كتب محمود فهمى أصدرت الدكتورة رحاب التحيوى المحامية بيانا بمناسبة ذكرى ثورة 30يونيو جاء فيه : _ على مشارف ذكرى ثورة ٣٠ يونيو الحقيقية .. أهنئ نفسي بأن كنت واحدة من ملايين استطاعوا أن يعبروا عن الحنق من انتهاك الوطن … ونهنئ مصرنا قيادة وشعبا بهذا الحدث الجلل الذي قضى على الفاشية الدينية والقوى الإرهابية ونجح في الحفاظ على هويتنا المصرية.. إنها ثورة أذهلت العالم بحق وبقوة شعبها وإرادته. _ ونحن في عام ٢٠٢٢ ، وبعد أن شهدنا إنجازات واخفاقات وأزمات تحملناها جميعا .. نقف للحظة أمام أهداف هذه الثورة التي عانينا من أجلها وساندناها بكل مانملك.. فلم يكن الهدف هو تلك الفاشية الدينية فقط .. إنما هدفنا إلى القضاء على الفاشية بكل معنى .
_ فرغم الفرحة بذكرى هذه الثورة إلا أن حالة عامة من الإحباط تصيب الجميع .. حيث تطل علينا فاشية حزبية رغم محاولات التجميل الشكلي الواهي .. رغم كثير من الشعارات ذات الصوت العالي المغلف بالوطنية .. إلا أن سياسة الاقصاء والسيطرة وادعاء القوة وأن ثمة حماية ويد عليا فوق الجميع تغلف هذه الفاشية الحزبية.. وذلك بادعاء أنه مستقبل للوطن … ونرى منتهجي هذه الآلية يتناسى التاريخ القريب متعمدا … فنجزم أن لا وجود لمستقبل وطن بلا أمل . .. ولا أمل بلا شعب حر .. ولا حرية حقيقية إلا بموجب ضوابط الدستور الحاكمة للجميع. _ فالمادة الخامسة من الدستور المصري تنص على أن “يقوم النظام السياسى على أساس التعددية السياسية والحزبية، والتداول السلمى للسلطة، والفصل بين السلطات والتوازن بينها، وتلازم المسئولية مع السلطة، واحترام حقوق الإٍنسان وحرياته، على الوجه المبين فى الدستور.” _ والتعددية السياسية الحقيقية لا وجود لها إلا بوجود التعددية الحزبية الفاعلة وليست الصورية.. عن طريق أحزاب متقاربة الكفاءة والقوة . .. وبعد ثورة ٣٠ يونيو وحتى تاريخه . نرى على أرض الواقع أن مازال الدستور غير مفعل .. فرغم التعددية الحزبية الموجودة في مجلس النواب على سبيل المثال .. فهي تعددية وهمية عبثية… ومازال حزب مستقبل وطن لكونه حزب الأغلبية يطفو على سطح المشهد السياسي دون غيره.. ودون محاسبة ودون التزام بالدستور الذي يحكم الجميع . _ ولعل تزامن الحوار الوطني مع ذكرى ثورة ٣٠ يونيو فرصة عظيمة للتفعيل الحقيقي للتعددية السياسية والحزبية دون عبث حزب بعينه . وبداية لإصلاح سياسي يرتقي بأمل شعب من حقه أن يطمح في تحقيق أهداف ثورة ٣٠ يونيو الحقيقية التي علمتنا أن كل مصطنع سيزول لا محالة. ” مجرد رؤية واقعية محبطة .. ويبقى الأمل ينير للقلوب””.