عبارة يرددها ليبيون تعبيرا عن أزمة الخبز واختفاء الكثير من السلع وتزايد المخاوف من الجوع تحاصر العاصمة الليبية وسط انشغال القوى السياسية بصراعاتها حول الحكم.
وفي حديثهم حذر خبراء ليبيون من مجاعة قد تضرب ليبيا نتيجة أزمة القمح خاصة أنه منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير الماضي وما صاحبها من تعثر التصدير إلى ليبيا التي تعتمد على 40 بالمئة من القمح الأوكراني وأسعار المخبوزات في ارتفاع.
كما أدرجت تقارير أوروبية ليبيا ضمن الدول المهددة بحدوث مجاعة نظرا لشح مخزون القمح.
وشهدت طرابلس على مدار يومين مظاهرات غاضبة نتيجة انقطاع الكهرباء وغياب أو نقص السلع الأساسية وأبرزها الخبز.
وسبق أن أعلنت نقابة الخبازين أن سعر جوال الدقيق الخمسين كيلوغراما ارتفع لأكثر من 300 دينار (نحو 90 دولارا) وأن معظم المخازن أقفلت أبوابها بعد نقص توريد الدقيق.
ونبهت إلى أن باقي المخابز بدأت تبيع الخبز بكميات محددة لكل مواطن حتى يستطيع الجميع الحصول على حصة.
ورغم أن وزير الاقتصاد في حكومة عبد الحميد الدبيبة المنتهية ولايتها أكد أن مخزون الدقيق كاف ولا توجد أي مخاوف من توفيره للمخابز بالسعر الحكومي فإن الأوضاع على الأرض تقول إن هناك أزمة كبيرة توشك على الانفجار.
وبتعبير المحلل الاقتصادي الليبي سامر العزابي فإن العاصمة أصبحت مكانا غير مناسب للعيش فالسلع الأساسية غير موجودة والخدمات منقطعة تقريبا.
وحمّل العزابي السياسيين المسؤولية الأولى عن هذه الأزمة قائلا إن الأزمة العالمية كانت تتطلب إرادة سياسية موحدة للتعامل مع مشاكل المواطنين قبل تفاقمها بهذا الشكل
ولفت إلى أن شكاوى المخابز من نقص القمح بدأت منذ اندلاع الحرب ولم يتم تدارك الأزمة وأن الغرق في الخلافات السياسية تسبب في عدم الاهتمام بتأسيس بنية تحتية لتخزين القمح وإصلاح الصوامع المتهالكة مما دفع البلاد لاستيراد القمح شهرا بشهر فأصبحت من أولى الدول التي اكتوت بنيران حرب أوكرانيا.
كما زاد إغلاق بعض الأهالي والجماعات المسلحة حقول النفط للضغط على الحكومة لتستجيب لمطالبهم إلى توقف معظم إنتاج النفط الذي تعتمد عليه البلاد في توفير الطاقة والتصدير للخارج.
وقال المحلل الاقتصادي أنور الجراي إن الحياة في العاصمة وغرب ليبيا أصبحت لا تطاق فالكهرباء تنقطع لأكثر من 14 ساعة والمخابز أغلقت أبوابها.
بدوره ألقى الجراي باللوم على السياسيين الذين قال إن انشغالهم بمصالحهم جعلهم لا ينتبهون إلى أن ليبيا من الدول المهددة بالمجاعة.
واختتم المحلل الليبي حديثه بالقول: هذا وقت التكاتف بين الجميع للبحث عن حل لأزمة الغذاء فالسنوات المقبلة في ظل انعدام الرؤية حول الأزمة الروسية الأوكرانية ستكون صعبة للغاية.