(إحتراماً للمشاعر بالتلميح سأتحدث) منذ فترة قصيرة وقعت بإحدي قري دائرة كرداسة مشاجرة بين طرفين أسفرت للأسف عن وقوع ضحايا ومصابين وقد أخذت الحادثة زخماً إعلامياً كبيراً وإهتماماً لدي قيادات عليا بالدولة وأطلق عليها إعلامياً مذبحة كرداسة ولعل دور التافهين الذين أشعلوها منذ البداية وأحداثها التالية والوسائل التي إستخدمتها ذيولهم وكلاب حراستهم من إطلاق آلاف الشماريخ والتي دعت الطرف الآخر للرد بأسلحة نارية… أظهرت الواقعة في بعض الفيديوهات المصورة بإعتبارها معركة حربية وفي ضوء حجم الواقعة وعدد ضحاياها كان من الطبيعي أن تتسع دائرة الشبهات والتي طالت أشخاص لا علاقة لهم بالواقعة من قريب أو بعيد بل إن هناك من لم يكن متواجداً في محيط الواقعة ذاتها ومن الطبيعي في ظل تلك الأحداث أن يظل هؤلاء البؤساء تحت الحبس الإحتياطي لحين إنتهاء التحقيقات بعد أن هرب الفاعلين الأصليين للجريمة وأتباعهم وذيولهم القذرة كتصرف طبيعي لكل جبان لا أخلاق أو مبادئ لديه.. وفي ظل تكييف الواقعة وطبيعة القوانين التي ستطبق عليها سينال الكثيرين من المحبوسين حالياً أحكام كبيرة وبالطبع المجرمين الهاربين ربما أحكامهم تصل للإعدام.. ولكن ما أقلقني بالفعل ودفعني للكتابة أن بعض أهالي المتهمين الغلابة علي ذمة تلك القضية والذين لا علاقة لهم بالأمر قد إندفعوا إلي تصرفات إنتقامية في صورة تعدي علي بعض أملاك الطرف الفاعل والمتهم الأول في القضية والذين تم حبس ذويهم بسببه وبعد تجديد الحبس الإحتياطي لذويهم إشتعلت النيران في صدورهم وهم يجدون أهلهم خلف القضبان بينما المجرمون الحقيقيون يتنقلون بين مقاهي القرية ومطاعمها هانئين البال قريري العين يسخرون من أهالي المحبوسين بعد أن إطمئنوا تقريباً لتوقف عمليات الضبط والإحضار الصادرة بشأنهم والبالغ عددها (٢٨) أمراً بالضبط والإحضار.. وإدعائهم أن زعيمهم الهارب له نفوذ تحميهم من الملاحقة وضمان محاكمتهم كمتهمين هاربين فقط لحين إعادة إجراءات محاكمتهم في ظل وجود بؤساء علي ذمة القضية يسخر منهم المجرمون الهاربون حالياً!!! ولعل الموقف يحتاج إلي مزيد من الصراحة والوضوح لأن بعض الضحايا قد شملتهم أخطاء المشاركة والإندفاع للدخول في تلك المعركة نتيجة إستدعاء لهم من معدومي الضمير واللعب في رؤوسهم بدعوي كرامة القرية وخلافه لجرهم للمشاركة في المعركة حتي أوردوهم موارد التهلكة.. ندعو الله أن يتغمدهم بواسع رحمته.. والآن وبعد تلك المصيبة الكبرى نخشي ما نخشاه أن ينفجر الوضع بين لحظة وأخرى ونجد أنفسنا أمام كارثة أكبر وفاجعة أعظم إذا إستمرت الأوضاع علي ما هي عليه.. كل ما أتمناه أن يسعي أهل الخير إلي إجراء وقبول مصالحة من جانب أهالي الضحايا وقبول تقديم الدية الشرعية لهم من جانب الطرفين أصحاب المشكلة الأصليين وذويهم لصعوبة تحديد فاعلين أصليين وشيوع الإتهام بالقتل وذلك حتي يتسني إمكانية النظر في الإفراج عن المحبوسين علي ذمة تلك القضية لإزالة مبررات حبسهم كوسيلة وحيدة وكخطوة أولي للتهدئة تتبعها بأذن الله محاكمة عادلة يدافع فيها كل متهم عن نفسه وينال فيها كل مجرم ما إقترفته يداه من ذنب وما تلوثت به يداه من دماء.. راجين من أهالي الضحايا أن يعتبروا عفوهم كصدقة دائمة في ميزان حسنات أبنائهم تكون سبباً في عدم إراقة دماء جديدة هي أعز عند الله من هدم الكعبة حجراً حجر وليعرفوا قيمة ما يتصدقون به حال قبول العفو.. لعل ذلك يعيد الهدوء والسلام لتلك القرية ويمنع وقوع كارثة جديدة بها لا قدر الله ويرفع يد الظلم عن الأبرياء فيها ويفتح الطريق لتحقيق العدالة ضد المجرمين الحقيقيين.. في ظل وجود البعض الذي يعيق عملية الصلح ليس من باب الحرص على دماء الضحايا بقدر السعي علي تصفية حسابات خاصة مع بعض الأطراف.. فهل ما زال هناك من الرجال التي يحركهم فعل الخير وحقن الدماء بين الناس وأنا على يقين من وجودهم ليمدوا أياديهم للسير في هذا الإتجاه قبل وقوع ما لا يُحمد عقباه.. اللهم بلغت اللهم فأشهد..