لواء د. سمير فرج متابعة عادل شلبى بدأ الرئيس الأمريكي جو بايدن أول زيارة له في منطقة الشرق الأوسط منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية بعد 18 شهر، هذه الزيارة اعلن عنها الرئيس بايدن أنها جاءت في لحظة هامة بعد أن ابتعدت الولايات المتحدة عن الشرق الأوسط فترة طويلة وسمحت تعدي دول أخري بالدخول للمنطقة وكان يقصد بها روسيا والصين حيث ركزت الولايات المتحدة بعد تولي بايدن وعلي التصدي للصين روسيا خاصة في حرب أوكرانيا.. ولقد عقبت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية علي أهمية هذه الزيارة حيث ذكرت أن جو بايدن اصطحب معه أكثر من 100 صحفي ومراسل وإعلامي لتغطية هذه الزيارة وهذا الأمر لم يحدث من قبل، كذلك علقت وسائل الإعلام الأمريكية حول هذه الزيارة أن هدفها النفط مقابل الأمن الأمر الذي نفته الأميرة ريما بنت بندر سفيرة المملكة العربية السعودية في واشنطن وذكرت في مقال لها نشر في أمريكا أن ذلك العهد قد ولي أيام الرئيس الأمريكي ترامب. وكان الأمر الملفت للنظر أن التكلفة الأمنية لهذه الزيارة كانت الأكثر في تاريخ الولايات المتحدة لتأمين زيارة رئيسها للمنطقة فلقد نقلت أمريكا أنظمة دفاعية كاملة من الولايات المتحدة للمنطقة وخاصة إسرائيل ورام الله شملت صواريخ باتريوت ورادارات علاوة علي عمل طائرات الاستطلاع والاقمار الصناعية الأمريكية لرصد أي تحركات عدائية قبل الزيارة للمنطقة علاوة علي حشد عدد كبير من جنود القوات الخاصة والمارينز والمركبات المدرعة لاستخدامها في التحركات. ولقد رفض المتحدث باسم البيت الأبيض الإجابة علي سؤال عن التكلفة الأمنية لهذه الزيارة كما جاء تصريح جو بايدن قبل بدء الزيارة بأنه صهيوني ليسعد الشعب اليهودي والاسرائيلي وكانت المحطة الأولي لزيارة جو بايدن لمنطقة الشرق المتوسط لإسرائيل حيث وقع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي هناك يائير لابيد ما يسمي بإعلان القدس للشراكة الاستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة حيث تعهد فيه جو بايدن بأن الولايات المتحدة سوف تستخدم كل امكانياتها لمنع ايران من حيازة السلاح النووي والمعروف أن إسرائيل حددت الآن أن عدوها الرئيسي في المنطقة أصبح ايران، كذلك تعهد جو بايدن في هذا الإعلان أن الولايات المتحدة سوف تحافظ علي تعزيز قوة إسرائيل العسكرية لردع أعداءها في المنطقة مثل حزب الله وحماس والجهاد الاسلامي والحشد الشعبي. وكان من أبرز تصريحات بايدن هو ما اعلنه في حوار مع القناة الإسرائيلية بأنه مستعد لاستخدام القوة كملاذ أخير لمنع ايران من امتلاك السلاح النووي كذلك أكد في هذا اللقاء التليفزيوني علي أن الحرس الثوري الايراني سيبقي مدرجاً علي قوائم الإرهاب حتي لو كان ذلك يعني نهاية المحادثات الأمريكية الإيرانية للاتفاق النووي واعتقد أن ذلك التصريح سيضع ايران في موقف محرج للغاية حيث اعلنت لشعبها أن تلك أحد شروط ايران لقبول الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة. كما شارك جو بايدن خلال وجوده في إسرائيل علي قمة عبر الفيديو كونفرنس للمجموعة الرباعية المساه “أي تويوتو” وهي الأحرف الأولي من أسماء الدول الأربع بالانجليزية التي تضم الولايات المتحدة وإسرائيل والهند والامارات. ثم كانت المحطة الثانية بوصول جو بايدن الي رام الله حيث قابل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي طالب في خطابه حل القضية الفلسطينية من خلال الدولتين علي حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية وطالب برفع منظمة التحرير الفلسطينية من قوائم الارهاب وأكد عباس أنه يقدم يده للسلام مرة أخري بعد اتفاق أوسلو كذلك طالب بإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس وطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية فوراً. وعلي الجانب الآخر اعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن من رام الله أنه أول الداعمين لحل الدولتين علي اساس حدود 67 وهو أنسب اسلوب لتحقيق السلام في المنطقة عكس مفهوم الرئيس الأسبق ترامب بالدولة الواحدة في اتفاقية القرن وأكد جو بايدن من رام الله أن الشعب الفلسطيني يستحق أن يكون له دولة ذات سيادة واعلن دعمه لمنظمة الأونروا لدعم الشعب الفلسطيني وأكد أنه سيدفع 100 مليون دولار لدعم المستشفيات الفلسطينية كما أكد علي ضرورة دعم المواطن الفلسطيني في حياة كريمة. بعدها توجه بايدن برحلته الي المملكة العربية السعودية التي فاجأت الجميع قبل وصول بايدن بإعلان أنها سمحت للطيران الإسرائيلي بالطيران فوق الأجواء السعودية، الأمر الذي اعتبرته أمريكا بادرة طيبة لتحقيق الاستقرار والتعاون بين الدول في المنطقة. وبوصول جو بايدن للسعودية يكون هو الرئيس الأمريكي الثامن في تاريخ أمريكا يزور المملكة السعودية بعد ريتشارد نيكسون وكارتر وبوش الأب وثم بوش الأبن وكلينتون وأوباما ثم ترامب وأخيراً جو بايدن ولقد هدفت زيارة بايدن مؤتمر قمة مع رؤساء دول التعاون الخليجي الستة، السعودية والامارات والكويت وقطر والبحرين وعمان، علاوة علي رؤساء مصر والعراق والاردن وكانت البداية مقابلة ملك السعودية ثم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ثم اجتماع موسع بين الوفدين السعودي والأمريكي نتج عنه توقيع 18 اتفاقية تعاون مشترك بين الدولتين في مجال الطاقة والفضاء والاتصالات.. إلخ. وتم الاتفاق في هذا اللقاء عن أن أمريكا مسؤولة عن ردع التدخلات الايرانية في المنطقة ومنع ايران من الحصول علي سلاح نووي والاتفاق علي تسويق النفط في الاسواق العالمية ويقصد منه بالطبع ضرورة امداد دول أوروبا بالطاقة في الفترة القادمة لتعويض النقص في الغاز الروسي خصوصاً في حالة امتداد الحرب الروسية الأوكرانية الي الشتاء القادم الذي سيكون شتاءً قاسياً علي دول أوروبا بسبب منع روسيا امداد الغاز لهم. ومن هذا المنطلق قررت السعودية زيادة سقف إنتاج النفط ليكون 13 مليون برميل يومياً وجاء اجتماع القمة ليعلن بايدن من خلاله أن أمريكا لن تسمح بنشر ايران للقوات في المنطقة وأن أمريكا مسؤولة عن توفير الدعم لحلفاءها في المنطقة، كما أكد علي أن واشنطن ستواجه الإرهاب في كل مكان.. أما ولي عهد السعودية بن سلمان فقد دعي ايران للتعاون ووقف التدخل في شئون المنطقة. وجاءت كلمة الرئيس السيسي لتظهر قدرة مصر الحقيقية فلقد قدم لمؤتمر القمة خريطة الطريق للعمل من خلال خمس محاور أن الانطلاق نحو المستقبل يتوقف علي التعامل مع أزمات الماضي ويقصد بها القضية الفلسطينية ثم أزمات الوقت الحالي وهي سوريا وليبيا ثم أن بناء المجتمعات الجديدة يتم من الداخل لضمان استقرار الدولة وأن الأمن القومي العربي لا يتجزأ وأننا ملتزمون بمكافحة الإرهاب والتطرف ولا مكان للمليشيات والمرتزقة وضرورة إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل ودعم قدرات الدول لمواجهة الأزمات العالمية. كذلك دعم الأمن المائي واحترام القوانين الدولية لحقوق دول المصب والمنبع وهذا ما أكده أيضاً البيان الختامي للمؤتمر. ويمكن تلخيص ما جاء في فكر هذا المؤتمر أن فكر عودة الولايات المتحدة الي الخليج والشرق الأوسط لضمان استقرار المنطقة أن ايران لن تملك السلاح النووي وأن أمريكا ضمنت استمرار تدفق النفط والغاو العربي باقصي الامكانيات وجاء تعليق الرئيس الامريكي بعد مقابلة الرئيس السيسي أن مصر أصبحت ركيزة الأمن والاستقرا في المنطقة هو أقوي التصريحات في هذه القمة للاعتراف بدور مصر في تحقيق الاستقرار، كذلك ظهر واضح للجميع أنه لا صحة للاخبار التي تم نشرها من قبل بوجود ناتو عربي حيث أن الجميع يرفض الدخول في أي احلاف وعلي رأسهم مصر التي تتبني ذلك الفكر والمفهوم من عقود طويلة عموما نرجو أن تنجح هذه القمة في التوصل الي استقرار ليس في المنطقة العربية فقط ولكن في دول العالم الثالث أجمع.