السياسة الليبية تجرف إشتباكات طرابلس.. هل تعود لغة العنف الى المشهد الليبى؟
في حديث مع اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخبير الأمني ومكافحة الإرهاب يقول إشتباكات حول المشهد الليبى المضظر سياسياً حكومتان إحداهما معينة من البرلمان برئاسة فتحى باشاغا تعتمد على الجيش الليبى وأخرى منتهية ولايتها برئاسة عبد الحميد الدبيبة تستند الى ميليشيات وتركيا، عاد العنف ليدمر الحل السياسى الليبى شرق وغرب ليبيا يتمزق، قاد ذلك المشهد اللسبى الى ظلمات.
ليبياـ فشل محادثات جنيف فى إحراز تقدم فى ملف الإنتخابات، فشلت المحادثات بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الليبيين فى التوصل لإتفاق على المبادئ الدستورية والترتيبات الإنتقالية لإجراء الإنتخابات. أين تكمن عقدة المنشار؟
إختتم زعماء طرفى النزاع الليبى محادثات فى جنيف دارت حول الدستور والإنتخابات يوم الخميس (30 يونيو/حزيران 2022) دون التوصل لإتفاق، مما أوقف مسعى دبلوماسياً لحل أزمة عرقلت عملية السلام التى بدأت فى البلاد قبل عامين. وتهدف المحادثات بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الى الإتفاق على المبادئ الدستورية والترتيبات الإنتقالية لإجراء إنتخابات كانت مقررة فى ديسمبر/كانون الأول 2021. ويخشى العديد من الليبيين من أن الإخفاق فى إجراء الإنتخابات سيؤدى لمزيد من الإنقسام والصراع.
وقالت مستشارة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالشأن الليبى ستيفانى وليامز إنه على الرغم من أن المحادثات تمكنت من إحراز تقدم فى الإتفاق على دور وسلطات الرئيس والبرلمان والحكومة فى الفترة القادمة الا أنها أخفقت فى تخطى خلافات أخرى.
وأفادت وليامز أن المجلسين “توصلا الى توافق غير مسبوق بشأن غالبية النقاط التى كانت عالقة لأمد طويل بما فى ذلك تحديد مقار المجلسين وتخصيص عدد المقاعد فى غرفتى السلطة التشريعية وتوزيع الصلاحيات بين رئيس الدولة ورئيس الوزراء ومجلس الوزراء والحكومات المحلية، والشكل المحدد للآمركزية بما فى ذلك ترسيم عدد المحافظات وصلاحياتها وآلية توزيع الإيرادات على مختلف مستويات الحكم وزيادة نسبة تمثيل المكونات الثقافية.
وتابعت المسئولة الأممية: “على الرغم من التقدم الذى تحقق خلال المفاوضات التى جرت هذا الأسبوع بين رئيسى المجلسين، هناك نقطة خلافية لا تزال قائمة بشأن شروط الترشح لأول إنتخابات رئاسية مشيرة الى أنها ستطرح توصيات بشأن البدائل المتاحة للمضى قدماً. وكانت خلافات بشأن أهلية العديد من المرشحين المختلف عليهم سبباً فى إنهيار إجراء الإنتخابات فى ديسمبر/كانون الأول.
وعين مجلس النواب فى مارس/آذار فتحى باشاغا رئيساً للوزراء لكن عبد الحميد الدبيبة الذى عين فى ذات المنصب عبر عملية دعمتها الأمم المتحدة العام الماضى رفض التنحى عن منصبه. وإندلعت إشتباكات متفرقة فى طرابلس بين فصائل تدعم كل معسكر وفشل باشاغا مرتين فى دخول العاصمة بعد معارضة مسلحة من مجموعات على صلة بالدبيبة.
في الوقت نفسه، تتداعى جهود كانت تبذل بالتوازى لحل نزاعات تتعلق بعائدات النفط، وحذر فرع البنك المركزى فى شرق البلاد من أنه قد يبدأ فى طبع عملته الخاصة مرة أخرى وحاصرت جماعات فى الشرق منشآت النفط.
ويتوقع محللون أن باشاغا سيحاول مرة أخرى السيطرة على طرابلس من خلال إدخال تغيير وزارى على حكومته ومنح مناصب وزارية لحلفاء قيادات الجماعات المسلحة فى العاصمة. ومن المرجح أن تظل بعض الجماعات المسلحة فى طرابلس ومناطق غرب البلاد محتجة على أى خطوة يتخذها باشاغا لتولى السلطة لأن حكومته مدعومة من قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطنى الليبى) خليفة حفتر الذى شن هجوماً إستمر 14 شهراً ضدهم بين عامى 2019 و2020.
وقال جليل هرشاوي الخبير فى الشأن الليبى إن الدبيبة أيضاً يفكر فى تعديل وزارى لإبقاء الفصائل الموالية له فى صفه وبالتالى فهناك عدد متزايد من أسباب الصراع المحتملة. وقال هرشاوي إن أحداً لا يريد القتال رسمياً لكن أسباب العداء تتنامى. وقال السفير الأمريكى لدى ليبيا ريتشارد نورلاند لرويترز إن من الممكن المضى قدماً فى الإنتخابات حتى مع عدم حل الخلاف بين باشاغا والدبيبة وحتى مع سيطرة قوات مختلفة على عدة مناطق.
وقال إنه إذا تمكنت الفصائل من الإتفاق على لجنة مشتركة لتحديد أولويات الإنفاق والإشراف على ترتيبات تتسم بالشفافية لإدارة وتوزيع عائدات النفط فستتمكن من العمل بإعتبارها حكومة مؤقتة لحين إجراء الإنتخابات.
لكن محللين يخشون من أن حمل الفصائل المتناحرة على حل النزاعات بشأن الفساد الذى إستشرى لسنوات سيكون صعباً للغاية، كما أن تدخل القوى الأجنبية قد يؤدى الى مزيد من التعقيدات. وقال هرشاوي إن ذلك قد يقوض التوازن الهش الحالى بدرجة أكبر بكثير مما يتوقعه الرعاة الأمريكيون.