(كرداسة المرعوبة إرهابية أم ضحية) أعلم مقدماً أن مقالي هذا يعتبر كالسير في منطقة ألغام ولكن…. منذ حادثة مركز كرداسة الشهيرة وما واكبها من أحداث دامية تمت بأيدي جبابرة لا تنتمي للجنس البشري ودفع ثمنها أهالي كرداسة الغلابة فبناءاً عن ذلك تم نقل مقر مركز الشرطة المحترق إلي إحدي بنايات الدفاع المدني أمام القرية الذكية بالسادس من أكتوبر والتي تبعد عن معظم قري الدائرة ما يقارب من عشرين كيلو متراً وهي مسافة ليست بالقليلة خاصة أن الوصول لأي قرية تابعة لدائرة المركز يتطلب الوصول للطريق الدائري اولا ثم الخروج منه للوصول للقرية المطلوبة مما جعل التواجد الأمني المتأخر لأي حادثة لا يختلف كثيراً عن عدمه وهو ما شجع علي إنتشار الجريمة بشكل رهيب داخل كل قري الدائرة تقريباً وتنوعت تلك الجرائم من حيث الكم والشكل والنوع والبشاعة حتي أصبحت الحياة داخل تلك المنطقة بمثابة جحيم لا يطاق.. لا اقول ذلك إتهاماً لا قدر الله للأجهزة الأمنية بالمركز والتي تعمل ليل نهار في ظروف غير آدمية وبأقل الإمكانيات وبمجهودات تفوق طاقة البشر ومكان لم يكن معداً من الأساس ليكون مركزاً للشرطة وفي دائرة تشمل مدينة ويتبعها تسع قري منها قريتان أستوفتا تقريباً من حيث المساحة والعدد ما يؤهلها أن تصبح مدناً قائمة بذاتها كما تتبعها جزء كبير من الطريق الصحراوي وكذلك منطقة صناعية وسكانية مترامية الأطراف يقطنها ما يجاوز مليون نسمة في ظل نقص كبير في عدد الأفراد والقوة الأمنية المطلوبة لذلك رغم كل ما يتم بذله من القائمين علي العمل بالمركز بداية من السيد المأمور والذي يعتبر وبدون أدني مجاملة عنوان للرقي الإنساني والسمو الأخلاقي والكفاءة الأمنية الكبيرة والسيد رئيس المباحث النموذج الأمثل لرجل الأمن الشريف الذي يواصل العمل ليلاً ونهاراً وتنازل طوعاً عن ساعات راحته القليلة وقام بنشر أرقام تليفوناته وفريق عمله في كافة المواقع الممكنة ليتسني للأهالي الإبلاغ عن أي جريمة ومعه رجال مباحث يعملون دائماً علي أن لا يخذلوه فيما وضع فيهم ثقته وصولاً إلي كافة العاملين بالمركز وحتي آخر مجند به.. ولكن وبكل الأسي والحزن ورغم كل التفاني منهم في أداء رسالتهم السامية والتي لا ينكرها سوي كل مكابر فما زالت سهام التقصير التي يفتقد أصحابها أبسط قواعد الوعي تنال من هؤلاء الشرفاء ظلماً وعدواناً وهم في الحقيقة من تهمة أي تقصير براء نتيجة زيادة أعداد الجريمة بشكل كبير وإستحالة التصدي لها بتلك الوضعية الموجود عليها المركز من حيث المكان والعدد مع وجود فريق من عتاة الإجرام وأصحاب المصالح وأعوانهم في إستمرار حالة الفوضى والحرص علي عدم خضوعها لأي نظام والتشكيك في كل جهد يبذل في هذا النطاق للنيل من تلك الجهود المخلصة… وبجوار الجرائم العادية التي تحدث في كل مكان فقد زادت عليها بشكل كبير في كرداسة جرائم القتل الوحشية والضرب والمخدرات التي فاقت فيها شهرة كوم السمن بالقليوبية والسرقة بالإكراه وقطع الطرق والتثبيت لسرقة السيارات والتحرش والإختطاف وإستعراض القوة والبلطجة وغيرها من الجرائم التي لا يقوم بعض ضحاياها بالإبلاغ عنها ربما لعدم وجود أموال لديهم تكفي الإنتقال لمقر المركز الحالي !!! ولا يمكن لأي فريق أمني بالعدد الموجود حالياً في التصدي لها رغم كل الجهود الكبيرة والمخلصة منهم لتقديم أقصي ما في إستطاعتهم ولكن علي أرض الواقع الأمر أصبح أكبر من طاقة البشر… لذلك فإنني أناشد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في التدخل الشخصي لإصدار كريم تعليماته بعودة مركز شرطة كرداسة إلي مكانه الأصلي داخل نطاق الدائرة لما يمثله ذلك من القضاء علي ما يزيد عن ٥٠% من الجرائم نتيجة سرعة التواجد للتصدي لتلك الجرائم والتي إنتشرت مؤخراً بشكل كبير ولعودة الشعور بسيادة القانون علي جزء عزيز من أرض هذا الوطن فالجمهورية الجديدة التي تبنيها سيادتكم والتي أعادت الكرامة المطلوبة والعزة والريادة المستحقة لهذا الوطن لا يمكن أن تقبل بضياع هيبة الدولة والعجز عن عودة مركز شرطة عنوان الأمن لمليون مواطن يعيشون علي جزء من تلك الجمهورية الجديدة.. بأسمي وباسم ما يزيد عن مليون مواطن نناشدكم التدخل بعد أن فشلت كل الجهود بسبب أيادي مرتعشة تحرص فقط علي مقاعدها وممثلين عن الدائرة يتجنبون الإقتراب من المطالبة بإتخاذ إجراء في هذا الشأن باعتبار أن تقديم خدمة لدائرة كرداسة ربما يعرضهم للغضب أو التنكيل والحرمان من نعيم التعيين مجدداً في المجلس الموقر!!! وربما نتفهم عجز الأيادي المرتعشة في بعض الأمور الأخري ولكن لا يمكن قبولها حين تتعلق بإزهاق أرواح الأبرياء وترويعهم لما نتج عن ذلك من مصائب وعاش الأهالي ولا يزالون مأساة وعذاب طويل دون ذنب أو جريرة ولا أمل في الإنتهاء منه سوي بتدخلكم الشخصي لنجدة أهالي كرداسة الغلابة والضحايا المرعوبين قولاً وفعلاً والإرهابيين زوراً وبهتاناً.. وكلنا ثقة في قراركم الحكيم وتقديم ملف كامل منا عما ذكر لمقر الرئاسة اللهم بلغت اللهم فاشهد..