فى حديث مع اللواء رضا يعقوب الخبير الأمنى والمحلل الاستراتيجي ومكافحة الإرهاب شرعت حكومة بغداد لإسترداد أموال العراق المنهوبة بعقد مؤتمر دولى وتقرر أن الأموال ستعود مهما طال الزمن أموال منهوبة تقدر بمليارات الدولارات حرم منها العراق بسبب السرقة والنهب والفساد الذى دهش خزينة الدولة بعد عهد صدام حسين مؤتمر فى ظل جامعة الدول العربية ودول صديقة للعراق، خطوات إيجابية تتخذها الحكومة العراقية فى هذا المجال أكثر من مائة وخمسون مليار دولار تم سرقتها من العراق، وهذا الرقم رسمى أما الحقيقة أكبر من ذلك. لكن عملية إستردادها ليست بصورة مثالية حيث أن بعض الدول الخارجية وكذلك أحزاب داخلية لها دور فى هذه المعضلة، وطرق القانون معقدة للإسترداد حيث أن النهب تم عن طريق شركات وأسماء ممنهجة وأن منظومة الفساد بالعراق متجذرة. مؤتمر بغداد 2 يؤكد على أمن وإستقرار العراق ويرفض التدخل فى شئونه من أجل حل الأزمات المتعددة التى تضرب منطقة الشرق الأوسط دعت دول مشاركة فى مؤتمر بغداد 2 العراق الى الإبتعاد عن النفوذ الإيرانى كما عبر مشاركون فى القمة المنعقدة فى الأردن الى رفض التدخلات الخارجية فى شئون العراق. دعت فرنسا وأطراف إقليمية أخرى في القمة التى انطلقت فى الأردن الثلاثاء (20 ديسمبر/ كانون الأول 2022) العراق الى الإبتعاد عن المحور الإيرانى من أجل حل الأزمات المتعددة التى تضرب منطقة الشرق الأوسط. وبدأ مؤتمر بغداد 2 بعد ظهر الثلاثاء في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات على ساحل البحر الميت (50 كيلومترا غرب عمان) بعد دورة أولى أقيمت فى العاصمة العراقية فى آب/أغسطس 2021 بمبادرة من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون والعراق. ودعا الرئيس الفرنسى في كلمته خلال إفتتاح المؤتمر العراق الى إتباع مسار آخر بعيد عن نموذج يملى من الخارج فى إشارة الى إيران التى تتمتع بنفوذ كبير فى هذا البلد. وقال ماكرون أريد أن أؤكد لكم تمسك فرنسا عبر تاريخها وعملها الدبلوماسى (…) إستقرار المنطقة داعياً الى إاتباع مسار بعيد عن أشكال الهيمنة والإمبريالية، وعن نموذج يُملى من الخارج وأضاف أن العراق اليوم مسرح لتأثيرات وتوغلات وزعزعة ترتبط بالمنطقة بأسرها بدون ذكر إيران التى يحضر وزير خارجيتها المؤتمر. من جهته، قال العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى فى كلمته التى تخللها فقرات بالفرنسية إن التحديات التي تواجهنا كثيرة وتزداد تعقيداً لكننا نؤمن أيضاً أن هذا المؤتمر ينعقد من أجل خدمة مصالحنا المشتركة لضمان أمن العراق وإزدهاره وإستقراره ركناً أساسيا فى منطقتنا مشيراً الى دور العراق المحورى والرئيسى فى المنطقة وفى تقريب وجهات النظر لتعزيز التعاون الإقليمى أما الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى فأكد فى كلمته أن مصر تؤكد رفضها أى تدخلات خارجية فى شئون العراق بدوره، أكّد وزير الخارجية السعودى الأمير فيصل بن فرحان الوقوف الى جانب العراق فى دعم إستقراره وسيادته وتغليب المصلحة الوطنية على أى مصلحة أخرى وقال بن فرحان “لن ندخر أى جهد فى ترجمة الشراكة مع دول المؤتمر على أرض الواقع انطلاقاًً من إيمان السعودية التام بأن نماءها ورخاءها يرتبط إرتباطاً وثيقاً بنماء ورخاء جيرانها والمنطقة أجمع من جانبه، أكد رئيس الوزراء العراقى محمد شياع السودانى فى كلمته أن العراق متمسك ببناء علاقات تعاون وثيقة ومتوازنة مع كل الشركاء الاقليميين والدوليين وينأى بنفسه عن إصطفاف المحاور وأجواء التصعيد وينفذ سياسة التهدئة وخفض التوترات وأضاف أن العراق يرفض التدخل بشئونه الداخلية ومس سيادته أو الإعتداء على أراضيه. وتابع لا يمكن إعتماد مبدأ القوة فى مساعى حل الخلاف أو الإختلاف ولا نسمح بإستخدام هذا المبدأ ضد العراق. فى الوقت نفسه لا نقبل ان ينطلق أى تهديد من العراق ضد أى دولة من دول الجوار أو المنطقة مشيراً الى أن واجبنا ان نعتمد الحوار والتفاهم لحل مشاكلنا ويهدف المؤتمر وفق قصر الإليزيه، الى تقديم الدعم لإستقرار العراق وأمنه وإزدهاره ودرس الوضع فى المنطقة بأسرها بإعتبار أن العراق بلد محوري فيها فيما يشكل المؤتمر إختباراً لرئيس الوزراء العراقى الجديد محمّد شياع السودانى الذى جاء تعيينه بعد جمود سياسى إستمر لأكثر من عام ويُعتبر أقرب الى إيران من سلفه مصطفى الكاظمى.