مصر قبلت المشاركة فى مشروع عسكرى أمريكى بريطانى للدفاع عن الشرق الأوسط قبل 70 عاماً ـ وثائق بريطانية لو كان الجنرال محمد نجيب، أول رئيس جمهورية فى مصر، قد إستمر فى السلطة ربما كانت للشرق الأوسط منظمة دفاعية وفق مشروع أمريكى بريطانى مشترك، حسبما تكشف وثائق بريطانية. أكد الرئيس نجيب، فى مذكراته كنت رئيساً لمصر أنه لم يقبل على الإطلاق مبدأ مشاركة مصر فى أى حلف عسكرى مقابل جلاء القوات البريطانية المحتلة عن الأراضى المصرية وأن الجلاء يجب أن يتم دون أى قيد أو شرط وتحدث عن مقابلة أجرتها معه وكالة يونايتد برس عام 1952 وقال فيها: اُصرُّ على أن يكون الجلاء غير مشروط بشرط ما، فنحن غير مستعدين لمناقشة أى منظمة للدفاع عن الشرق الأوسط سواء كانت حلفاً أم ميثاقاً أم تحت أى اسم يطلق عليها غير أن الوثائق التى حصلتُ عليها، تقول إن نجيب قبل، فى إتصالاته مع الأمريكيين والبريطانيين مبدأ الربط بين الجلاء ومشاركة مصر فى المشروع الدفاعى الطموح. كما تكشف الوثائق إتفاقاً أمريكياً بريطانياً مشتركاً على أن إستمرار نجيب فى السلطة يصب فى مصالح الغرب فى الشرق الأوسط وعلى الحرص على إستمرار نظام حكمه وإتفقت القوتان، كذلك، على ضرورة مشاركة مصر فى أى ترتيبات دفاعية فى الشرق الأوسط، وفى منظمة الدفاع عن الشرق الأوسط وأن الشئ المهم هو أنه لا يببغى أن يكون هناك فراغ إستراتيجى عندما تنسحب القوات البريطانية من مصر فى هذه الفترة كان الغرب يخشى من أن يتمكن الإتحاد السوفيتى الشيوعى من ملء هذا الفراغ، ما يهدد المصالح الغربية في هذه المنطقة الحيوية من العالم. تشمل الوثائق التى صنفت بالغة السرية، محاضر تسجل ما دار فى سبع جولات من مباحثات وراء أبواب مغلقة بين الولايات المتحدة وبريطانيا في لندن، في الفترة بين 31 ديسمبر/كانون الأول عام 1952 والسابع من يناير/كانون الثانى 1953 لبحث ما إتفقتا على تسميته المسألة المصرية.
شارك فى المباحثات 16 مسئولاً بريطانياً و9 مسئولين أمريكيين يمثلون وزارات الدفاع والخارجية والمالية وقوات عسكرية معنية بالشرق الأوسط.ررة،KEYSTONE فى بدايتها، أكد سير جيمس باوكير مساعد نائب وزير خارجية بريطانيا ورئيس وفدها فى المباحثات أن وجود الممثلين الأمريكيين (فى لندن للتباحث) شاهد على الأهمية التى توليها حكومة الولايات المتحدة للتوصل الى تسوية للمسألة المصرية وأبلغ الأمريكيون شركاءهم البريطانيين بأن نجيب أبلغهم بقبوله فكرة مشاركة مصر فى منظمة تتولى الدفاع عن الشرق الأوسط. وقال إس بايرود مساعد وزير خارجية الولايات المتحدة لشئون الشرق الأدنى وأفريقيا وجنوب آسيا ورئيس الوفد الأمريكى إن الجنرال نجيب أشار فى مذكرة الى السفير الأمريكى فى القاهرة بتاريخ الـ 10 من نوفمبر/تشرين الثانى عام 1952 الى إستعداد حكومته دراسة أن تدخل مصر فى النهاية فى نظام للدفاع عن الشرق الأوسط مع القوى الغربية شريطة إمكانية إيجاد حل ما لمشكلة الجلاء البريطانى من منطقة القناة فى الوقت نفسه قدم (نجيب) طلباً رسمياً بالحصول على مساعدة عسكرية وإقتصادية من الولايات المتحدة وقبيل مباحثات لندن أرسل نجيب العقيد عبد المنعم أمين، أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة، الى لندن لنقل موقف مصر من الإنسحاب البريطانى. بالتزامن مع هذا جرت إتصالات بين سير رالف ستيفسون، السفير البريطانى لدى مصر، ونجيب. وأبلغ باوكير الأمريكيين بأنه بناء على ما قاله لهم أمين، والإتصالات المشار اليها ومؤشرات أخرى فإن السياسة المصرية ترمى الى وضع المملكة المتحدة فى موقف دفاعى، والمطالبة بضرورة أن تجلى القوات البريطانية عن التراب المصرى وبعده قد تكون الحكومة المصرية مستعدة للمشاركة فى منظمة للتخطيط للدفاع عن الشرق الأوسط، وأن تسمح للبريطانيين بالعودة الى قاعدة قناة السويس فى الحرب وقال إن السفير المصرى أكد هذا خلال مقابلة الوداع بمناسبة إنتهاء فترة عمله فى لندن، مع وزير الخارجية البريطانى يوم 22 ديسمبر 1952 وبناء على هذا، عرضت بريطانيا التفاوض مع الحكومة المصرية على أساس صفقة تشمل: • ترتيبات خاصة بقاعدة قناة السويس وإنسحاب القوات البريطانية •مشاركة مصر فى منظمة للدفاع عن الشرق الأوسط • معونة عسكرية لمصر من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة • معونات إقتصادية من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.