أخلاقنا الجميلة
بقلم : محمد عتابي
من ينكر أنه فى الآونة الأخيرة أصبح هناك اختفاء كبير لكثير من القيم والمبادئ وسط زيادة التفاهة والسطحية والخوض في قضايا جدلية دون الانتباه إلى أن هناك تحديات وتهديدات تواجه المجتمع الآن في ظل ما يتعرض له العالم من أزمات تكاد تعصف بالبشرية جمعاء،
لكن ما يحدث الأن يؤكد السقوط فى فخ مستهدفات حروب الجيل الرابع، وهى ضرب منظومة القيم والأخلاق في مقتل باعتبارها الحارس الأمين لأى مجتمع يريد أن ينظر إلى الأمام، ولأنهم يعلمون جيدا أنه لا يمكن أن يعيش الإنسان سوياً إلاّ بامتلاكه غايات وأخلاق وقيم تنير حياته وتحفزه ليكون مواطنًا ناجحاً وفاعلاً وصالحا في مجتمعه وأسرته.
نجاح أي أسرة أو منظومة أو دولة على مر العصور ، مرتبط دائما بالمبادئ والأخلاق والقيم التي تنشأ عليها هذه الأسرة أو المنظومة وصولا لبناء دولة مستقرة داخليا
وخارجيا فاستمرارها لأطول فترة زمنية عبر التاريخ يشترط تطبيق ونجاح منظومة الأخلاق النبيلة بين أبناءها، فكلما نجحت الدولة في بناء مواطن ملتزم بالمبادئ والأخلاق والقيم نجحت في مواجهة أي تحديات تهدد كيانها.
وهل ينكر أحد أيضا، أن هناك قيما بدأت تندثر، كاحترام الكبير وتوقير الصغير وإعلاء الحوار، وتعزيز الهوية الوطنية والأخلاقية وغير ذلك من أخلاقنا الجميلة، لذا يجب أن يدرك الجميع خاصة مؤسسات المجتمع المدني
وعلى رأسها الأسرة التي تعمل على ترابط المجتمع ووحدته حجم الخطر الذى تتعرض إليه، وفى اعتقادى أن للإعلام دورا مهما وحيويا في تعزيز القيم والحفاظ عليها، لأنه ببساطة إن لم يقم بدوره فسيكون بمثابة سلاح فتاك للهدم من خلال التشجع على قطع صلة الرحم وعدم احترام الكبير من باب الحرية الشخصية، وإرباك المشاهدين في المعتقدات والموروثات السليمة وتشكيكهم في ثوابتهم وهويتهم وعاداتهم وأخلاقهم.
هنا تأتي عظمة وقوة “أخلاقنا الجميلة” طلق المبادرة الهامة والمحورية التي اطلقتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، على عدة مراحل، والتي تستهدف التأكيد على الأخلاق التي تربينا عليها، وتأمر بها جميع الأديان السماوية والإنسانية، من احترام الكبير وحسن الجيرة وحسن المعاملة والأمانة والشرف والأدب في التعامل.
الآن ونحن أصبحنا نعيش وسط التريندات، فكان لابد من العودة لمواجهة كافة الظواهر المجتمعية المستحدثة والتي من شأنها افساد الذوق العام والأخلاق وتغييب احترام الكبير وتوقير الصغير والعبث بمبادئ وقواعد هذا المجتمع الذى تعلمنا فيه أن البيوت أسرار، وعلى الصغير احترام الكبير وعلى الجار احترام جاره وعلى الجميع الصدق والأمانة ووصية الأب و الأم لأى بنت أو ولد عندما يتزوجان أن مشاكلهما لا تخرج من بيتكما فخروج أسرار البيوت له عواقب وخيمة،
ولكن أصبحنا نعيش تريندات تدخل داخل البيوت وتقول للسيدات ماذا يفعلن فى بيوتهن وماذا لا يفعلن، وهذا خطأ، وفالرجل والمرأة يتفقان على ما يقومان به فى منزلهما.
بالطبع حملة أخلاقنا الجميلة للتذكير بالقيم الإنسانية والتقاليد الأصيلة، تأتي في وقت نجد في الجميع فى الشوارع يتحدثون عن الحنين إلى الماضى حيث كانت تسود الأخلاق فى كل شيء، في المنزل وفى الشارع
وأخيرا أطلقت هذه الحملة وهى أخلاقنا الجميلة، للتركيز على قيمة الأسرة وقيمة المنزل وقيمة الإنسان بأخلاقه وثقافته وعلمه.
كل هذه المبادرات هي عناصر أساسية لنجاح الجمهورية الجديدة لمصر ، لأنها تمثل حجر الأساس مثلها مثل المشروعات القومية في مختلف المجالات ، فلا جمهورية جديدة بدون بناء قوى للإنسان المصرى على مبدأ المواطن السليم صحيا والمثقف والمحترم لمبادئ وقيم وقوانين بلده ، المؤمن بثقافة الآخر وأخلاق ابن البلد ، المحترم لدينه ودين الآخر وعقائده.