فى لقاء مع اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخبير الأمني ومكافحة الإرهاب يقول صراع بين الحكومة التى عينها البرلمان بين فتحى باشاغا والحكومة المنتهية ولايتها برئاسة عبد الحميد الدبيبة يشكل خطراً بليبيا حكومتان لدولة واحدة، يفقد الإستقرار ويوجد بيئة حاضنة للمليشيات الإرهابية، شبح التمزق الليبى يتوطد، من الأحق برئاسة وإدارة ليبيا؟ كلا الإثنين ينحدر من مصراطه. إحتجاجات فى مدن ليبية وإقتحام لمقر البرلمان فى طبرق إقتحم متظاهرون مبنى البرلمان الليبى فى طبرق، فيما خرجت مظاهرات فى طرابلس وعدة مدن إحتجاجاً على الإنقطاعات المزمنة فى الكهرباء. وتحدى مواطنون فصائل مسلحة للتعبير عن غضبهم من إخفاق الحكومة وتدهور الوضع المعاشى. ذكرت وسائل إعلام ليبية أن متظاهرين إقتحموا مقر البرلمان الليبى فى طبرق شرق البلاد يوم الجمعة (الأول من يوليو/ تموز 2022) إحتجاجا على تدهور الأوضاع المعيشية والأزمة السياسية.
وأوردت عدة محطات تلفزيونية أن متظاهرين دخلوا المبنى وأحدثوا فيه أضراراً، وأظهرت صور، نشرتها تلك المحطات، أعمدة كثيفة من الدخان الأسود تتصاعد من محيط المبنى بعد أن أحرق متظاهرون غاضبون إطارات. وذكرت وسائل إعلام أخرى أن جزءاً من المبنى إحترق، علما أنه كان خالياً عندما دخله المحتجون فالجمعة يوم عطلة رسمية فى ليبيا.
وأظهرت اللقطات أن جرافة يقودها متظاهر أطاحت قسماً من بوابة مجمع المبنى، ما سهل على المتظاهرين إقتحامها. كما أضرمت النيران فى سيارات أعضاء فى مجلس النواب. والقى متظاهرون آخرون بعضهم لوح بالأعلام الخضراء لنظام معمر القذافى بوثائق فى الهواء بعد أن أخذوها من المكاتب.
وفى ساحة الشهداء فى طرابلس إحتشد المئات ورددوا هتافات تطالب بتوفير الكهرباء وتندد بكل من الحكومتين المتنافستين فى البلاد فى أكبر إحتجاجات منذ عامين على الأقل.
وخرجت إحتجاجات أصغر شارك فيها العشرات فى بنغازى وبعض البلدات الأصغر مما يظهر قدر الغضب من الوضع فى أنحاء المناطق التى تخضع لسيطرة أطراف متنافسة فى البلاد. وهتف المحتجون فى طرابلس مللنا، مللنا الشعب يريد إسقاط الحكومات، نريد الكهرباء وطالبوا بإجراء إنتخابات. وردد المحتجون أيضاً شعارات ضد الفصائل المسلحة التى تسيطر على مناطق عبر ليبيا قائلين لا للمليشيات نريد جيش وشرطة. وشوهد أفراد مسلحون تابعون للشرطة والجيش فى محيط ساحة الشهداء.
وأعلن حراك شبابى يطلق عليه حراك بالتريس من ساحة العاصمة طرابلس، مطالب المتظاهرين وهى إنهاء الأجسام السياسية الحاكمة وتفويض المجلس الرئاسى أو المجلس الأعلى للقضاء لقيادة البلاد لإنتخابات رئاسية وبرلمانية فى أقصر مدة. وقال الناشط المدنى هيثم الورفلي لـ وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن خروج المظاهرات يثبت أن المواطن بدأ يفقد الأمل من أى توافق بين السلطات فى شرق البلاد وغربها، وأصبح هذا الإنقسام ينعكس على الخدمات المقدمة له. وأضاف الورفلي أن مظاهرات طرابلس كانت أكثر حجماً من المدن الأخرى فى شرق ليبيا، ومطالبها كانت لتقديم الخدمات وإنهاء الأجسام السياسية التى فشلت حتى فى تقديم خدمة الكهرباء للمواطن حيث وصل إنقطاع الكهرباء الى 8 ساعات يوميا. وطالب عشرات السكان فى بلدة القبة أيضاً فى شرق ليبيا بسقوط كل الحكومات والكيانات السياسية بسبب تدنى مستويات المعيشة.
ويعانى قطاع الكهرباء الليبى من تبعات حروب وفوضى سياسية مستمرة منذ سنوات مما أوقف الإستثمارات ومنع أعمال الصيانة وأتلف فى بعض الأحيان البنية التحتية ذاتها. وتعهدت حكومة الوحدة الوطنية الإنتقالية التى تشكلت العام الماضى بحل المشكلات. لكن رغم إصدارها عقوداً للعمل فى العديد من محطات توليد الكهرباء، لم يبدأ العمل فى أى منها وحالت المشاحنات السياسية دون تنفيذ أى أعمال أخرى. كما حاصرت فصائل فى الشرق منشآت نفطية مما قلل إمدادات الوقود لمحطات توليد الكهرباء الكبرى مما تسبب فى المزيد من الإنقطاعات. ويهدد إستمرار الأزمة السياسية بتفاقم الأوضاع مع تعيين البرلمان الموجود فى الشرق لفتحى باشاغا رئيساً لوزراء حكومة جديدة على الرغم من رفض رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة التنحى عن المنصب. وكان إجتماع جنيف الذى ترعاه الأمم المتحدة للتقارب بين مجلس الدولة ومجلس النواب قد إنتهى بدون إنهاء نقاط الإختلاف الجذرية بين الجسمين التشريعيين فى شرق ليبيا وغربها وهذا ما صعد من حدة الغضب الشعبى ونزول المحتجين الى الساحات.