أعلن مقتدى الصدر إضرابا عن الطعام. فيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه ودعا الى التهدئة. هل يهدأ أنصار مقتدى الصدر بعد إعلانه الإضراب عن الطعام إثر حالة الفوضى والإضطرابات التى أعقبت إعلانه إعتزال السياسة نهائيا؟
كشف مقرب من الزعيم الشيعى مقتدى الصدر مساء الإثنين (29 أغسطس/ آب 2022) أن مقتدى الصدر أعلن إضراباً عن الطعام حتى يتوقف العنف وإستعمال السلاح.
وقال حسن العذارى القيادي فى التيار الصدرى فى تغريدة له على حسابه الشخصى على موقع التواصل الإجتماعي تويتر إن الصدر أعلن إضراباً عن الطعام حتى يتوقف العنف وإستعمال السلاح. وأضاف أن إزالة الفاسدين لا تعطى أحداً مهما كان مسوغاً لإستعمال العنف من جميع الأطراف
وأفاد شهود عيان بأن هناك إطلاق رصاص بشكل كثيف داخل المنطقة الخضراء الحكومية وسط بغداد وقالوا لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن أصوات إطلاق الرصاص وإنفجارات تُسمع حالياً داخل المنطقة الخضراء فيما إستهدف مسلحون مقر الدائرة الإعلامية للحشد الشعبى بقذيفة صاروخية في حى شارع فلسطين شرقى بغداد وتشهد مناطق متفرقة فى العراق إنتشاراً كثيفاً لقوات سرايا السلام التابعة للتيار الصدرى فيما قامت الأحزاب الشيعية بتأمين الحماية لمقارها تحسبا لأى هجوم صدرى. وأفاد مصدر أمنى عراقى بسقوط قذائف هاون داخل المنطقة الخضراء وسط بغداد مساء الإثنين. وقال المصدر فى حديث لـ السومرية نيوز، إن قذائف الهاون سقطت على محيط مقرات تابعة للعمليات المشتركة داخل المنطقة الخضراء من دون ذكر المزيد من التفاصيل.
ومن جانبه دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأطراف العراقية الى ضبط النفس وإتخاذ خطوات فورية لتهدئة الوضع بعد سقوط 15 قتيلاً على الأقلّ وعشرات الجرحى فى إحتجاجات بالمنطقة الخضراء ببغداد حيث سادت حالة من الفوضى إثر إعلان الزعيم الشيعى مقتدى الصدر إعتزاله العمل السياسى. ما أثار الغضب بين أنصاره الذين إقتحموا القصر الحكومى فيما فرض الجيش حظر تجول عاماً. وقال ستيفان دوجاريك المتحدّث بإسم غوتيريش فى بيان إنّ الأمين العام يتابع بقلق التظاهرات التى شهدها العراق اليوم والت دخل خلالها المتظاهرون مبانى حكومية وأضاف أن الأمين العام يدعو الى الهدوء وضبط النفس ويحض كل الجهات الفاعلة ذات الصلة على إتخاذ خطوات فورية لتهدئة الوضع وتجنّب العنف. ونقل البيان عن غوتيريش دعوته كلّ الأطراف والجهات الفاعلة الى تجاوز خلافاتهم والإنخراط من دون تأخير فى حوار سلمى وشامل
تطورت الإحتجاجات فى بغداد الى أعمال عنف وإشتباكات حيث سقط قتلى وجرحى فى المنطقة الخضراء ودعا رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمى القائد العام للقوات المسلحة الى فتح تحقيق عاجل بشأن الأحداث فى المنطقة الخضراء ومصادر إطلاق النار وتحديد المقصرين ومحاسبتهم وفق القانون. وشدد الكاظمى فى بيان صحفى على منع إستخدام الرصاص وإطلاق النار على المتظاهرين من أى طرف أمنى أو عسكرى أو مسلح منعاً باتاً والتزام الوزارات والهيئات والأجهزة الأمنية والعسكرية بالعمل وفق السياقات والصلاحيات والضوابط الممنوحة لها.
وأكد القائد العام للقوات المسلحة أن قواتنا الأمنية مسئولة عن حماية المتظاهرين وأن أى مخالفة للتعليمات الأمنية بهذا الصدد ستكون أمام المساءلة القانونية وعلى المواطنين الإلتزام بالتعليمات الأمنية وقرار حظر التجوال.
وبدا أنّ حظر التجول مطبّق فى وسط بغداد مساء إذ فرغت الطرقات من المارّة والمركبات. لكنّ الإضطرابات نتقلت إلى مناطق أخرى ففى محافظة ذى قار فى جنوب العراق سيطر أنصار الصدر على كامل مبنى ديوان المحافظة الواقع فى مدينة الناصرية. وأفاد مراسل لوكالة فرانس برس وشهود أن أنصار الصدر رفعوا لآفتة كبيرة على البوابة الرئيسية للمبنى كتب عليها مغلق من قبل ثوار عاشوراء كما إقتحم آخرون مقار حكومية. وقال عضو مجلس شركة نفط ذى قار ثائر الاسماعيلى لوكالة فرانس برس إن المتظاهرين الصدريين قاموا بغلق منشآت نفطية فى المحافظة ووضعوا لآفتات على البوابات كتب عليها: مغلق بأمر ثوار عاشوراء وفى محافظة بابل جنوب بغداد، أكد شهود لفرانس برس أن متظاهرين من أنصار التيار الصدرى سيطروا على مبنى المحافظة فى مدينة الحلة. وقطع آخرون الطرق الرئيسية التى تربط مدينة الحلة مركز المحافظة بالعاصمة بغداد وباقى المحافظات الجنوبية.