كتبت ٱية معتز صلاح الدين استضاف صالون صديق عفيفي مساء الإثنين اللواء محمد الفنجري أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة وذلك بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر وقد حضر وأدار اللقاء الاستاذ الدكتور صديق عفيفى رئيس مؤسسات طيبة التعليمية ورئيس مجلس أمناء جامعة ميريت وبحضور الدكتور محمد البنا مدير الصالون ولفيف من أساتذة الجامعات والشعراء والإعلاميين والمثقفين وأعضاء وقيادات أندية الروتاري. إفتتح الصالون الأستاذ الدكتور صديق عفيفي قائلا: أرحب بكم في لقائنا الشهري الذي ننتظره جميعا واليوم و بمناسبة احتفالنا بذكرى إنتصار أكتوبر المجيد نرحب باللواء محمد الفنجرى أحد أبطال حرب أكتوبر. واضاف من المؤكد أن الملايين من المصريين شاركوا في حرب أكتوبر لكن هناك مجموعات منهم وضعتهم الظروف لكي يكونوا أبطالا ويعرضوا أنفسهم للخطر لاسترداد كرامة مصر والوطن العربي مؤكدا أن إنتصار أكتوبر المجيد كان إنتصارا عظيما . ثم تحدث اللواء محمد الفنجري أحد أبطال حرب إنتصار 1973 وشاهد عيان شارك فى الانتصار وكان موجودا أيضا أثناء الثغرة حيث صمدت قواتنا صمودا كبيرا أفسد خطط اسرائيل وتحدث اللواء محمد الفنجرى قائلا : لقد حضرت حرب 1967 وعاصرت ظروف النكسة وكنت في لواء مدرع حينما تم رفع استعدادتنا من 12مايو ، وقامت الحرب في 5يونيو وحدت ما حدث من مأساة والحقيقة أن الجيش المصري لم يحارب ولم يقاتل في 1967ولكن تم الزج به دون مهام أو استعداد ، حتى لم تكن هناك خطة للإنسحاب ، وكشف العديد من أسباب الهزيمة مؤكدا أن قرار الإنسحاب الذي صدر من المشير عبدالحكيم عامر لم يكن له حتى خطة للإنسحاب وتم تدمير الطائرات والقواعد وهي على الأرض وفقدت مصر 80% من قواتها الجوية، واضاف أنه أراد أن يوضح صورة الموقف قبل إنتصار أكتوبر عام 1973حيث أنه عقب النكسة بدأت خطة إعادة بناء و تنظيم القوات المسلحة المصرية . وأشار أن القوات المصرية فى نكسة 1967 تركت مكشوفة وحدث تدمير للقوات وتم ترك القتلى والجرحى تنهشهم حتى الموت الكلاب وكانت مأساة ..لكن مصر بدأت فى الاستعداد للمعركة وإعادة تنظيم قواتنا المسلحة وفى نفس التوقيت اسرائيل بدأت فى بناء خط بارليف نسبة إلى اللواء حاييم بارليف رئيس أركان الجيش الاسرائيلي وأشار أن خط بارليف يعتبر عسكريا من اقوى التحصينات فى تاريخ الحروب وشرح اللواء محمد الفنجرى كافة التحصينات الضخمة فى خط بارليف وهذا ما جعل الكثيرين يقولوا أنه من الصعب جدا تدميره وأشار اللواء اللواء محمد الفنجرى أنه كان فى حالة اى اقتراب من خط بارليف كان سيتم ضخ النابالم ضدهم كما وضعت اسرائيل قوات ضخمة مدرعة تندفع فى حالة الهجوم وتواكب ذلك مع تحصينات وأشار أنه عندما بدأنا الاستعداد للحرب وجدنا صعوبات أخرى بخلاف الساتر الترابي لأن قناة السويس من اقوى الموانع المائية فى العالم نظرا لأن التيار متغير وفقا لحركة المد والجزر لذلك اختيرت الساعة الثانية ظهرا لأن حركة المد والجزر تكون أقل فى هذا التوقيت وأشار أن الحروب عادة تبدأ إما مع اول ضوء للنهار أو ٱخر ضوء حتى تستطيع القوات إكمال المهام لكن لا تبدأ ظهرا وكان توقيت الحرب مفاجأة وأشار أن إختيار يوم العاشر من رمضان أيضا كنوع من المفاجأة لأن إسرائيل كانت تعتقد أننا لن نحارب فى رمضان وأشار إلى فكرة تدمير الساتر الترابى كانت فكرة المهندس باقى زكى الذى شارك فى بناء السد العالي واستوحى الفكرة أثناء بناء السد العالى واقترحها وقد تم اختيار الاماكن الصالحة للعبور حتى ننشىء كبارى تمر من عليها آلاف الأطنان من الأسلحة وكان ذلك من الصعوبات واضاف اننا قمنا بعمل ماكيتات وتصوير جوى للنقاط القوية وتدريب الجنود فى الرياح البحيرى ببرقاش حيث تم تدريبهم على كيفية تخطى الساتر الترابي وكيف يدخلوا من أماكن معينة بعيدا عن الألغام وابتكرنا سلالم من الحبال حتى يصعد عليها الجنود لتسلق الساتر الترابي وتم اختراع جواكت معينة وإمداد الجنود بكل الذخائر والمياه والتموين لكل جندى تحسبا للقتال وقت طويل وأشار أن هدم الساتر الترابي كان يحتاج لطلمبات توربينة عالية تسحب المياه من القناة ثم يتم توجيهها إلى الساتر الترابي وهى لديها قوة ضخ اقوى ثلاث اضعاف من خراطيم المطافىء وأشار أنه فى بداية النصر بدأت ضربة الطيران من خلال 280طائرة مصرية وكانت نسبة الفاقد قليلة جدا منها طائرة الشهيد عاطف السادات وقد ضربت كافة الأماكن الحيوية وضربت الطائرات فى وقت واحد وهى فى ارتفاعات منخفضة جدا تحسبا للرادار وحققت 80% من أهدافها حيث تم ضرب مقر القيادة الرئيسية الاسرائيلية بسيناء والمطارات وتجمعات القوات الإسرائيلية كما قامت 2000 مدفعية بتوجيه آلاف الأطنان كتمهيد نيرانى لمدة 45دقيقة وكانت خطة أبو غزالة رحمه الله كما بدأ سلاح المهندسين فى القيام بدوره وتم العبور ورفع علم مصر وأشار إلى ما قاله السادات من أن الجيش المصري قام بمعجزة عسكرية بكل المقاييس حيث تحقق النصر الكبير فى ست ساعات وأكد اللواء محمد الفنجرى أن ما حدث فى حرب أكتوبر يتم تدريسه فى الاكاديميات العسكرية العالمية لانك إذا كنت ستهاجم قوات مثل اسرائيل لابد أن تكون كفاءتك القتالية ثلاث اضعاف من ستقاتله وأشار أن الكفاءة القتالية تشمل السلاح ونوعه ومعدلات النيران ومعدلات السرعة ونوع السلاح والقدرة على المناورة والحركة وهم كانوا متفوقين علينا وحتى القوات الجوية لم تكن متكافئة ورغم أن الاتحاد السوفيتى امدنا بصواريخ سام 6وسام 9 قامت بحمايتنا من خلال حوائط صواريخ داخل مصر وفرت الحماية لكن اسرائيل كان لديها تسليح اقوى فى كافة الأسلحة لكننا حققنا الانتصار بفضل التخطيط الجيد و التدريب الشاق للجنود ولا ننسى المؤهلات العليا الذين ظلوا مجندين فى الجيش من 1967حتى 1973 واكتسبوا خلال تلك الفترة خبرات كبيرة وكفاءة عالية ووصلوا إلى حد الاحتراف ونفذوا خطة النصر بكفاءة كبيرة وأشار اللواء محمد الفنجرى أن حرب أكتوبر كانت لها ثلاث انواع من خطط الخداع الاول الخداع السياسى والثانى الخداع الاستراتيجى والتعبوى والثالث خطة الخداع التكتيكى وضرب مثلا بالخداع السياسى أن مصر ارسلت د. محمد حسن الزيات وزير الخارجية آنذاك لأمريكا حيث قابل هنرى كيسنجر وزير خارجية أمريكا آنذاك حيث أرسل السادات رسالة لكيسنجر مفادها أن مصر مستعدة لتشغيل قناة السويس كمجرى ملاحى على أن تبدأ إسرائيل فى تطهير القناة والانسحاب منها وفقا لقرارات مجلس الأمن لكن رد كيسنجر أنه لا يستطيع ابلاغ اسرائيل بذلك من دولة مهزومة وقد عاد د. محمد حسن الزيات إلى السادات وأبلغه بالرد وقد رد السادات قائلا إنه سوف ينام مرتاحا وبعدها بساعات شنت مصر الحرب وفقا للخطط المسبقة وحققت الانتصار المجيد وأشار اللواء محمد الفنجرى إلى أنه أيضا من خطط الخداع الاعلان عن فتح باب العمرة والحج لقادة الجيش وكذلك الإعلان أن اللواء حسنى مبارك قائد القوات الجوية سوف يسافر إلى ليبيا للقاء القذافى وايضا الاعلان أنه يوم 6اكتوبر سوف تكون زيارة للرئيس الرومانى ومعه وزير الدفاع الرومانى لمصر وايضا كانت القوات المسلحة تقوم بمناورة استراتيجية وسبق قيام مصر بذلك من قبل مرتين فى 1971و1972 مما أعطى ايحاء أن مصر لن تحارب وكان ذلك أيضا من خطط الخداع وايضا قيام الجنود المصريين على ضفة القناة بمص القصب مما أعطى ايحاء بعدم الجدية واختيار يوم الحرب والتوقيت كان من خطط الخداع وبعد ذلك بدأ توجيه اسئلة للواء محمد الفنجرى وتم توجيه سؤال حول الخلاف بخصوص تطوير الهجوم ؟ ورد اللواء محمد الفنجرى أن الرئيس السادات كان يريد تطوير الهجوم وكان الفريق الشاذلى يرى عدم تطوير الهجوم ونفذ الفريق أحمد اسماعيل تعليمات السادات القائد الأعلى بتطوير الهجوم حيث كنا قد نجحنا فى الاستيلاء على أراضى بعمق 20كيلومترا وأشار أنه فى ذلك الوقت بدأت امريكا بمد اسرائيل بجسر جوى كبير وتم تدمير بعض دبابتنا لذلك قال السادات أنه لم يحارب امريكا وأشار اللواء محمد الفنجرى إلى أنه كان من بين المحاصرين فى الثغرة وكان رئيس كتيبة بالجيش الثالث حيث تم محاصرة الفرقة 7والفرقة 16 وأشار أن الفرقتين كانتا بقيادة العميد أحمد بدوى والعميد يوسف عفيفى وقد تم إسناد قيادة الفرقتين للعميد أحمد بدوى واضاف لقد عقد لنا العميد أحمد بدوى اجتماعا فى مقر القيادة وكان عبارة عن دبابة مجهزة داخل حفرة كبيرة وبها كل إمكانيات الاتصال وان العميد أحمد بدوى طلب منا جميعا امداده بكل ما نمتلكه من إمكانيات من أسلحة وذخيرة وتموين وكل شيىء لأننا محاصرين وطلب أن يكون ذلك بكل أمانة حتى يستطيع توظيف تلك الإمكانيات وحذرهم أن من يكتب معلومات خاطئة سيتم محاكمته بقانون الميدان وأشار اللواء محمد الفنجرى أنه واجه الموت عدة مرات خلال الحصار كما أشار أنه حضر مكالمة من الرئيس السادات للعميد أحمد بدوى وسأله عن الموقف فأكد العميد أحمد بدوى للرئيس السادات أننا صامدون ومعنويات قواتنا عالية جدا بل إننا أيضا رغم الحصار نقوم بعمليات تدمير لدبابات غرب القناة بالاستيلاء على أراضى جديدة وطلب منه السادات الاستمرار بالصمود وأبلغ السادات العميد أحمد بدوى فى المكالمة أنه قرر ترقيته لرتبة اللواء وقائدا لقوات الجيش الثالث المحاصرة اى الفرقتين المحاصرتين وقد صمدت قواتنا بالفعل حتى فك الحصار وقد قرر السادات بعد الحرب تم تعيين اللواء أحمد بدوى قائدا للجيش الثالث خلفا للواء عبد المنعم واصل ثم اختاره السادات عقب ذلك رئيس أركان ثم وزيرا للدفاع حتى استشهاد اللواء أحمد بدوى فى حادث اصطدام الطائرة بأحد الأعمدة فى سيوة وطلب الاستاذ الدكتور صديق عفيفى مزيدا من التفاصيل عن أسباب الخلاف بين السادات والفريق الشاذلى حول مسألة تطوير الهجوم وردا على ذلك قال اللواء محمد الفنجرى أن السادات كان يريد تطوير الهجوم لكن الفريق الشاذلى كان لا يريد تطويره وكانت وجهة نظره لأن عندنا صواريخ سام وأقصى حماية لها 17كيلو متر وان تكون على حوائط ثابتة لكن اسرائيل كان لديها صواريخ اقوى هى صواريخ هوك لها مدى بعيد وصواريخ هجومية ونحن صواريخ دفاعية وايضا حتى القوات الجوية كان لدينا طائرات سوخوى وميج 17وميح 26 لكن اسرائيل كان لديها طائرات الفانتوم والميراج وغيرها وعندهم أيضا سرعة عالية وقدرة كبيرة على المناورة وقنابل الف رطل و2000رطل ونحن لدينا قنابل 750رطل لكن السادات قرر تطوير الهجوم وقد شاركت وكنت وقتها فى رتبة رائد فى تطوير الهجوم وحدثت بعض الخسائر لنا لكننا صمدنا فى الثغرة حتى تم فض الاشتباك وتحدث الاستاذ الدكتور صديق عفيفى الذى قدم الشكر والتقدير إلى اللواء محمد الفنجرى الذى أعطانا لمحات عن نصر أكتوبر وخطط الخداع وقصص البطولات واضاف لابد أن نتذكر أن تحقيق الانتصار العظيم فى البداية والنهاية يعود إلى قوة القرار والشجاعة والإرادة من الرئيس السادات وهذه القوة انتقلت إلى كل قادة الجيش والضباط والجنود والرائد محمد الفنجرى آنذاك مما جعلنا ننتصر فى الحرب بعد ذلك قام الأستاذ الدكتور صديق عفيفى بتكريم اللواء محمد الفنجرى بتسليمه درع تكريم باعتباره من ابطال حرب أكتوبر المجيدة كما قام بتكريم بعض ابطال حرب أكتوبر ومنهم الاستاذ الدكتور محمد البنا والشاعر الاستاذ اشرف عامر وقد شهد الصالون إلقاء قصائد شعرية عن نصر أكتوبر حيث ألقى الشاعر الاستاذ اشرف عامر قصيدة عن العبور وقصيدة عن الشهيد عبد المنعم رياض كما ألقت الشاعرة د. علا حويدق قصيدة عن الانتصار وقامت المهندسة منى عبد اللطيف بالقاء قصيدتين ثم قام المايسترو الدكتور مصطفى احمد وعازف الايقاع الاستاذ رضا باداء اغنية عظيمة يا مصر وأغنية يا اغلى اسم فى الوجود وسط تفاعل الحاضرين لتكون افضل ختام للصالون .