د. احمد العزبى رئيس مجلس إدارة سلسلة صيدليات العزبى ورئيس غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات سابقا هو قصة نجاح مصرية فى عالم الدواء وصناعته وفى الحوار التالى نناقش معه العديد من القضايا ذات الصلة بصناعة الدواء فى مصر ولقاحات كورونا والمشاكل التى تواجه الصيدليات والعديد من القضايا
وإلى نص الحوار : -حدثنا عن بداية مشوار نجاحك ؟ وهل كان حلمك الإلتحاق بكلية الصيدلة ام كان لك طموحات أخرى ؟ د. احمد العزبى : ولدت فى قرية بسيطة بمركز المنزلة محافظة الدقهلية ،حصلت على الابتدائية من نفس البلد أما الإعدادية فقد حصلت عليها من المركز والثانوية العامة من بور سعيد وانتقلت إلى القاهرة مع دخول الجامعة ، عائلتى متوسطة الحال ، وكان والدى يعمل بالتدريس وكان رجل راضى و قانع و كانت ثروته الوحيده هى أولاده ، حصلت على الثانوية عام ١٩٦٦ و كان نفسى اكون طيار فقد كان حلم الشباب وقتها الالتحاق بالجيش سواء حربية أو طيران وقد استهوانى وقتها دخول كلية الطيران واكون عسكريا وقد تقدمت فعلا ولكن شاء القدر ليلة اختبار النظر أن أقوم بقراءة كتاب شدنى ولم أنام الا بعد قراءته كاملا مما أثر على نظرى و رسبت فى كشف النظر رغم أن نظرى سته على سته ولكنها اقدار لألتحق بكلية الصيدلة جامعة القاهرة ، وبعد التخرج من الجامعة قرأت إعلانا فى الاهرام تطلب فيه صيدلية بالفيوم صيدليا توفر له سكنا ، فكنت اسافر الى مدينة طامية صباح كل سبت وابقى فيها حتى عصر كل خميس ، إيراد الصيدلية كان لا يزيد عن عشرة جنيهات ، لكنى تركتها بعد سبعة شهور ، وقد رفعت الايراد اليومى إلى خمسين جنيهاً ، وكنت اصف العلاج بدقة للبسطاء الذين يأتون للاستشارة دون أن أضيف دواء لا يحتاجونه فقد اتخذت المهنة كخدمة ،و بعد ذلك تلقيت عرضا من شقيقى الأكبر عادل العزبى الذى كان يعمل بالتجارة فى ليبيا للعمل هناك وسافرت لأدير صيدلية فى منطقة نائية هناك وحققت نجاحا كما نلت حب اهل البلد ثم رجعت إلى مصر فى سبتمبر ١٩٧٧، وكنت قبل عودتى بثلاث سنوات اشتريت صيدلية فى مصر الجديدة وكانت أول صيدلية امتلكها وبعد العودة فكرت فى خدمات للنهوض بها ولم تمر سوى عدة شهور حتى كانت صيدلية متميزة مختلفة عن النمط السائد للصيدليات فى تلك المرحلة ، وكنت حريصا دائما على وجود ثلاث عناصر وهى الخدمة ٢٤ ساعة فى اليوم ، توافر كافة الأدوية بدون عجز بقدر المستطاع ، معاملة المريض كأنه فرد من العائلة.
– نافست صيدلية العزبى صيدلية الإسعاف فى بدايتها حيث عملت على توافر الخدمة ليل نهار على مدار ٢٤ ساعة وكنت اول من ادخل خدمة الدليفرى لتوصيل الأدوية ..حدثنا عن ذلك .
–د. احمد العزبى : هذه رسائل ربانية ، فى البداية كانت الخدمة الليلية غير مربحة وتؤدى إلى الخسارة نظرا لأن حجم البيع قليل بالمقارنة بتكلفة الصيادلة والعاملين فى ذلك الوقت لذلك فكرت فى إلغاء الخدمة الليلية وفى ذات يوم أثناء صلاة الفجر فى جامع بجوار المنزل فوجئت بأحد الجيران يدعى لى ويقول انت تقوم بإنقاذنا اثناء الليل وهذه كانت رسالة ربانية أن هذا القرار خطأ ولابد من الرجوع فيه …أما بالنسبة للدليفرى فقد كنت اول من ادخل الخدمة لتوصيل الأدوية إلى المنازل بدأ بدراجة ثم سيارة مينى سوزوكى واخيرا “الفيسبا”.
– ما هى العناصر الأساسية التى تتميز بها صيدليات العزبى وتحرص دائما على وجودها ؟ وما هو سر نجاحها ؟
د. احمد العزبى : عناصر النجاح أن نتعامل مع المهنة على أنها مهنة خدمية وليست مهنة تجارية بمعنى دور الصيدلى فى المجتمع مثل دور الطبيب مع اختلاف المسئوليات ، وانا تعاملت مع المهنة على أنها خدمات وللمريض حق عليا ولابد من خدمته وحل مشاكله مهما كان الأمر وهذا دورى أما دوره هو يقتصر على أنه مريض فقط وهذا يكفيه …وكنت وما زلت حريصا على تقديم الخدمات مع الأمانة الشديدة مع المريض فلا يمكن استبدال الدواء بصنف اخر أعلى فى السعر لغرض المكسب هذا مستحيل بالنسبة لى ولكن أعطيه على قدر احتياجه بالضبط وهذا فى حالة إذا طلب منى استشارة طبية …اى الخدمة مع الأمانة هى أساس وعناصر النجاح .
– ما هى اهم العقبات والصعاب التى واجهتها وكيف تغلبت عليها ؟ د. احمد العزبى : لا توجد مهنة أو عمل جاد بدون عقبات ولكن الأهم هو وجود الصبر ومحاولة حل هذه العقبات بدون توتر ، وقد بدأت من اول مشوارى بفكر جديد مثل فكرة إنشاء مجموعة صيدليات ولكن القانون لا يسمح الا بعدد ٢ صيدلية وحدثت مشاكل مع الجهات الرقابية وهذا فكر جديد حاولت إدخاله إلى المجتمع وكان لابد من إقناع المسئولين بتقبله وكانت هذه هى العقبة الرئيسية والحمد لله الناس بدأوا يقتنعوا أن التجربة مفيدة للمجتمع وفى صالح المريض والحمد لله تم حل المشكلة الآن فلا يجب أن ننظر إلى الصعاب على أنها عقبة فى الطريق ولكن علينا أن نتعامل معها بطريقة سلسة لأن الحياة تتميز بفاعلية مستمرة ولا تتوقف .
– حدثنا عن حال الدواء فى مصر واين تقف مصر من هذه الصناعة ؟ وما هى المشاكل التى يعانى منها قطاع الدواء كتصنيع وتوزيع وتسعير ؟
–د. احمد العزبى: مصر من أوائل الدول فى صناعة الدواء فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ، وكان اول مصنع للدواء فى مصر عام ١٩٣٩، وقبل ذلك كان لدى مصر دستور أدوية خاص بها وهو الدستور المصرى لصناعة للأدوية ، مصر كانت متقدمة جدا فى مجال الصيدلة وقد أنشأت كلية الطب والصيدلة فى منتصف القرن ١٩ فى عهد محمد على وكانت كلية الصيدلة عبارة عن مدرسة لم تتحول إلى كلية ، اى أن مصر لها تاريخ كبير عن سائر بلاد العالم ولديها الكوادر المتقدمة جدا فى هذا المجال فى قطاع الدواء فهى أول دولة فى أفريقيا والشرق الأوسط وربما اسيا فى صناعة الدواء ، الصناعة كانت مزدهرة ومتطورة حتى الستينات ، أما فى السبعينات فبدأت تعانى قليلا وبدأ العالم كله يتبنى فكرة فصل قطاع الصيدلة عن قطاع الصحة بحيث كل قطاع يكون له مسئول خاص به ، وكانت الصيدلة تتبع وزارة الصحة فى مصر حتى قرابة ثلاث سنوات ماضية وتم الفصل عام ٢٠٢٠ وأصبح هناك هيئة مستقلة لقطاع الدواء مسئول عنها صيدلى يعى مشاكل القطاع وقادر على حلها وهنا حدث اختلاف كبير خلال السنتين الماضيتين وأصبح التسعير متوازن والتسجيل اسرع كثيرا وأصبح هناك كوادر واعية تقوم بدورها على أكمل وجه ، وأصبحت المشاكل بسيطة فمثلا فى تجربة الكورونا استطاعت المصانع وهيئة الدواء خلال شهر أن تغير السوق بحيث يتبع الاحتياجات الراهنة فى توفير الأدوية الخاصة بفيروس كورونا خلال ٤٥ يوم فقط اى استطاع خلال هذه المدة أن يتواءم بسرعة مع الوضع الجديد.
-ما رأيك فيما يتردد من البعض بالتشكيك فى لقاحات كورونا وعدم جدواها ، نريد رد على هؤلاء و لمحة بسيطة عن فاعلية اللقاح وهل هناك فروق بين الأنواع المختلفة؟ د. احمد العزبى : طبعا اللقاحات لها فاعلية عالية مثلها مثل أى لقاح تم تصنيعه قبل ذلك فمثلا لقاح الجدرى ذو فاعلية عالية وكذلك الانفلونزا الموسمية وشلل الاطفال كلها لقاحات أثبتت فاعليتها ولا يوجد لقاح لا يعطى فاعلية ، والتشكك جاء من ظهور اللقاح إلى النور فى وقت قصير وسبب ذلك لوجود ما يسمى بالترخيص الطارئ لأنه لا يسير بالمعدل الطبيعى فى هذه الحالة فقد كان من المفروض لأى دواء جديد أن يأخذ فترة حتى يتم إجازته وهذه الفترة تتراوح ما بين ٧:٣ سنين ولكن نتيجة الطوارىء هذه اسرعنا من الخطوات فقد كان أمامنا اختيارين أما أن نسرع ويكون هناك نسبة مخاطرة أو الاختيار الثانى وهو تاخر ظهور اللقاح إلى النور وعدم إنقاذ الناس وتفشى المرض ..وانواع اللقاح الثلاثة تعطى نفس النتيجة ولكن الاختلاف فقط فى الأعراض وهذا حسب طبيعة المنتج من شركة إلى شركة أخرى وكذلك طبيعة جسم الشخص نفسه فقد تختلف الأعراض من شخص إلى آخر وليس هناك مقياس أو نظرية فى ذلك وما يقال عن أن الأعراض تختلف حسب مقاومة الجسم ليس له أى اساس من الصحة والموضوع مجرد حظ وليس له مقياس لانه يمكن أن يأخذ اللقاح شخصان لهما نفس المواصفات الصحية و متشابهين فى كل شىء ونجد أحدهما تحدث له أعراض شديدة والآخر لا تحدث له أعراض اطلاقا ولم نجد لذلك تفسير.
-ما هو سبب إفلاس صيدليات ١٩٠١١؟
د. احمد العزبى: هناك نسبة كبيرة من الصيدليات تعثرت وليس صيدليات ١٩٠١١ فقط وسبب التعثر الرئيسى هو التوسع السريع الغير مدروس فقد ينصب تفكير صاحب الصيدليات فى محاولة أن يكون لديه خلال سنتين ٣٠٠ فرع وهذا صعب ويحتاج إلى تمويل وعمالة مدربة فهذا تسرع شديد وحماس شباب غير مدروس وانا أعتقد أنه سوف يتم اغلاق جميع هذه الصيدليات .
،- هل قامت صيدليات “كير ” بشراء مجموعة صيدليات ١٩٠١١؟ د. احمد العزبى :قامت شركة “كير “بالتعاقد ثم سحبت التعاقد مرة أخرى لأنهم لم يستطيعوا سداد ديونها لأن حجم الديون على صيدليات ١٩٠١١ كبير جدا للشركات والبنوك لا يستطيعوا تحمله .
– هل تفكر فى ضم صيدليات ١٩٠١١ لمجموعة العزبى ؟ د. احمد العزبى: لا افكر فى ذلك وقد عرض على قبل ذلك صيدليات رشدى ولكنى رفضت لكبر حجم المديونية فهى لها فوائد والفوائد لابد أن تتلاءم مع الربحية لكن المديونية هنا تأكل الربح واكثر.
:-كيف نتغلب على مشكلة مصانع بير السلم والأدوية المهربة والمغشوشة ؟ د. احمد العزبى: الهيئة المصرية للدواء مكلفة بالرقابة على تهريب واستيراد الأدوية ويجب تشديد الرقابة على الموانى وعدم إتاحة المواد الفعالة فى يد الغير وتشديد الرقابة على صيدليات القرى والتى يديرها أشخاص غير مؤهلين وتنشيط دور مباحث التموين فى الكشف عن مصانع بير السلم ، كما أن تطبيق الباركود الحل الأمثل للقضاء على غش الأدوية والهدف منه هو تتبع رحلة علبة الدواء من بداية تصنيعها وصولا إلى الصيدلية …وهذه الظاهرة قلت الآن عن السابق نتيجة توفر الدواء بكميات كبيرة فليس هناك حاجة للغش فمثلا من اربع سنوات كنا نجد عشرة منتجات مغشوشة كل شهر أما الآن كل عدة شهور نجد منتج واحد فقط اى أصبح غش الأدوية عملية نادرة ولا يوجد ما بسبب الانزعاج .
– هل هناك مصانع للمواد الخام فى مصر ذات كفاءة ؟ د. احمد العزبى: صناعة المواد الخام صناعة مستقلة عن الدواء ، المواد الخام كانت تنتج فى أمريكا واليابان وأوروبا والآن ومع قوانين البيئة بدءوا يتخلصوا من هذه الصناعة لأنها تسبب أعلى نسب التلوث للبيئة بالمقارنة بباقي الصناعات ، فقامت الصين والهند بأخذ هذه الصناعة وأصبح العالم كله الآن يعتمد على الصين والهند كمصانع للمواد الخام ولكن لكى نقوم بمنافستهم نحتاج خطة طويلة الأمد ولازم نتحمل خسائر لفترة طويلة لكى ننجح فى عملية التسويق قد تصل إلى خمس سنوات حتى نستطيع تغطية التكلفة ، وهناك دراسات تم القيام بها ولكنها إلى الآن لم تخرج إلى النور ، وقد كان لدينا فى الستينات فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر صناعات خامات دوائية مثل مصنع نصر للخامات الدوائية فى بلبيس ومصنع خاص اخر فى قنا وللاسف المصنعان تعثرا وكان المصنعان بخبرة روسية والتعثر جاء نتيجة التراخى فى قطاع الأعمال ولكى تعود هذه الصناعة نحتاج إلى الصبر والتحمل ولكن هناك من يدرس ولكن لم يبدأ إلى الآن وهذا لا يعيب مصر اطلاقا فالعالم كله يعتمد على الصين والهند فى هذا الشأن .
–لدينا الخبرة وعدد من الباحثين وأساتذة كلية الصيدلة ..لماذا لا نبتكر الأدوية بدل من تقليدها؟ د. احمد العزبى: يمكن ذلك ولكن المناخ البحثى فى مصر ليس على ما يرام بالإضافة إلى ذلك لابد أن يكون هناك دعم من الدولة أو دعم من القطاع الخاص لو كان قوى
– لماذا تتعرض البلاد فى فترة من الفترات إلى نقص معين فى الأدوية ؟
د.احمد العزبى: لم يعد هذا الكلام موجودا الآن بصفة كبيرة عن السابق ، فمثلا تم اخبارى من عدة أيام أن هناك أصناف غير موجودة فلم يزيد هذا التأخير عن عشرة أيام الا وتم توفير هذه الأدوية ، اى يمكن أن يحدث نقص فى بعض الأدوية لمدة من ١٠:٧ يوم فقط وليست فترات طويلة كما أن هناك ميزة أخرى الآن عن ذى قبل وهى أن هناك بديل لأى دواء يحدث له نقص فى السوق بنفس التركيب والكفاءة .
-هناك تشكك من بعض الناس فى وجود شركات تقلل المادة الفعالة فى الدواء المصرى ما رأيك وهل أدوية التأمين الصحي بنفس فاعلية الدواء العادى؟ د. احمد العزبى : مستحيل ..لا يمكن لأى شركة أن تقلل من المادة الفعالة وأدوية التأمين الصحي هى نفسها أدوية الصيدليات بنفس الكفاءة والمادة الفعالة والاختلاف فقط فى شكل العلبة والتغليف . ،-هل الدواء المصرى بنفس جودة وفاعلية الدواء المستورد ام مختلف ؟ د.احمد العزبى: الدواء المحلى بنفس جوده وفاعلية الدواء المستورد بالضبط وما يجعل الناس تبحث عن المستورد مجرد حالة نفسية فقط وقد قلت هذه الظاهرة الآن فلا يوجد خلل فى الدواء المصرى لأن طريقة تصنيع الدواء فى كل دول العالم واحدة والرقابة واحدة والمادة الخام واحدة والفاعلية واحدة وعلى الشعب المصرى أن يثق فى الأدوية المصنعة فى مصر لأننا تصدرها لأكثر من ٧٥ دولة على مستوى العالم فكيف لكل هذه الدول التى نصدر لها أن تقبل دواء يقل فى الجودة والفاعلية عن مثيل له فى اى دولة من دول العالم ، واكبر دليل أن اخواتنا العرب عندما يأتون إلى مصر فى اجازتهم السنوية يشترون الأدوية المصرية المحلية بكميات تكفيهم لسنة قادمة ويتم اخذها معهم إلى بلدهم ، ولا أنكر أن قبل هيئة الدواء كان هناك بعض الخلل فى الرقابة ولكن الآن كل شىء أصبح على ما يرام . د. أحمد العزبى : هناك أرقام فلكية فى أسعار الدواء تصل إلى آلاف الجنيهات ، ما سبب ارتفاع هذه الأدوية عن غيرها ؟ د. احمد العزبى : للاسف كل الأدوية الحديثة أصبحت ذات اسعار فلكية لأن اختراع دواء جديد يكلف مليارات والشركة تريد أن تعوض ذلك فى خلال سنتين او ثلاثة ، الحل فى التأمين الصحي الشامل أو نقوم بعمل صندوق خاص للأدوية المتخصصة مرتفعة الاسعار مثل أدوية السرطان على أن يدار الصندوق بطريقة سهلة بحيث يصل المريض إلى احتياجه بطريقة ميسرة بعيدا عن المعوقات الحكومية لأن المريض لا يستطيع الانتظار ، وبصراحة شديدة هذه الأدوية فوق تحمل الطبقات الغنية فما بالك بالطبقات الفقيرة فهناك أدوية يمكن أن تصل إلى مائة ألف جنيه فى الشهر ولا يستطيع أحد أن يتحمل ذلك .
– ما حقيقة أن ٢٠ ٪ من الأدوية تسيطر عليها عيادات خاصة مثل أدوية الأورام و هرمونات تخصيب الأجنة المرتفعة الاسعار والمكملات الغذائية ؟ د. احمد العزبى : هناك نسبة ولكن لا تصل إلى ٢٠٪ ، لأن مراكز علاج الأورام توفر بعض الأدوية لديها فى المركز لحاجة المرضى وكذلك عيادات تخصيب الأجنة ولكن لا تصل نسبة هذه الأدوية إلى ٢٠٪.
– هل تطالب بمنح الصيادلة الضبطية القضائية لضبط المخالفات فى العيادات ومصانع بير السلم ؟ د. احمد العزبى: لا افضل ذلك فى المهنة بل افضل أن يكون كل فرد فى اختصاصه والصيدلى عليه التوعية لأن عمر العصا ما تربى بنسبة ١٠٠٪ ولكن نحتاج ذلك فى حالة الخطأ الفادح أما الأخطاء العادية لا نحتاج إلى ذلك.
–برأيك ما خطورة تزايد أعداد المقبولين بكليات الصيدلة كل عام ؟ د. احمد العزبى :لابد من تقليل الاعداد لأن سوق العمل مكدس ويمكن أن لا يجد الصيدلى فرصة عمل متاحة نتيجة أن متوسط عدد الخريجين سنويا كان حوالى ١٠٠٠صيدلى فى العام أما الآن فوصل إلى ١٥ الف صيدلى كل عام اى أكثر بكثير من احتياج السوق .
— كان روف العزبى صالونا لكل التيارات السياسية والإعلامية ..حدثنى عن ذلك.
د. احمد العزبى: منحنى الله عز وجل وله الف حمد وشكر قدرة تلقائية على التواصل مع الآخرين دون تمييز دينى أو تصنيف عقائدى وكنت وثيق الصلة بشخصيات متنوعة متناقضة اتعامل معهم بنفس الود وبنفس درجة التفاهم ، كان الصالون يجمع بشرا من الشرق إلى الغرب ومن مهنتى وخارجها ، الصداقة عندى ليست وجها للمصلحة وانما حالة من الراحة النفسية ، اتقبل كل الاتجاهات وكل التيارات ويسهل لى التعامل معهم ، جمع الصالون كبار شخصيات المجتمع فى الفن والسياسة والأدب والشعر والوزراء وكبار رجال الدين وكنا نجتمع نتناقش ونتحاور ولا نختلف ابدا . : -ما هى اهم المقولات التى تؤمن بها فى حياتك؟ د. احمد العزبى: حب لأخيك كما تحب لنفسك. _ خير الناس اعذرهم للناس . _ من يتوكل على الله فهو حسبه
-هل الميزانية المخصصة لاستيراد الدواء فى مصر تكفى لسد حاجة المرضى ؟ د. احمد العزبى: مشكلة العملة كانت غير متوقعة فهناك ثلاث عناصر أثروا علينا وهى فترة فيروس كورونا ثم حرب روسيا وأوكرانيا وتواكب معها خدمة ديون مستحقة حوالى ١٢ مليار دولار مستحقين بالإضافة إلى عشرة مليار دولار هوت مونى المتوفرة لشراء السندات ذات العائد الكبير ، والسندات كانت مصدر دائم ولكن فجأة انسحبت بعد ما رفعت امريكا الفائدة للدولار وهذا ما سبب الهزة ، والسعودية ضخت أموال اليوم ويمكن أن يساعد ذلك فى صبط الميزانية.
-ما النصيحة والرسالة التى توجهها إلى الصيادلة فى بداية طريقهم للنجاح ؟ د. احمد العزبى: الصيدلى أمامه مجالات متعددة يمكن أن يعمل بها سواء فى صناعة الدواء أو الدعاية الطبية ، الأبحاث ، المعامل ، أو فى صيدلية، اى أمامه مجال واسع للاختيار وقد قمنا بعمل كتاب عن مجالات عمل الصيدلى من خلال اكاديمية التدريب الخاصة بنا ، كما ان سر نجاح اى صيدلى هو أن يراعى الله فى عمله قبل كل شىء ويطور من نفسه علميا ويطور من قدراته ليصبح صيدلى متميز وناجح ويطور مهاراته الشخصية ويهتم بذكائه الاجتماعى مع الآخرين ويعمل على تقبل التغيرات التى تحدث من حوله ويدرس جميع المجالات المتعلقة بالصيدلة قبل أن يأخذ القرار …أستشير وأستخير الله دوما