مخطىء من يظن أن الحرب الروسية الأوكرانية مجرد حربا عسكرية تجرى على حدود الدولتين ؛ أو أن الأسلحة الحربية هى العنصر الوحيد المستخدم فيها . إن الأمر قد يكون أبعد من ذلك بكثير ؛ بل قد تكون تلك الحرب هى شرارة الحرب العالمية الثالثة . تلك الحرب ذات طابع أقتصادى يستخدم فيها الغاز والحبوب كسلاح ضغط على دول آوروبا والعالم ؛ كما تلعب أجهزة المخابرات دورا بارزا في حسم هذا النزاع العالمى لصالح أحد الطرفين . ونجحت أجهزة المخابرات الغربية عدة مرات فى أختراق النظام الروسى وذلك بالقيام بعدة أغتيالات لعدد من الشخصيات المقربه من القيادة الروسية ؛ ونجحت أيضا في تجنيد كثيرا من العملاء في أقرب الدوائر إلى القيادة الروسية ؛ حتى العلماء نجحوا في تجنيدهم ؛ وهذا ما يعلنه الإعلام الروسى نفسه بين الحين والآخر . ولكن كانت أبرز تلك المحاولات هى محاولة أغتيال الرئيس الروسي نفسه وذلك من خلال أختراق الدائرة المقربة من الرئيس وهنا كانت الصدمة والمفاجأة !!! يتكون الموكب الرئاسى الروسى من خمس مواكب أربعة منها خداعية والخامس هو من يحمل الرئيس ؛ بل لا تعلم أى سيارة يستقل في الموكب ؛ إجراءات أمنية مشددة وحرس رئاسى وأجهزة أمنية منها المعلوم ومنها السرى ؛ إن مجرد محاولة التفكير في أغتيال القيصر قد تكون مستحيلة . ولكن … !!! إذا وجد الخونة والعملاء قد يصبح المستحيل واقعا وحقيقة . كان الرئيس الروسي فى طريقه إلى لقاء عائلى وكان الموكب يسير ؛ وكان بوتين يتوسط المواكب الخمسة حيث الموكب الثالث ؛ وإذ فجأة وبدون مقدمات تنطلق دراجة بخارية بسرعة جنونية تعرف طريقها جيدا ؛ وترى مستقرها رأى العين ؛ لتلقى القنابل على السيارة التى يستقلها القيصر ؛ ولكن لم تكن هذه هي المفاجأة فحسب ؛ بل المفاجأة الكبرى هى إن كثيرا من أفراد الشرطة السرية المرافقة للموكب الرئاسى قد انسحبوا وتركوا سيارة الرئيس ؛ حتى وصلت الدراجة البخارية إلى سيارة القيصر وانفجرت عند اصطدامها بها ؛ لم يتعامل مع ذلك الانتحارى سوى بعض أفراد الحراسة الخاصة بالقيصر الروسى .
ترى من سرب خط سير الموكب الرئاسى ؟ ترى من حدد الموكب الرئاسى الثالث ؟ والسيارة التى تقل الرئيس بالموكب ؟ من أشترى رجال الشرطة السرية ليتركوا مواقعهم حول الموكب الرئاسى ؟ من باع الرئيس الروسي لأعدائه ؟
قامت المخابرات الروسية بأعتقال قائد الفريق الأمنى الرئاسى ؛ كما قامت أيضا بأحتجاز الفريق الأمنى الرئاسى بالكامل وهو رهن التحقيق إلى الآن . أسئلة كثيرة تطرح نفسها وتلح بشدة . ويتطلب لها إجابات شافية .
تم تسريب خبر محاولة أغتيال بوتين من خلال وسائل الإعلام الغربية وكذلك بعض عناصر وعملاء المخابرات الروسية عبر تيليجرام ؛ وذلك لضرب معنويات الجنود الروس على الجبهة وخاصة بعد الإنسحاب المذل من خاركييف .
ليست مجرد خيانة فردية ؛ بل هناك جناح ( نيو ليبرالي ) خائن داخل الكرملين يرى أن روسيا هى جزى من المحيط الأوروبى وليست دولة عظمى كما يريد لها بوتين أن تكون ؛ هذا الجناح طالب بأستقالة بوتين ليفسح المجال أمام رئيسا جديدا للبلاد ؛ ينهى الحرب الأوكرانية ويمد يده بالسلام للدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية ؛ ومن هنا وجب عليهم الإطاحة به ؛ لكن بوتين ليس بمفرده فمعظم چنرالات الجيش الروسي هم تلاميذ بوتين ورجاله وهو عرابهم الذى أتى بهم إلى مناصبهم . لذلك قاموا بالرد خلال ساعات قليله على محاولة أغتيال القيصر ! وذلك بتفجير سيارة فى الموكب الرئاسى الأوكرانى استهدفت زيلينسكى نفسه ؛ فى رسالة مفادها ( حتى وإن غاب بوتين فنحن مستمرون في الحرب ) . ولكن ذلك الرد ليس كافيا وربما وجب أن يكون ثانيا ؛ فأولا تطهير الأجهزة الأمنية الروسية وعلى رأسها المخابرات العامة الروسية وجهاز الأمن الفيدرالي ؛ وسد فجوات الأختراق الأمنى الرئاسى قد يكون هو أولى تحركات الرئيس الروسي وچنرالاته فى الفترة القادمة . وخاصة وهناك قمة تجمع بين الرئيس الروسي ونظيره الصينى فى سمرقند عاصمة أوزبكستان ؛ وهى القمة التى بظهور الرئيس الروسي فيها سيحسم الجدل الدائر حول أغتياله .
قد تسفر الأيام المقبلة عن تطورات غير متوقعة ؛ وأحداث قد لا تكون سارة للكثير من الدول وشعوبها . نسئل الله عز وجل أن يحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين .