توقع مختصون أن تتمكن إثيوبيا خلال السنوات الثلاث المقبلة من خلق مليون وظيفة في قطاع صناعة النسيج النامي بقوة لتتحول بحلول العام 2025 إلى أكبر مركز لصناعة النسيج في إفريقيا وتعزز تنافسيتها العالمية إلى جانب كل من الصين وبنغلادبش.
وحققت صناعة النسيج في إثيوبيا متوسط نمو سنوي بنسبة 23 في المئة خلال السنوات الخمس الأخيرة مدفوعة بشكل أساسي بتوفر العمالة الرخيصة، والمواد الخام، وانخفاض تكلفة الطاقة، ووضع سياسات حكومية محفزة شملت إعفاءات ضريبية كاملة على صادرات الملابس إلى أوروبا والولايات المتحدة.
كما تمثل الأراضي الصالحة لزراعة القطن عامل آخر يشجع الشركات الدولية على الانتقال إلى إثيوبيا.
وبسهم القطاع بنحو 600 مليون دولار من مجمل الصادرات التي تبلغ في المتوسط نحو 2.6 مليار دولار سنويا.
وقال وزير الصناعة الإثيوبي ملاكو أليبل إن عائدات القطاع فاقت الهدف المحدد لها في الموازنة بأكثر من 20 في المئة. ووفقا للوزير الإثيوبي فقد صدر خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي 80 مصنعا منتجاته إلى الأسواق الدولية.
وفي الواقع؛ عملت إثيوبيا على بناء 13 مجمعا لصناعة النسيج في جميع أنحاء البلاد كجزء من استراتيجية دفع التنمية الاقتصادية وتوفير فرص عمل تحد من البطالة والفقر المدقع في أوساط شريحة كبيرة من السكان البالغ تعدادهم نحو 115 مليون نسمة.
ويعد انخفاض تكلفة العمالة أحد أكبر مصادر المنافسة في صناعة النسيج والملابس في إثيوبيا.
ويقول الخبير الاقتصادي دانيال مولقيتا إن قلة تكاليف الأيدي العاملة قد تعطي إثيوبيا تفوقا على العديد من البلدان الرائدة في مجال صناعة النسيج.
ووفقًا لمولقيتا، فإن تكلفة العمالة في إثيوبيا أقل بنحو 50 في المائة مقارنة بالهند أو دول آسيا الأخرى، وقد دفع هذا العديد من الشركات إلى تحويل تركيزها إلى الدولة الإفريقية.
وعلى هذا النحو؛ أصبحت صناعة النسيج في إثيوبيا محركًا رئيسيًا لخلق الوظائف، ونجح مجمعا (بولي ليمي) في العاصمة أديس أبابا و(هواسا) ؛ وحدهما في خلق أكثر من 50 ألف فرصة عمل.
ويقول سمور جبريمايكل ممثل المنطقة الصناعية في (هواسا) لموقع “سكاي نيوز عربية” إن المجمع اجتذب 18 شركة دولية مما أسهم في خلق أكثر من 20 ألف فرصة عمل لسكان المنطقة الواقعة على بعد 270 كيلومترا جنوب العاصمة.
واستطاعت إثيوبيا الاستفادة من أحدث التقنيات العالمية في مجال صناعة النسيج: لكن في المقابل لا تزال هناك حاجة للاستثمار أكثر في مجال التدريب على استخدام تلك التقنيات.