لم تمض أيام على طرح الأغنية حتى خرج شاعر صعيدي يدعى عادل صابر، يتهم أكرم حسني بسرقة كلماتها التي كتبها ونشرها قبل أعوام.
وتداول رواد مواقع التواصل منشورات تقارن بين كلمات صابر وكلمات أغنية محمد منير الجديدة، تشير لوجود ما يشبه التطابق بينهما لكن أكرم حسني رد على ذلك بأن الأمر مجرد توارد خواطر، كما أن الكلمات مختلفة والتشابة في مقطع قصير فقط من الأغنية.
الشاعر ناصر فولى يقول ولو تذكرون لما واجهوا هشام الجخ قال إنه لم يكن يعرف أنها كلمات عبد الستار سليم.. ومرت المسألة ونال الشهرة.. وتكررت الأمور كثيرا المهم: هذه قضية أدعو للحكم فيها السادة الصعايدة خاصة أبناء قنا ممن يتذوقون المربعات والكلام فقد أكون مخطئًا. وتحياتي لعمنا عادل صابر، عبقري الصعيد وفحل شعرائه وسيد من أسياد المربعات، وهو القائل: صَنف الطحين يتعرف ويبان من ردُّه…
لكن ما أن هدأ الجدل بعض الشيء حتى تفجرت أزمة جديدة حول الأغنية الاثنين، حيث خرج مطرب وملحن مصري شاب يدعى محمود المنسي ليعلن عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن لحن أغنية منير مسروق منه.
وقال المنسي إن لحن الأغنية يعود إليه، إذ ابتكره عام 2017، لأغنية تحمل اسم ولد الهلالية مؤكدا تقدمه بشكوى لموقع يوتيوب لحذف الأغنية من قناة الشركة المنتجة على الموقع، لأنه يملك حقوق لحنها منذ سنوات.
بالفعل، استجاب موقع يوتيوب وحذف أغنية منير من قناة الشركة المنتجة لها ووضع عبارة أن الحذف جاء بناءً على طلب محمود المنسي.
لكن عدد من المتابعين والنقاد أكدوا أن اللحن في الأساس من التراث الموسيقي الشعبي المصري، وليس ملكا للمنسي ولا أكرم حسني وكان يجب على الاثنين ذكر المصدر للحن.
محمود المنسي تحدث وقال: بعد إغلاق الأغنية على قناة الشركة المنتجة باليوتيوب بناء على طلبه فهو سيسير في طريق المقاضاة لحفظ حقوقه وللتأكيد على مبدأ مقتنع به وهو ضرورة نسبة الحق لأصحابه وأنه كلّف محاميه للسير في الطريق القانوني لرد حقوقه وخاصة الأدبية.
وتابع أن جزء من حقوقه الأدبية عادت له بمجرد إعلان يوتيوب إذ تم حذف الأغنية بناءً على طلبه، لأنه يملك حق اللحن.
وحول أن حذف يوتيوب للأغنية ليس قرارا نهائيا وأنه يمكن أن يعود في قراره مما قال المنسي: هذا كلام حقيقي ولكن الفيصل النهائي بانتهاء الجولة ككل وقدرة كل شخص على إثبات حقه الأدبي.
وحول اتهام الناس له بأنه هو الآخر بعتبر سطى على اللحن الموجود أصلا في الترات، حيث قال المنسي: هذا اللحن من إبداعي 100 %، ولكن استلهام جزء معين من التراث شيء متعارف عليه منذ زمن طويل وكان يفعل ذلك بليغ حمدي وسيد درويش، ولم يحدث في مرة أن تم اتهامهما بسرقة ألحان من التراث أو أن الألحان التي استلهماها من التراث ليس ملكهما، كذلك لحن أغنية خطوة يا صاحب الخطوة للمحلن عزيز الشافعي مستلهمة من التراث ولم يتم اتهامه بأنها ليست ملكه.
وحول أن هناك تطابق بين لحنه والتراث الشعبي حسب بعض النقاد، قال المنسي: هناك نقاد آخرين يؤكدون أن اللحن خاص بي، وأي مسألة ستجد حولها خلافات، ولكن الفيصل ما سيحكم به القضاء الذي لن يجاملني بالقطع، فضلا عن أن موقع يوتيوب يملك أدق نظام صوتي وموسيقي وحينما قرر حذف الأغنية بناء على طلبي فهو لم يجاملني بل لأنه وجد أن اللحن خاص بي
وشدد على أنه متأكد أن منير لم يعلم أن هذا اللحن ملك شخص آخر بخلاف من قدمه له، لأن فنان بحجمه لن يراجع كل ما يقدم له، ولو كان يعلم فالمؤكد كان لن يؤدي الأغنية إلا بنسبة الحق لأصحابه.
وأضاف أنه من عشاق منير ولم يقدم شكوى لحذف الأغنية من قناة منير على يوتيوب تقديرا لتاريخ منير، كما أنه ليس ضد أكرم حسني ولكن هو ماض في طريق القضاء للحفاظ على المبدأ ونظرا لما لحق به من أضرار نفسية وأدبية.
وحول أن أغنيته وهو نفسه لم يشتهر إلا بسبب الأزمة حول أغنية منير، قال المنسي: أغنيتي كانت محققة حجم مشاهدات واستماع ربع مليون على يوتيوب وهذا يكفيني، وأنا انتج لنفسي وليس عندي شركة تنتج لي (…).
من جانبه، قال الناقد الموسيقي المصري، أمجد مصطفى: إن اللحن واضح للجميع أنه من التراث الشعبي ويظهر ذلك بمجرد سماع أول جملة موسيقية منه.
وأضاف مصطفى في تصريح: إن الأزمة الحقيقية من البداية عندما قرر محمد منير أن يعتمد على فنان ليس له علاقة بالتلحين وهو أكرم حسني فهو فنان موهوب كممثل، لكن التلحين شيء آخر خاصة عندما يكون فنانا بحجم محمد منير.
وتابع: منير له أعمال مع ملحنين كبار كبليغ حمدى وأحمد منيب وكمال الطويل وعمار الشريعي، وياسر عبد الرحمن، ومن مؤلفي الكلمات فله أعمال مع عبد الرحيم منصور و الأبنودي و غيرهما من الكبار.
واستطرد مصطفى: لذلك عندما يقرر منير أن يغني أغان جديدة فلابد أن يغني لملحن محترف موهوب تجاربه السابقة تؤكد أنه على قدر صوت منير.
وقال: بالنسبة للحن أغنية منير الأخيرة فهو لحن شعبي من التراث وبمجرد أن تستمع إليه تشعر بهذا، وهذه التيمة الموسيقية سبق و أن تم استخدامها في ألحان سابقة.
وختم الناقد الموسيقي: هناك قاعدة تقول إن تلك التيمه تنسب لأول شخص استخدمها في لحن وسجلها، ومن الواضح أن المنسي سجل اللحن باسمه عكس من استهلموه قبله من التراث ولم يسجلوه وهذا يفسر سر استجابة يوتيوب لطلب المنسي رغم أن اللحن الأساسي من التراث