الزواج هو عبارة عن اتحاد لتكوين أسرة، في ظل وجود حب متبادل من الطرفين، واتفاق مبدئي على خوض غمار الحياة بطريقة أكثر مرونة وراحة واستقلال، أما بالنسبة للاتفاقات التي تسبق الزواج، ليست إلا وسيلة لضمان أحقية كل من الزوج والزوجة في حالة الانفصال لا قدر الله، فما هي القائمة؟
القائمة أغلب المصريين يعرفونها على أنها ورقة يتم تسجيل المنقولات الزوجية بها كوثيقة تأمين لأحقية المرأة في منقولات بيت الزوجية، يوقع عليها الزوج تحسباً لأي خلاف أو نزاع قد ينشأ ينتج عنه الانفصال، ويؤدي إلى إيذاء الزوجة بأي وسيلة، فهي مجرد ضمان او وسيلة للضغط على الزوج أكثر منها ضمان للمرأة.
ومن ثم يجب أن يكون قائمًا على “المحبة والتفاهموالودوالاحترام“، والتشديد على أن يراعي كل طرف الآخر ويحترمه ويصونه، أهم بكثير من الأمور المادية.
الأمور المادية، والأجهزة الكهربائية تتغير بتغير الزمن ومرور الوقت، لكن هناك أمورًا أهم وأقوى لا تتغير ولا تتبدل، مهما مر الوقت والزمن، وهي أمور لا تباع ولا تُشترى، لا توهب ولا تستعار، لم يبلغ إنسان من الغنى ما جعله يسيطر عليها، ولم يبلغ إنسان من الفقر ما جعله يفقدها، ألا وهي “قيم المحبة والاحترام والود”.
لا تتصارعوا على “القايمة“، ولا تشددوا على الأجهزة الكهربائية والذهب، فالأجهزة تفنى بينما يبقى الحب، والذهب يصدأ بينما الود لا يتغير، فافرشوا منازلكم بـ”الستر والمحبة والبركة”، لا الأثاث الراقي والبريق الزائف.
الحقيقة أن خلاف القائمة الزوجية خلاف مفرغ من المعنى الحقيقي، فأي طرفين اتفقا على استكمال حياتهم معاً في ظل وجود حب وتفاهم وتناغم بينهما، مع وجد الحد الادنى للمعايير الاخلاقية والدينية فالضمان الوحيد للطرفين هو التفاهم والود، هو ما يصلح أكثر مادياً ومعنوياً عن جود مثل تلك الورقة المسماة قائمة المنقولات،
للضغط على أحد الاطراف في حالة عدم التفاهم، وتلك قمة الأخلاق والدين التي يجب علينا نشرها في المجتمع، وليس مجرد ورقة تتسبب في الإيذاء للطرف الآخر، ولسنا بصدد رفض القائمة، على الإطلاق، فكل مجتمع له أداته وظروفه التي يتمسك بها، وباعتبارها محاولة لضمان حق المرأة في ظل الأحداث الأخيرة
واخيرا.. هل توافق انت علي زواج ابنتك بدون قائمة المنقولات ؟؟ وهل منعت القائمة الزوج من إهانة وتطليق زوجته ؟؟