كتب : وائل عباس قد يظن البعض أن زيارة الرئيس الأمريكي إلى منطقة الشرق الأوسط الغرض منها هو السيطرة على أسعار البترول العالمية وذلك عبر أقناع المملكة العربية السعودية ودول الخليج بذيادة الإنتاج وتلبية الطلب العالمى ؛ خاصة بعد أستخدام روسيا للغاز والبترول كسلاح ضغط على الدول الأوروبية . ولكن ربما تكون للأمور وجهة نظر أخرى قد تثبتها الأيام القادمة أو تقوم بنفيها . والواقع الفعلى للزيارة قد يكون إنقاذ الحزب الديموقراطي الأمريكى من السقوط المروع فى الإنتخابات القادمة وخاصة بعد التحرك الشطرنجى الرائع الذى قام به الحلف العربى خلال قمة النقب والتى جمعت وزراء خارجية مصر والإمارات والأردن بالإضافة إلى إسرائيل ؛ والذى حاولوا من خلالها إخراج إسرائيل كورقة رابحة فى أنتخابات الحزبين المتنافسين على مقعد الرئاسة الأمريكى وهما ” الحزب الديموقراطي والحزب الجمهوري ” من خلال رسم خطوط عريضة وطرح أهداف مشتركة للعلاقات بين إسرائيل والدول العربية ؛ أول هذه الأهداف يتمحور على ضرورة التخلص من العدو المشترك لكلا الجانبين ألا وهو ” إيران ” لما يمثله نظام الملالى هناك من خطر يهدد حدود الدول العربية وإسرائيل على حد سواء ؛ ومن هنا تأتى الأرضية المشتركة للحوار والتحالف الذى تم فى النقب ؛ على أن يكون أحدى أشتراطات الدول العربية على إسرائيل هو عدم دعم الحزب الديموقراطي فى الإنتخابات القادمة ؛ فالحزب الجمهورى برئاسة ” ترامب ” هو الأنسب فى تلك المرحلة وخاصة بعدما قام ” بايدن ” بإعلان الخصومة مبكرا مع ولى العهد السعودي والرئيس المصري ؛ كما قامت الإدارة الحالية بسحب بطاريات الدفاع الجوى ” الباتريوت ” من الخليج العربي مما سهل أستهداف إيران وميليشياتها فى اليمن لمصافى البترول بالمملكة العربية السعودية كما عرض الإمارات لضربات بطائرات بدون طيار ؛ ومن هنا كانت التحركات العربية التى جمعت السعودية والإمارات ومصر بالإضافة إلى الأردن لاحقا ؛ لأخراج إسرائيل من المعادلة الأنتخابية الأمريكية وذلك من خلال التقارب والأشتراطات بعدم أمكانية التعامل مع الحزب الديموقراطي والذى دخل في مبارزة مع دول محورية كالمملكة العربية السعودية ومصر وقادتها . والرئيس الأمريكي قد صدمته هذه الخطوة ؛ والتى كانت أولى خطواتها الفعلية لإسقاطه وإسقاط حزبه ؛ هى الحد من إنتاج النفط كإجراء عقابى للولايات المتحدة الأمريكية والأوروبيين ؛ ودعما لموقف روسيا في حربها الأقتصادية والعسكرية ؛ والمساعدة على خلق نظام عالمى جديد يقضى على هيمنة الدولار الأمريكي على مجريات الأمور ؛ وخلق توازنات أقتصادية وعسكرية ؛ وولادة حلف عربى شرق أوسطى جديد .