كتبت نجوى نصر الدين استراتيجية الاستثمار الاستثمار في الإنسان أساس أي تنمية اقتصادية، ومحور أي نهضة مجتمعية، وركيزة أي تطور ونماء، وقد شهدت الدول التي ركزت على بناء الإنسان والاستثمار فيه تطورا سريعا ليس على المستوى الاقتصادي فحسب بل أيضا على مستوى تطور الوعي الوطني وعقليات الناس وتعاطيهم مع مختلف تحديات الحياة، فكانت الإمتيازات والنجاحات الاقتصادية التى حققتها هذه المجتمعات نتيجة طبيعية لبناء الإنسان وتكوينه ليكون أساسا للنهضة الجديدة ومحركا لها.
وما يميز نهضة المجتمعات التى ركزت على بناء الإنسان أنها نهضة علمية ذاتية تستمد قوتها من الإنسان، وليست نهضة اسمنتية تعتمد على استيراد تجارب الآخرين بدون وعي . هناك تجارب عديدة ملهمة في مجال الاستثمار في الإنسان، وقد حققت هذه التجارب نجاحات باهرة، وقفزت بالدول التى انتهجتها إلى مصاف الأمم الصناعية المتقدمة ولنأخذ مثالا على ذلك تربة الأرض اليابانية ليس فيها شيء يقيم صناعة، لا نفط ولا حديد و لا معادن ولا وقود! لكن المعدن النفسي للإنسان الياباني تغلب على هذا الفقر. لقد شرع يشتري النفط من الأقطار الغنية به، وأنواع المعادن التي يحتاج إليها في صناعاته، وأخذ ينتج وينتج، فإذا السلع اليابانية تغزو العالم القديم والجديد، وإذا إتقانها ورخصها يغلبان سائر السلع حتى ضجت الأسواق الأخرى من هذا الغزو الاقتصادي، وقاومته بكل وسيلة. يحدث ذلك كله والذين يملكون الأرض الغنية، والإمكانات المتاحة لا يفعلون شيئا! إن الأساس الأول لكل نهضة هو الإنسان، لا ما تحت قدمه، ولا ما فوق رأسه! ولذلك كان اتجاه الأنبياء منذ الأزل إلى النفس الإنسانية يغيرونها، ويصقلون معدنها ويعلمون ملكاتها، فإذا تم لهم ذلك أطلقوها في فجاج الأرض تصنع الخوارق، وتغزو المغارب والمشارق! وما زلت ألفت النظر إلى عبارة القرآن الكريم في وصف الرسل العظام بأنهم أولو الأيدي والأبصار. الإيمان عقل مؤمن، ولا وجود له إذا ضاع العقل، ويد مقتدرة، ولا وجود له إذا انقطعت اليد! والشعوب العربية اذا خف علمها ووهن إنتاجها، لا يرفع الإسلام خسيستها. أمنياتى بتغيير وجهة نظر الاقتصاديين بالاستثمار في الموارد الطبيعية إلى استثمار فى البشر تحياتي نجوى نصر الدين