من خواطر للواء رضا يعقوب حول القرأن الكريم بشأن محاسبة النفس المؤمنة والعمل على إصلاحها الإسلام دين الإستقامة ويطلب من المسلم أن يستمر فى الإستقامة ويداوم على حساب النفس، حتى تستقيم حياته مع نفسه وأهله ومجتمعه. قال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن عون بن أبى جحيفة عن المنذر بن جرير ، عن أبيه قال : كنا عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فى صدر النهار قال : فجاءه قوم حفاة عراة مجتابى النمار – أو العباء – متقلدى السيوف ، عامتهم من مضر ، بل كلهم من مضر فتغير وجه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لما رأى بهم من الفاقة ، قال : فدخل ثم خرج ، فأمر بلالاً فأذن وأقام الصلاة ، فصلى ثم خطب ، فقال : ( يا أيها الناس إتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة ) الى آخر الآية : ( إن الله كان عليكم رقيبا ) [ النساء : 1 ] . وقرأ الآية التى فى الحشر : ( ولتنظر نفس ما قدمت لغد ) تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بره، من صاع تمره- حتى قال – : ولو بشق تمرة ” . قال : فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت، ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب، حتى رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يتهلل وجهه كأنه مذهبة، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” من سن فى الإسلام سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شئ، ومن سن فى الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شئ” فقوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله ) أمر بتقواه، وهى تشمل فعل ما به أمر، وترك ما عنه زجر . وقوله : ولتنظر نفس ما قدمت لغد أى : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وإنظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم) واتقوا الله ) تأكيد ثان طلباً لإستمرار التقوى( إن الله خبير بما تعملون أى : إعلموا أنه عالم بجميع أعمالكم وأحوالكم لا تخفى عليه منكم خافية، ولا يغيب عنه من أموركم جليل ولا حقير . وطلب الله سبحانه وتعالى عدم اليأس من رحمة الله سبجانه وتعالى (قُلْ يَا عِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) 53″ الزمر” ( يَا بَنِيى إذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ اِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) “87يوسف” ولذلك الإستغفار سبيل التخلص من المعاصى ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً﴾ “نوح: 10- 12” إن الإستغفار زادُ الأبرار، وشعار الأتقياء، ومَفزَع الصالحين، به تسعَدُ القلوب، وتنشَرِح الصدور، وتنجلى الهموم، وتُثقَل الموازين، وتُرفَع الدرجات، وتُحَط الخطيئات، وتُفرَّج الكُرُبات، وكم جلب الإستغفارُ لأهله من الخيرات، وكم صرف عنهم من البلايا والمُلِمَّات! عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : “والله إنى لأستغفر الله وأتوب إليه فى اليوم أكثر من سبعين مرة” (رواه البخارى عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضِى اللَّه عنْهُما قَال: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وصحبه منْ لَزِم الإسْتِغْفَار، جَعَلَ اللَّه لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مخْرجاً، ومنْ كُلِّ هَمٍّ فَرجاً، وَرَزَقَهُ مِنْ حيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ رواه أبو داود.