فى لقاء مع اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخبير الأمني ومكافحة الإرهاب مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران فى الآونة الأخيرة، كثُر الحديث عن الأسلحة النووية التى تعد الأشد فتكاً فى العالم إذ يمكن أن تدمر قنبلة نووية واحدة مدينة بأكملها. كما تمتلك الأسلحة النووية قوة تدميرية تفوق ما قد تحدثه أكبر القنابل غير النووية. وكثُر الحديث أيضاً عن بعض الدول التى لا يُسمح لها بإمتلاك أسلحة نووية بما فيها إيران، وتلك الأخرى التى يُسمح لها بذلك. والواقع أن هناك كثيراً مما تجب معرفته عندما يتعلق الأمر بالأسلحة النووية. فيما يلى إجابات عن أبرز الأسئلة التى قد ترد على ذهنك. ما هي الأسلحة النووية؟ إنها متفجرات بالغة القوة. وإذا كنتَ تتذكر كلمات مثل الذرات والنظائر من دروس العلوم، فهذه الذرات والنظائر تشارك فى عملية إطلاق الإنفجار النووى؛ إذ تكتسب القنابل طاقتها إما من إنشطار الذرات أو من إندماج جزيئاتها معاً. ولذا تُسمى القنبلة النووية أحياناً بالقنبلة الذرية. وتطلق الأسلحة النووية كميات هائلة من الإشعاع، يمكن أن تتسبب فى الإصابة بإعتلال التعرض للإشعاع؛ لذا فتأثيرها الفعلى يستمر لفترة أطول من الإنفجار نفسه. ولم تُستخدم الأسلحة النووية عبر التاريخ الا مرتين إذ إستُخدمت ضد اليابان خلال الحرب العالمية الثانية، عام 1945، وخلَّفت دماراً كبيراً وخسائر هائلة فى الأرواح. إستمر الإشعاع الناتج عن القنبلة التى سقطت على مدينة هيروشيما عدة أشهر وقتل ما يقدَّر بنحو 80 ألف شخص، فى حين أودت القنبلة التى سقطت على مدينة ناكازاكى بحياة أكثر من 70 الف شخص. والجدير بالذكر أن هناك تسع دول تمتلك أسلحة نووية حالياً، هى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا وفرنسا والصين والهند وباكستان والكيان الصهيونى وكوريا الشمالية. من الناحية النظرية تستطيع أى دولة تمتلك التكنولوجيا والمعلومات والمنشآت والمرافق اللآزمة أن تطوّر أسلحة نووية. ولكن ما إذا كان يُسمح بذلك لتلك الدول أم لا هذه قصة أخرى تماماً. والسبب وراء ذلك هو ما يُعرف بمعاهدة منع إنتشار الأسلحة النووية وهى اتفاقية تهدف لتعزيز نزع السلاح النووى ومنع إنتشاره. منذ عام 1970 إنضمت 191 دولة، من بينها الولايات المتحدة وروسيا والمملكة المتحدة وفرنسا والصين، الى معاهدة منع إنتشار الأسلحة النووية. وتُسمى هذه الدول الخمس بالقوى النووية، ويُسمح لها بحيازة أسلحة لأنها صنّعت وإختبرت القنابل النووية قبل دخول المعاهدة حيز التنفيذ فى 1 يناير/كانون الثانى عام 1967. وعلى الرغم من أن هذه الدول تمتلك أسلحة نووية الا أنها مضطرة، بموجب الإتفاقية لتخفيض أعداد ما تمتلكه منها. كما لا يمكنها الإحتفاظ بتلك الأسلحة الى الأبد. تطلق الأسلحة النووية كميات هائلة من الإشعاع يمكن أن تتسبب فى الإصابة بإعتلال التعرض للإشعاع ولم تنضم العبرية التى لم تنفِ أو تؤكد أبداً إمتلاك أسلحة نووية والهند وباكستان، الى معاهدة حظر الانتشار النووي، كما إنسحبت منها كوريا الشمالية عام 2003. دشَّنت إيران برنامجها النووى فى الخمسينيات وأصرت دائماً على أن برنامجها النووى سلمى. ولكن كانت ثمة شكوك فى أنها تستخدمه كغطاء لتطوير أسلحة نووية الأمر الذى دفع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والإتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الى فرض عقوبات معطِّلة عليها، منذ عام 2010. كل ذلك قاد الى توقيع إتفاق بين إيران والقوى الكبرى الأخرى، عام 2015 كبحت بموجبه، إيران برنامجها النووى مقابل مشاركتها فى منظومة التجارة العالمية. ولكن الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب،إنسحب من الإتفاق، فى مايو/آيار عام 2018. والآن تحدَّت الدول الأوروبية إيران لعدم التزامها بشروط الإتفاق؛ إذ أعلنت بريطانيا وفرنسا والمانيا، تفعيل آلية حل النزاعات فى الإتفاق، إثر تقليص إيران التزاماتها بموجبه. وفى أعقاب تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة، هذا العام، تعهَّد الرئيس ترامب بالا يسمح لإيران بإمتلاك أسلحة نووية. وبعد إحتداد التوتر إثر إغتيال الولايات المتحدة القائدَ العسكرى الإيرانى قاسم سليمانى، أعلنت إيران تخليها عن أى قيود فُرضت عليها بموجب الإتفاق مع القوى الكبرى. طالما قال الرئيس الإيراني، حسن روحانى إن بلاده لا تسعى لامتلاك قنبلة نووية إنخفضت أعداد الأسلحة النووية فى العالم بالفعل من 70 الفاً عام 1968 الى ما يقارب 14 الفاً فى الوقت الحالى. وفى حين خفضت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا مخزوناتها من الأسلحة النووية، يُعتقد أن الصين وباكستان والهند وكوريا الشمالية تنتج المزيد منها، بحسب إتحاد العلماء الأمريكيين. وفى يوليو/تموز عام 2017، بدأ وكأن العالم قد إقترب خطوة من أن يصبح خالياً من الأسلحة النووية، عندما وقَّعت أكثر من 100 دولة على معاهدة أممية لحظرها تماماً. لكن دولاً تمتلك أسلحة نووية مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وروسيا قاطعت المعاهدة. وعلَّلت المملكة المتحدة وفرنسا ذلك بالقول إن المعاهدة لم تأخذ فى الحسبان واقع الأمن الدولى وإن الردع النووى كان مهماً للحفاظ على السلام لأكثر من 70 عاماً. وفى حين تعمل دول مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة على تخفيض مخزونها النووى يقول الخبراء إنها لا تزال تعمل على تحديث وتجهيز الأسلحة التى تمتلكها حالياً؛ إذ تقوم المملكة المتحدة بتحديث منظومة الأسلحة النووية، كما يُتوقع أن تنفق الولايات المتحدة ما يقارب تريليون دولار (703 مليار جنيه إسترلينى) بحلول عام 2040، لتطوير قدراتها النووية. بينما تواصل كوريا الشمالية إختبار وتطوير برنامجها النووى، عبر إجراء تجارب صاروخية أحدثها كان فى أكتوبر/تشرين الأول الفائت. لذلك، يمكن القول أنه على الرغم من أن أعداد الأسلحة النووية فى العالم، اليوم، باتت أقل مما كانت عليه قبل 30 عاماً، الا أنه لا يبدو أن ثمة نهاية تامة لها، فى القريب.