(COP27)، الذى استضافته مصر فى مدينة شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر، فى الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر الحالى.
وفى هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن بعض الدراسات تؤكد أن التغيرات المناخية تهدد الأمن الغذائى المصرى، إذ تؤكد دراسات علمية أن الارتفاع والانخفاض فى درجات الحرارة وانخفاض نسب توافر المياه وهطول الأمطار المتوقعة نتيجة التغيرات المناخية، سوف تقلل من صافى الإنتاجية للمحاصيل الزراعية، وسوف تتسبب فى زيادة الآفات وأمراض النبات.
وهذه الآثار ليست قاصرة على مصر وحدها، وإنما تمتد إلى دول العالم أجمع، وإن كان ذلك بنسب متفاوتة من دولة إلى أخرى.
وللتعامل مع هذا الوضع والحد من الآثار السلبية له، تؤكد لجنة الأمن الغذائى العالمى التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للزراعة (الفاو) على أهمية وضع استراتيجيات زراعية تأخذ بعين الاعتبار الحاجة إلى مواجهة تغير المناخ والحفاظ على الأمن الزراعى.
وبدورها، وفى العديد من التقارير الصادرة عنها، تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن «تغيُّر المناخ يمثّل تهديداً خطيراً للأمن الغذائى العالمى والتنمية المستدامة وجهود القضاء على الفقر.
وتتميز التقنيات النووية بمزايا كبيرة عن التقنيات التقليدية.
وتساعد الوكالة الدول الأعضاء على استخدام هذه التقنيات لقياس أثر تغيُّر المناخ والتكيف مع آثاره، مما يساعد فى تحسين الزراعة وقدرة نُظم إنتاج الأغذية على الصمود. وبحلول العام 2050م، من المتوقع أن يزداد عدد سكان العالم بنسبة الثُّلث، مع حدوث أعلى زيادة فى البلدان النامية.
وتقدِّر منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) أنه إذا ما استمرت الاتجاهات الحالية فى نموّ الدخل والاستهلاك دون هوادة، فإنه سيتعيَّن على الإنتاج الزراعى أن ينمو بنسبة 60 فى المائة لتلبية الطلبات المتزايدة المتوقعة على الأغذية والأعلاف.
ومن أجل إطعام سكان العالم المتزايدين، وتوفير الأساس للنمو الاقتصادى والحد من الفقر، يجب أن تشهد الزراعة تحولاً كبيراً.
وستصبح هذه المهمة أكثر صعوبةً بفعل تغيُّر المناخ.
وقد تركت بالفعل الظواهر المناخية الأشدّ قسوة وازدياد عدم القدرة على التنبؤ بأنماط الطقس أثراً على الزراعة والأمن الغذائى، مما أدّى إلى انخفاض الإنتاج وتراجُع الدخول فى المناطق المعرَّضة للضرر.
وستحتاج الزراعة إلى الانتقال إلى نُظم أكثر إنتاجية، وتستخدم المدخلات بشكل أكثر كفاءة، وتتسم بتقلبات أقلّ واستقرار أكبر فى نواتجها، مثلما تتسم بأنها أكثر مرونةً إزاء المخاطر والصدمات وتقلُّب المناخ على المدى الطويل.
ويجب أن يتحقق هذا التحوُّل دون استنفاد قاعدة الموارد الطبيعية.
وسيتعين أيضاً أن يستتبع ذلك انخفاضٌ فى انبعاثات غازات الدفيئة وزيادة فى بالوعات الكربون، مما سيسهم إسهاماً كبيراً فى التخفيف من آثار تغيُّر المناخ.
ومن العوامل الهامة فى عملية التكيُّف قياس الآثار الملموسة لتغيُّر المناخ على الزراعة وإنتاج الأغذية.
وتتيح العديد من التقنيات النووية وسائل لمعرفة المزيد عن تأثير تغيُّر المناخ وكيفية التصدّى له، ابتداءً من السيطرة على تآكل التربة وتدهور الأراضى ووصولاً إلى تحسين خصوبة التربة وكفاءة استخدام المياه