رقائق صغيرة بحجم 5 نانوميترات أي أقل حجما من أظافر الأصابع باتت هي الصناعة الأهم في العالم والعمود الفقري لأغلب الصناعات التكنولوجية الحديثة والأساسية في العصر الحالي.
وتتربع على عرش هذه الصناعة شركة تي إس إم سي التايوانية وهي الشركة الأكبر في صناعة الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات حول العالم.
وتستحوذ الشركة التايوانية على أكثر من 50 بالمئة من سوق الرقائق الإلكترونية في العالم كما تتعاون مع أكبر شركات التكنولوجيا العالمية، وعلى رأسها شركة آبل الأميركية.
فما أهمية هذه الشركة التايوانية؟ وكيف يمكن لتعطل واردات الرقائق منها أن تشل الإنتاج بمختلف قطاعات الصناعة الحديثة حول العالم؟
للرقائق الإلكترونية أهمية قصوى في الصناعة، إذ تعتمد أغلب صناعات التكنولوجيا على استخدام الرقائق الإلكترونية كمكون رئيسي لمنتجاتها.
فمن السيارات، الأجهزة الطبية الأسلحة المتطورة، الهواتف الذكية، وحتى الحواسب الإلكترونية وكاميرات التصوير الحديثة جميعها تعتمد بشكل أساسي في صناعتها على الرقائق الإلكترونية.
وتعد شركة تي إس إم سي المورد الحصري للرقائق الإلكترونية لشركة آبل الأميركية ذات العلامة التجارية الأكبر في العالم، كما تقوم شركات مثل كوالكوم و إيه إم دي باستخدام رقائق الشركة التايوانية في صناعاتها
وتفوقت تي إس إم سي في صناعة الرقائق بسبب إنفاقها الكبير على عمليات البحث والتطوير، إذ وحدها مع شركة سامسونغ الكورية من تقومان بتصنيع الرقائق بحجم 5 نانوميترات، وهي رقائق متناهية الصغير وعالية التقدم في ذات الوقت.
ومن المقرر أن تتوسع الشركة في إنتاج الرقائق بأحجامها المختلفة في السنوات المقبلة.
فبحسب تقرير لرويترز، فقد أعلنت الشركة عن بدء إنشاء وحدة تصنيع جديدة لها في جنوب تايوان، على أن يبدأ الإنتاج فيها بحلول عام 2024.
كما ستتوسع الشركة في بناء مصانعها خارج البلاد إذ أعنلت الشركة عن تعاون مع سوني اليابانية لبناء مصنع في اليابان بقيمة 7 مليارات دولار.
ومن المقرر أن تلتقي رئيس مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، برئيس شركة تي إس إم سي اليوم الأربعاء للتحدث حول القرار الأميركي بدعم صناعة الرقائق الإلكترونية في داخل الولايات المتحدة بما قيمته 52 مليار دولار والذي وافق عليه الكونغرس الشهر الماضي بحسب تقرير لوكالة بلومبيرغ.
إذ تعمل الشركة على بناء مصنع بقيمة 12 مليار دولار لإنتاج الرقائق في ولاية أريزونا بالولايات المتحدة الأميركية.
بلغت التوترات الجيوسياسية ذروتها بين الولايات المتحدة والصين، مع زيارة بيلوسي لتايوان أمس إذ نددت الصين وروسيا بالزيارة، بينما ترى الولايات المتحدة أن لبيلوسي الحرية في زيارة الجزيرة والتي تعتبرها الصين جزءًا من أرضها..
ومن جانبه، حذر رئيس شركة تي إس إم سي مارك ليو، في مقابلة نشرتها شبكة سي إن إن هذا الأسبوع، من أن مصانع شركته ستتوقف عن العمل إذا امتدت التوترات إلى عمليات عسكرية بين بكين وواشنطن.
وأكد ليو أن شركته تعتمد على حركة سلاسل التوريد في صناعة رقائها بالغة الأهمية مشيرًا إلى أن شركته لا يمكن أن تعمل إذا حاول أحد الأطراف السيطرة عليها مستخدمًا القوة.
وتقدر قيمة الشركة السوقية حاليًا بأكثر من 446 مليار دولار بحسب موقع كومبانيز ماركيت كاب”.
وفي صباح الأربعاء، أبلغت بيلوسي رئيسة تايوان، تساي إينج وين بأن زيارتها للجزيرة توضح بشكل لا لبس فيه أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن تايوان.
وترى الصين أن زيارة مسؤول أميركي رفيع المستوى تحمل اعترافا ضمنيا من أميركا باستقلالية تايوان والتي تعتبرها الصين جزءا أساسيا من أرضها