الحرب الروسية الأوكرانية ليست حربا بالمفهوم الكامل للحروب ؛ بل هى عبارة عن عملية جراحية يقوم فيها كل طرف بأستئصال الجزء المسرطن بالنسبة له . والجزء المسرطن بالنسبة للجانب الأمريكى والإتحاد الأوروبي المحالف له هو بوتين الذى أعاد لروسيا هيبتها وسطوتها عالميا ؛ ومن هنا وبعد القيادات الضعيفة التى توالت على حكم روسيا والتى كان أخرها ” بوريس يلتسين ” ؛ كانت الضرورة الملحة تقتضى بأسقاط ذلك القيصر الذى أصبح مصدر تهديد واضح للعالم الغربى ؛ ولإنفراد الأمريكان والأنجليز وتوابعهم من دول الإتحاد الأوروبى بقيادة العالم .
وأوكرانيا هى حقل الألغام وبالون الأختبار وحلبة المصارعة ؛ والقيصر الروسي يعلم ذلك تمام ؛ ويعلم أيضا أن الجزء المسرطن الذى يجب أستئصاله هو الحزب الديموقراطي الأمريكي ؛ الذى يتعجل الصدام الحتمى العالمى بين المعسكرين الشرقى والغربى ؛ ويسعى لتحقيق أهدافه بكل الوسائل والطرق اللإنسانية ؛ سواء بإثارة الفتن وتأجيج الصراعات بين دول العالم ؛ او بالحرب التقليدية أو الجرثومية أو الكيميائية وقد تصل إلى التهديد بالأسلحة النووية . وهنا فى الحرب الروسية الأوكرانية يستلزم على جميع الأطراف أظهار الجدية فى رد الفعل الحازم ؛ فالحرب مسئلة بقاء بالنسبة لكلا الطرفين المسرطنين ؛ ويجب على أحد الطرفين القضاء على الأخر والإنفراد بالقمة لصالحه ولصالح معسكره بالكامل . وقد بدأ الرد الحازم بأستهداف كييف اليوم بصواريخ استهدفت المقرات المخابراتية والأمنية ومقرات الرئيس الأوكراني ؛ وقد حملت الصواريخ الروسية عبارات ( صباح الخير زيلينسكى ) وقالت وزارة الدفاع الروسية أن الأوكران أرتكبوا خطأ فادحا بالتعدى على الأراضي الروسية ؛ وهنا كانت اللعبة التى ابتدأها الروس بضم المقاطعات الأوكرانية وإجراء أستفتاء بين سكانها ؛ ليكون هناك ذريعة دولية لضرب أوكرانيا بقوة ؛ وقد تعالت التصاريح الروسية محذرة زيلينسكى بأن عليه الإختباء بالملاجىء وتدبير الكهرباء والماء له ولزواره الآوروبيون والأمريكان ؛ وأخذت الدول الغربية ذلك التحذير مأخذ الجد ودعت رعاياها بمغادرة أوكرانيا فورا . كما أطلق الرئيس الروسي بوتين يد قائد جيشه ( سوروڤيكين ) بأستخدام كافة الأسلحة المتاحة لديه عدا النووية ؛ ومن ناحية أخرى أعلن رئيس بيلاروسيا ” ڤيكتور لوكاشينكو ” أنحيازه لجانب روسيا متعللا بتخطيط ( بولندا وليتوانيا وأوكرانيا ) لمهاجمة الأراضي الروسية ؛ وغازل الجانب الروسى الشعب الأوكراني بأنه يجب إعادة الرئيس الأوكراني السابق ” ڤيكتور يانوكوڤيتش ” إلى سدة الحكم لتنتهى تلك الحرب ؛ كما أطلق الرئيس الشيشاني ” رمضانوڤ ” تحذيرا إلى زيلينسكى بأن قد حان وقت الهرب . تلك الحرب ما هى إلا تمهيد لحرب عالمية جديدة تقضى على الأخضر واليابس وقد تعود فيها البشرية إلى القرون الأولى ؛ نسئل الله أن يحفظ مصر وشعبها وسائر شعوب الوطن العربي .