لواء دكتور/ سمير فرج متابعة عادل شلبى في خطوة تاريخية، انتظرناها منذ عهود، وجه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، صندوق تكريم الشهداء، بإجراء حصر، دقيق، لكل شهداء مصر، في الحروب السابقة بداية من حرب 1948، لدراسة ضمهم إلى قوائم المستفيدين من مزايا وخدمات الصندوق، تقديراً من الوطن لأبنائه المخلصين، وترسيخاً لقيم الوفاء لهم ولأسرهم. كما وجه السيد الرئيس بقيام الصندوق بصرف حافز مادي استثنائي للأسر والأفراد المستفيدين بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد، إلى جانب تعزيز الخدمات المقدمة من الصندوق، لتشمل المزيد من المجالات الإضافية مثل التعليم، والصحة، والرعاية الاجتماعية، وغيرها. كما أكد السيد الرئيس على ضرورة قيام الصندوق بالتنسيق مع كافة جهات الدولة من أجل تقديم أفضل المزايا والمبادرات لخدمة جميع فئات وأفراد أسر المستفيدين من الصندوق، مع ضرورة العمل على تنمية موارد الصندوق، لسرعة صرف التعويضات لأسر الشهداء والمصابين. والحقيقية أننا، كأبناء المؤسسة العسكرية المصرية، قد انتظرنا هذا القرار طويلاً، فأذكر فترة إدارتي للشئون المعنوية، للقوات المسلحة، التي امتدت لسبع سنوات، أنني لم أكن أملك إجابة مُرضية لأسر شهداء مصر، ممن سألوني، كثيراً، “أين نحن من القوات المسلحة؟ ولما نشعر بأننا منسيون؟”، وهم من يستحقون التكريم والتقدير بعدما فقدوا ذويهم، وأبنائهم، وأزواجهم الذين قدموا أرواحهم فداءً لمصر. ولما تم تكريم الرئيس الراحل، اللواء محمد نجيب، بإطلاق اسمه على أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط، أدركت أن تلك أول رسائل الاطمئنان بأن مصر، وقيادتها، لا تنسى من ضحى في سبيلها، مهما طال الزمان. واليوم، ومع قرار السيد الرئيس السيسي، وهو ليس غريباً عليه، تحقق أمل كل أسر الشهداء، ولمسوا تقدير السيد الرئيس لهم ولشهدائهم، الذين هم شهداء هذا الوطن العظيم، والمستحقين للتكريم والاعتراف بدورهم في تحقيق الأمن والأمان لمصرنا الغالية، لتتجلى السمة الأصيلة للشعب المصري، وهي الوفاء. وعلى الرغم من أن الأجيال الأولى من عائلات الشهداء القدامى قد لا تستفيد من مزايا هذا الصندوق، بعدما فارقنا بعضهم منذ سنوات طويلة، إلا أن الأبناء، والأحفاد، وأحفاد الأحفاد سيشعرون، حتماً، بالفخر لأن الدولة كرمت آبائهم وأجدادهم، الأبطال. ورغم أن ذلك القرار لم يأخذ حقه الوافي في الإعلام، بالصورة التي يستحقها، إلا أنني، كأحد أبناء القوات المسلحة المصرية، قد شعرت بالفخر والاعتزاز، بالانتماء لتلك المؤسسة العريقة، وبهذا القرار الذي أراه خطوة تاريخية، جديدة.