من المجحف أن يركز المرء على ما لا يصبو إليه ليحصل على ما يطمح إليه أو يسوف جميع أهدافه من غرض تأجيل قراراته كمتردد مهزوم هارب من الواقع بإيجابياته وسلبياته.لذا يجب الانتباه الى أدق الأمور والاستحسان بالعادة والعرف حسب المصلحة والضرورة في ضبط الأولويات قبل إصدار الأحكام الجاهزة، لأن البنية الأساس لحرية الفرد تقاس بمدى صدقه مع ذاته في وضع خطط ناجحة،الغاية منها التجرد من القيم المحبطة لشخصيته التي تجعل منه سجينا لأسلوبه المادي. فتبني العقل الباطني للصفات السلبية في منع التفكير بالأمور الايجابية هو اعترافا ضمنيا بالفشل، هذا ما يعطي انطباعا على مستوى تدني الإدراك باستعمال المسارات السطحية النمطية في احترام أساليب الحوار وتقسيم طريقة التفكير بين الذكاء والغباء في الاستماع أو التكلم أو قطع الكلام على الآخرين. لذا تقدير قيمة الإنسان جزء من بناء ذاته والتجاهل أحيانا جزء من نجاحه، لذا يستحسن تحرير النفس مما يشيع بين الناس من منغصات واستياء يؤثر مباشرة على المرء كما يساعد على تغيير أفكاره جملة وتفصيلا، رافضا آليات التغيير و التسوية التي تستجيب لحسم هذا الأمر كخطوة ردع مرحلية في خلق انسجام تام، تجنبا لأخطاء التعامل والتواصل الأكثر عمقا وشمولية. فالعادات التلقائية تستحود على العقل في برمجة البيانات السلبية انطلاقا من ذبذبات الفكر التي ترسل الى العقل الباطني الذي لا يفرق بين نوعية المعلومات التي يتوصل بها. عكس ما يمتاز به الجسر التواصلي الذي يربط الايمان بالأفكار الايجابية المحفزة بعيدا عن التحصر على الماضي أو التفكير في المستقبل لأنك لا تستطيع الرجوع الى الوراء ولا يمكنك اصلاح ما تسبب في تعثراتك ولا تستطيع التنبؤ بمستقبلك. لهذا يجب التمسك والالتزام بالعقل المتحكم وعدم الاستسلام إلى أخطاء الحياة العابرة، لأن الأفكار المدعمة بالشجاعة والذكاء والرؤية الثاقبة والاصرار على التحدي هي من تبث في أصعب القرارات بنجاح. هناك دراسة تعكس كل ماورد في المقال تؤكد وتثمن منطق وحقيقة الغياب المؤقت في كسر القيود. الدراسة تؤكد انخفاض عدد الوفيات بالمستشفيات عبر العالم بين ١٥ و ٧٠ بالمائة عند قيام الدكاترة بالإضراب. فأين الخلل إذا ؟ رغم أن هناك معلومات خطيرة خفية لا يعلمها الا الأطباء. د.محمد جستي