يمضي الأطفال اليوم وقتاً طويلاً كمتلقيين ولا تأتي هذه العادة من شاشات التلفاز والأجهزة اللوحية وحسب بل تحتضن المدارس بيئةً تشجّع على التلقي والحفظ دون إعمال العقل والمخيلة ،بل وقد يصل الأمر في بعض الأحيان لأن تحبط من إبداع الطفل وتخمد من مخيلته. إن الحرص على تنمية مهارات التفكير والإبداع لدى الطفل منذ الصغر أمر هام جدًا؛ فالتحديات اليومية هي التي توسع فهمه لهذا العالم بالتعاون مع البيئة الداعمة له والتي تسمح للطفل أن يصبح أكثر ثقة بوجهات نظره وآرائه عن طريق الممارسة والاستكشاف والتشجيع واللعب والتفاعل مع بيئتهم المحيطة فننشئ بذلك طفلا مبدعاً لديه القدرة على تجميع الحقائق ورؤية المعلومات بطريقة مختلفة لديه القدرة على الإتيان بأفكار غير مألوفة، طفلاً مولعاً بحب الاستطلاع وكشف كل ما يحيط به. يمارس أنشطته الخيالية بدون حدود، من خلال روح اللعب التي تسيطر على معظم أنشطته لاكتساب جوهر المعرفة والتفكير الإبداعي، الذي قد يكون بمجال واحد، وقد يشمل جميع مجالات الحياة. المبدع ليس فقط الناجح في المدرسة أو المخترع، فقد يكون مبدعًا بتأليف القصص أو بالرسم أو بالموسيقا أو بالأشياء التي تتطلب أداءً حركيًا مميزًا ومختلفًا عن الآخرين. فالأطفال يتمتعون بخيال لا حدود له ولتسخير هذا الخيال في تطوير مهارات الكتابة الإبداعية يحتاج الطفل إلى مدخلات موجهة من كٍل من الآباء والمعلمين ، وتحفيزهم على التأمل بكل ما يحيط بهم من أشياء ومحاولة تضمين بعض من هذه الأشياء في قصتهم وبذلك يمكن أن تساعدهم على تجاوز مرحلة البداية في الكتابة، بل من الممكن أن ندفعهم بشكل غير مباشر إلى استخلاص الأفكار من ألعابهم وأحداث حصلت معهم لتشكيل فكرة القصة. جاء ذلك خلال كلمة الدكتورة منال علام رئيس الإدارة لمركزية لإعداد القادة الثقافيين خلال خلال منتدى نقل الخبرة لحملة الماجستير والدكتوراه في محوره الثالث المعني بثقافة الطفل عبر تقنية البث المباشر مشيرة إلى دور الكتابة الإبداعية، وتشجيع الأهل أبناءهم لإطلاق العنان لمخيلاتهم. فيما أوضحت الدكتورة هدى صلاح الدين مدير إدارة المكتبات بإقليم وسط الصعيد الثقافي في ثالث محاضرات المحور الثالث ضرورة السماح للأطفال أن يتخذوا بعض القرارات البسيطة، لغرس لبنة الإبداع والثقة بالنفس بما ينعكس بصورة إيجابية على تنمية مهاراتهم وتشجيعهم على التفكير بطريقة مستقلة، وهو ما يتطلب بطبيعة الحال عدم إسراف الطفل في استخدام وسائل التواصل الاجتماعية الحديثة ومشاهدة وسائل الإعلام وأن يجد طريقة مسلية أخرى للتواصل واللعب يتم من خلالها تحفيز خيال الطفل في بيئته كأدوات الرسم، الألغاز، قصص الأطفال، أدوات الحرف، أو ما يسدّ من البيئة المحيطة. فنرشد الطفل ونعلمه كيف يسأل ومتى يسأل، فكل ما يتساءل عنه يكون أهم من معرفته الإجابة على أسئلة الآخرين. وهو ما يترتب عليه تنمية الإبداع عند الطفل، وتحفيزه على استخدام العقل وعدم تأطيره لإفساح المجال للخيال والأفكار الجديدة التي لا تعرف الحدود،وتشجيعه للتعبير عن ابداعه، وتنشيط الطاقة الإيجابية لدي الأطفال، فتتأسس لديه مبادىء الكتابة الإبداعية، ويتكون عنده تحديا مع الذات لكي يصنع في كل مرة قطعة محتوى أكثر جودة وبراعة من سابقتها. فنجدهم يتمنوا لو أنهم كتاب صغار ؛ إلا اننا أحيانا ما نقتل هذه الرغبة بداخلهم حينما لا نهتم بما ينتجون من أفكار و كتابات بسيطة . كلنا عاش هذا الطفل الذي يمسك بالقلم ليضع خطوطا تكتسي بالإبداع والخيال .