لا تستغرب أيها القارئ من هذا العنوان لأن الواقع المعيش يفسر و يؤكد مدى خطورة هذا الفحوى. استنادا إلى قواعد الفساد التي لا يتقنها الا المتمرسين من المفسدين، فإنها ترتبط بمجموعة من البنود والخطوات، الغرض منها الاستعانة بمبادئها كمنطلق أساس في التعامل مع المفسدين: – ألا يغامر الفاسد لوحده في حلبة الصراع بين الثيران المسعورة،لأن الفساد عمل جماعي يتطلب مشاركة المفسدين وتوثيق الصلة بهم. – التنقيب بدقة عمن يشار إليهم أنهم فوق القانون من أجل شراء ذمتهم بأغلى الأثمان، هؤلاء يتقنون اللعبة لأن مهاراتهم لا يمتلكها غيرهم، فالسر من وراءها اختصار المسافات في اعتلاء عرش الفساد بأريحية. – الفاسد المحترم لا بد أن يكون قانونيا من ذوي النفوذ، لأن المختلسين البدائيين مآلهم السجن، عكس المحترفين الذين يصفق لهم السواد الاعظم من الشعب،كما يتم تتويجهم أمام عدسات كاميرات الاعلاميين بفخر واعتزاز لما قدموه من مغالطات وبيع الأوهام. – تبني آليات الفساد لحزمة من المصطلحات المفخخة بطريقة جيدة لأن الفاسد يمقت كلمة الرشوة، هو يسعد دائما بتسميتها هدية أو عمولة. – الإعتراف بالفساد كمبدئ و التمسك به والتعايش معه والتحدث على أنه كبيرا إلى حد يستحال إزالته. – الفاسد يتحدث عن القيم والأخلاق والنزاهة والشرف كما يكثر من الشعارات البراقة والخطب الرنانة ولا يتوقف عن لعن الفساد وشتم الفاسدين وتلميع صورته بتقديم خدمات جليلة لمطاردي الفساد. – يبحث الفاسد عن بوق إعلامي يساعده في البروباغندا ونشر التفاهات من طرف الانتهازيين منعدمي الضمير المستعبدين من الاعلاميين لكي يفلح في اختصار خطوات كثيرة في عزف سيمفونية الشيطان المزعومة. – الفاسد يأخذ حذره من الشفافية فهي بداية النهاية، لذا يستعد لمحاربتها بكل ما يملك من قوة مادية ومعنوية. – العدو الأول للفاسد هو الضمير من هذا المعطى يجب الاستغناء عنه ثم تركه في سباته العميق، والحذر منه، فإن أفاق من غيبوبته سيكسب المعركة ويطيح بمزاعم الفاسد اللامشروعة التي يضلل بها الكبار والصغار من الرقيق.