روى الإمام إبن الجوزي رحمه الله، حادثة وقعت أثناء الحج في زمانه :
إذ بينما الحُجّاج يطوفون بالكعبة ويغرفون الماء من بئر زمزم، قام أعرابي فحسر عن ثوبه، ثم بالَ في البئر والناس ينظرون !! فما كان من الحُجّاج إلا أن انهالوا عليه بالضرب حتى كاد يموت، فخلّصه الحرس منهم، وجاؤوا به إلى والي مكة ! فقال له الوالي : قبّحك الله، لِمَ فعلت هذا ؟ قال الأعرابي : حتى يعرفني الناس ويقولون : هذا فلان الذي بالَ في بئر زمزم .
ومع شناعة هذا الفعل وغرابته، إلا أن هذا الأحمق قد سطَّر إسمه في التاريخ رمزاً للسخافة والخَرَق !! وإلا فما الداعي لهذه الفعلة الشنيعة، إلا الحرص الشديد على بلوغ المجد والشهرة ؟!
وفي وقتنا الحاضر كثر البوالون في وسائل التواصل الإجتماعي : -فتجد أحدهم يسعى الى الشهرة بقدر ما يروِّع ويخوِّف الآخرين -والآخر بقدر ما يُفسد وينتهك من الأخلاق والعادات -وآخر بقدر ما يلهو ويلعب ويستهزئ بالِنعَم -وأخرى بقدر ما تتعرى وتتكشف وتبدي من جسمها ومكنونها !
مشاهير الحُمق والفلس في زماننا هذا هم وباء وشرٌّ وفتنة ذلك أن كثيراً من أبنائنا وبناتنا، بل وبعض الكهول الذين بلا عقول، قد تأثروا بهم ويتابعون جديدهم، بل قد اتخذوا منهم قدوات .
هؤلاء المشاهير قد أفسدوا علينا الماء المبارك، والهواء المبارك، والأرض المباركة، فاستحقوا أن يُسمَّوا : ( البوّالون في وسائل التواصل الإجتماعي )