في حديث مع اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخبير الأمني ومكافحة الإرهاب يقول قضت محكمة فرنسية بالسجن لفترات مختلفة بحق المتهمين فى تنفيذ هجوم منسق بالأسلحة النارية والقنابل فى باريس عام 2015 وأسفر عن مصرع 130 شخصاً. وحكم على المتهم الرئيسى صلاح عبد السلام بالسجن مدى الحياة. قال عبد السلام في بداية المحاكمة بنبرة تحدٍ إنه جندى فى تنظيم الدولة الإسلامية
أصدرت محكمة فرنسية يوم الأربعاء (29 يونيو/حزيران 2022) أحكاماً بالسجن لفترات تتراوح من سنتين الى مدى الحياة على جميع الرجال العشرين الذين حوكموا بقتل 130 شخصاً فى 2015 فى هجوم منسق بالأسلحة النارية والقنابل نفذه مسلحون إرهابيون متطرفون فى باريس. وأدانت هيئة محلفين الفرنسى صلاح عبد السلام (32 عاماً) بالتواطؤ فى جرائم القتل المرتبطة بمنظمة إرهابية. وقال القاضى جون لوى بيرى إن المشتبه به الرئيسى عبد السلام أدين بتهمتى الإرهاب والقتل. وحُكم على الفرنسى المولود فى بلجيكا، وهو العضو الوحيد الباقى على قيد الحياة فى المجموعة التى نفذت الهجمات فى 13 نوفمبر/تشرين الثانى 2015، بالسجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المبكر، وأنه لن يحصل على فرصة لتخفيف الحكم قبل مرور 30 عاماً، وهو الحكم الذى صدر فى السابق أربع مرات فقط فى فرنسا. وكان قد صدر حكم بحق عبد السلام بالسجن لمدة 20 عاماً فى بلجيكا بتهمة إطلاق النار على الشرطة قبل فترة قصيرة من إعتقاله.
وإستُهدفت قاعة باتاكلان الموسيقية وست حانات ومطاعم ومحيط إستاد فرنسا الرياضى فى الهجمات التى إستمرت لساعات بأنحاء باريس وهزت البلاد والمجتمع الفرنسى. وقال عبد السلام في بداية المحاكمة بنبرة تحدٍ إنه جندى فى تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) الذى أعلن مسئوليته عن الهجمات. وفى وقت لآحق إعتذر للضحايا، وقال خلال المحاكمة إنه إختار فى اللحظة الأخيرة عدم تفجير سترته الناسفة. لكن بناء على التحقيقات والجلسات قضت المحكمة بخلاف ذلك. وقال القاضى بيرى: خلصت المحكمة الى أن السترة الناسفة تعطلت. وأضاف أن عبد السلام مذنب بكونه عضواً فى شبكة إرهابية. وأضاف القاضى جميع المتهمين ثبتت إدانتهم فى جميع التهم”، بإستثناء تهمة الإرهاب لأحد المتهمين.
وأدانت المحكمة 19 من الـ20 متهماً بكل التهم الموجهة اليهم. وكان 13 شخصاً آخرين، منهم عشرة رهن الإحتجاز أيضاً، يمثلون فى قاعة المحكمة خلال الجلسات التى إستمرت لأشهر. وخلال تلك الفترة تحمل بعضهم المسئولية عن دورهم فى الإعتداءات وإعتذروا للضحايا فى حين لم يتفوه آخرون بكلمة واحدة.
وقالت المحكمة إن جميعهم مذنبون بإرتكاب جرائم تتراوح بين المساعدة فى تزويد المهاجمين بالأسلحة أو السيارات الى التخطيط للمشاركة فى الهجوم. وأدين ستة آخرون حوكموا غيابياً يعتقد أنهم لقوا حتفهم.
ولم يسبق لمثل هذه المحاكمة مثيل، ليس فقط بسبب طولها الإستثنائى على مدى عشرة أشهر، ولكن أيضاً للوقت الذى خصصته للسماح للضحايا بالإدلاء بشهاداتهم بالتفصيل حول محنتهم ومعاناتهم فى التغلب عليها. كما تحدثت أسر القتلى عن صعوبة التكيف والعودة الى حياتهم الطبيعية بعد فقدانهم لذويهم.