تظهر حالات منه خاصة في الشتاء، كأي مرض فيروسي موسمي آخر، لافتا إلى أن جائحة كورونا انتهت بالفعل نهاية العام الماضي، نتيجة ارتفاع معدلات التطعيم وتحسن المناعة المجتمعية التي تحول دون عودة الإصابات.
واعتبر د. محمد حسن الطراونة، أن العالم أسدل الستار على الجائحة حتى لو لم تفعل منظمة الصحة العالمية ذلك، والتي بدورها أصدرت تقريرا مفصلا مؤخرا يشير إلى انخفاض كبير وعالمي في أعداد الوفيات والإصابات والإدخالات، ما يدل أن الأشهر المقبلة ستحمل تصريحا عالميا بإغلاق ملف جائحة كورونا.
وأشار إلى أن تأخر إعلان منظمة الصحة العالمية عن انتهاء الجائحة جاء للتريث إلى حين انتهاء فصل الشتاء، والتأكد من انحسارها بشكل كبير، مشددا على أن الفيروسات التنفسية ما تزال تنتشر خلال فصل الشتاء، لا سيما فيروسات الإنفلونزا، والبرد، والتنفسي المخلوي، وكورونا المستجد.
ولفت إلى أن أعراض هذه الفيروسات متشابهة كالرشح، والزكام، والتهاب الحلق، وسيلان الأنف، وارتفاع درجة حرارة الجسم، والسعال، وفقدان الشهية، والصداع، والتعب العام.
وأوضح الطراونة، أن العام الحالي شهد ارتفاعا بنسبة 20 % في الإصابات الفيروسية مقارنة بالأعوام التي سبقت الجائحة، لافتا إلى أن الفجوة المناعية التي ظهرت غيرت خريطة الفيروسات التنفسية، فأصبح الوضع اعتياديا واستثنائيا في آن معا (أي أنه اعتيادي بسبب طبيعة الإصابات الفيروسية، واستثنائي بسبب الفجوة المناعية، نظرا للإجراءات الصحية المتبعة آنذاك).
ونوه بأن التغير المناخي أثر في زيادة انتشار الفيروسات، بالإضافة إلى التلوث، مشددا على ضرورة أن تكون هناك معرفة كافية بأن هذه الفيروسات غير مقلقة، فالأعراض المرتبطة بها مثل ألم الحلق والسيلان والصداع تستلزم خافض حرارة ومضادات احتقان.
وناشد بضرورة العمل على وقف العدوى لكبار السن والحوامل الذين يعانون من الأمراض المزمنة، لأن إصابتهم قد تؤدي إلى التهابات رئوية تدخلهم في مضاعفات صحية خطيرة.