كتب/ أيمن بحر
خلال متابعة اللواء رضا يعقوب موقف الغرب من إغتصاب الأرض الفلسطينية عن طريق الكيان الغاصب بمساندة غربية فإن وتائق غربية ظهرت فى هذا المضمار لا تختلف كثيراً عن وثائق بوش الإبن بلير لغزو العراق حيث أن الغرب لا يبالى بأرواح ومعتقدات وأملاك الشرق، لذلك وثائقهم تظهر أفعالهم الخبيثة لكنها لاتظهر الا بعد فترة. وفى هذا المجال تتحدث الوثائق عن الزعيم الفلسطينى ياسر عرفات.
ياسر عرفات: بوش أمر المخابرات الأمريكية بالبحث عن بديل للزعيم الفلسطينى فى ذروة إنتفاضة الأقصى – حيث وثائق بريطانية تثبت ذلك. عرفات مات فى ظروف غامضة ومثيرة للجدل بعد نحو 4 سنوات من سعى إدارة بوش للبحث عن بديل له.
كشفت وثائق بريطانية أن الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش أمر بالبحث عن خليفة محتمل للزعيم الفلسطينى الراحل ياسر عرفات بعد تصاعد إنتفاضة الأقصى عام 2001. جاء المسعى الأمريكى بعد فشل مفاوضات كامب ديفيد عام 2000 بين عرفات أبو عمار وإيهود باراك، رئيس حكومة الكيان الغاصب العبرى إثر تفاقم الأوضاع فى الضفة الغربية وقطاع غزة . ووفق الوثائق، التى أفرج عنها أخيراً، توقع بوش مبكراً أن يستخدم أرييل شارون، الذى خلف باراك فى الحكم قطاع غزة لإثارة الفرقة بين الفلسطينيين.
وتتناول الوثائق المباحثات والإتصالات التى جرت بين بريطانيا والولايات المتحدة بعد شهور قليلة من دخول بوش وفريقه الذى سيطر عليه المحافظون الجدد، البيت الأبيض.
وطالبت إدارة بوش الزعيم الفلسطينى بوقف الإنتفاضة تمهيداً لبدء مفاوضات أمنية مع اليهود. وإستخدمت حق النقض الفيتو لإجهاض مشروع قرار فى مجلس الأمن الدولى يطالب ببحث مقترح بأن تشكل الأمم المتحدة قوة مراقبة وبعد إجهاض المشروع، جرت مباحثات هاتفية بين بوش ورئيس الوزراء البريطانى تونى بلير كان الصراع الفلسطينى اليهودى والأوضاع فى الأراضى الفلسطينية المحتلة قضية رئيسية فيها.
وحسب محضر المباحثات، الذى كتبه جون سويرز سكرتير بلير الشخصى أبدى رئيس الوزراء البريطانى “قلقه” على عرفات. وقال إن الزعيم الفلسطينى وصل الى أقصى حدود ما يمكنه فعله بشكل بناء. وهو يعمل فقط على الإحتفاظ بموقعه. وأضاف أنه لم يعد لديه ما يقدمه أكثر مما قدم فى إشارة الى أنه قدم كل التنازلات الممكنة.
وأقر بوش ما قاله بلير، ثم وصف عرفات بأنه ضعيف ولا منفعة منه وكشف عن أنه طلب من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية سى آى آيه البحث عن خلفاء محتملين للزعيم الفلسطينى. غير أنه قال إن الوكالة بحثت فى المشهد الفلسطينى بدقة وخلصت الى أنه ليس هناك خليفة متاح لم تشر الوثائق إلى موقف بلير من مسعى بوش للبحث عن خليفة لعرفات.
غير أن التقييم البريطاني العام، آنذاك، هو أن واشنطن تؤيد أفعال الكيان الغاصب فى التعامل مع الإنتفاضة بما فى ذلك إستهداف أفراد الدائرة الأمنية المقربة من عرفات.
فقبل 24 ساعة من إتصال بلير وبوش كتب سويرز، تقريراً قال فيه “فريق بوش إتخذ مواقف متشددة بشأن عملية السلام فى الشرق الأوسط، حيث أعطت تعليقات بوش الليلة الماضية التى طالب فيها عرفات بوقف العنف، فعلياً مباركته لضربات الكيان الغاصب اليهودى لحرس عرفات الشخصى
كانت إسرائيل حينها تواصل تنفيذ عملية عسكرية تستهدف حراس عرفات وقتلت أحدهم فى ضربة بطائرة هليكوبتر بزعم المشاركة فى هجمات على أهداف يهودية. وتكشف الوثائق أن سعى بوش للبحث عن خليفة لعرفات كان مخالفاً لموقف كولين باول وزير الخارجية الأمريكى.
فقد أبلغ الوزير بلير، خلال لقائه به فى واشنطن قبل خمسة أسابيع بحضور بوش بمخاوفه من سقوط الزعيم الفلسطينى. وقال “لو إنهارت السلطة الفلسطينية، سنفقد عرفات”
وعلق بوش واصفاً أبو عمار، حينها، بأنه “تاجر جيد”، لكنه أضاف أنه “ليس متأكداً من أنه يمكنه إبرام إتفاق” مع الكيان الغاصب. وإشترط باول السيطرة على العنف أولاً” قبل أن تشارك الولايات المتحدة بفعالية فى حل المشكلة.
وقال إنه سوف يبلغ الأطراف الإقليمية بأن الولايات المتحدة سوف تشارك بقوة ولكن بواقعية وأضاف “فقط عندما تكون الأطراف مستعدة للمشاركة يمكن أن تؤدي الولايات المتحدة دوراً فاعلاً
وفى الشق الإقتصادى، إشترط باول توصل الفلسطينيين مع اليهود الى ترتيبات أمنية وبناء الثقة بعد ذلك يمكن أن يبدأ النشاط (العون) الإقتصادى بالتدفق مرة أخرى على السلطة الفلسطينية. وحسب باول، فإن السلطة كانت تتلقى فقط 10 ملايين دولار من إجمالى 90 مليون دولار تحتاجها شهرياً
وعبرديك تشينى، نائب الرئيس الأمريكى آنذاك، عن موقف مماثل. وقال لبلير إن إدارة بوش لن تتسرع بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط حتى يقرر شارون ماذا سيفعل بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
وتوقع تشينى بأن يسحب شارون العرض الذى قدمه سلفه باراك فى مفاوضات كامب ديفيد مع أبو عمار، وقال هذا لن يكون مقبولاً لعرفات
وأسر الى بلير بأن أحد الأمور التى أدهشته فى أثناء زيارات أخيرة الى الخليج هو استياؤهم (قادة الدول الخليجية) من تفاوض عرفات نيابة عن العرب بشأن القدس
بعد كل هذه المباحثات، عرض بليرعلى الإدارة الأمريكية خطة بديلة للتعامل مع الصراع اليهودى الفلسطينى المتصاعد تركز على الإدارة طالما إستعصى الحل حتى لا يسيطر المتطرفون من الجانبين على المشهد.
وعرض بلير، فى لقائه مع بوش تجربته فى تسوية المشكلة المستعصية بين الجمهوريين والإتحاديين فى إقليم أيرلندا الشمالية بالمملكة المتحدة. وقال إن شعاره كان هو: إن لم تستطع حلها (المشكلة) فعليك أن تديرها وفق محضر اللقاء.
وتطبيقا على الصراع الفلسطينى اليهودى، قال رئيس الوزراء البريطانى إنه ما لم تكن هناك عملية لتمكين المعتدلين من الجانبين على التواصل، فإن المتطرفين سوف يسيطرون بسرعة.
ومضى بلير فى شرح إقتراحه مُحدداِّ الشروط الدنيا اللآزمة لتطبيقه. وقال الحد الأدنى لذلك هو: مسئولية الفلسطينيين هى إعادة إقرار الأمن، ومسئولية اليهود هى تحسين الإقتصاد الفلسطينى. وأضاف النقطة المحورية هي تجنب الإخفاق فى تحقيق أى منهما
ورأى رئيس الوزراء البريطانى أن شارون فى موقف أقوى. وفسر هذا قائلاً إن أحد الآمال فى الشرق الأوسط تكمن فى أن التوقعات العربية من شارون متدنية لدرجة أنه ليس مضطراً لأن يفعل الكثير لتحقيق تقدم
ورد بوش بأن إدارته تريد العمل مع مصر والأردن بشأن المشكلات الحالية. وتفكيرها المبدئى هو جمع المسئولين الأمنيين من الجانبين للحديث معاً، ما يؤدى لاحقاً لى حوار سياسى
وفيما يتعلق بالمصريين، عبر بوش عن أمله فى أن يشجعهم على العودة الى المشاركة بفعالية” فى مساعى تسوية الصراع. أما الأردن فقد وصف بوش ملكه الجديد حينها، عبد الله الثانى، بأنه ضعيف وتعهد بأن تساعده الولايات المتحدة بإتفاق للتجارة الحرة إن وافق الكونغرس
ورغم أن بوش عبر عن إعتقاده بأن شارون أدرك أهمية تأسيس عملية لإشراك المعتدلين” فإنه كشف عن تنبؤ إدارته بأن رئيس الوزراء العبرى يخطط لإثارة الفرقة بين الفلسطينيين.
وقال إن أحد مباعث القلق هو شكه فى أن شارون ربما يحاول (إتباع سياسة) فرق تسد عن طريق فصل فلسطينيى غزة عن فلسطينيى الضفة الغربية وأكد لبلير بأن الولايات المتحدة تراقب بإهتمام
وبعد أربع سنوات تحققت نبوءة الإدارة الأمريكية. فقد سحب الكيان قواته من داخل قطاع غزة فى عام 2005 فيما وصف يهودياً بفض الإرتباط أحادياً بالقطاع. ومنذ ذلك الحين، لم يتمكن الفلسطينيون من توحيد صفوفهم.
ورغم سخونة الصراع مع تصاعد إنتفاضة الأقصى، أبلغ بوش رئيس الوزراء البريطانى بأن إدارته سوف تتحلى بالصبر وصارحه بأن نهجه هو عدم الإستسلام بل الواقعية مضيفاً أن هناك ضغوطاً هائلة من جماعات الضغط كى تشارك الولايات المتحدة (فى حل الصراع)، لكنها سوف تأخذ وقتها. ولا يمكنها فرض السلام