بقلم… سيد السيسى التعليم رسالة عظيمة تترك أثرها في حياة الطفل والكبير على حدٍ سواء، إذ إن للأهل المكانة الأولى والتأثير الأكبر في حياة أطفالهم ليتلو ذلك دور المعلم في إنشاء جيل صاعد متعلم مثقف من المواطنين الصالحين الذين يساهمون في ارتقاء بلدانهم إلى أرفع المراتب، ورغم عظمة هذه المهمة ورفعتها في المجتمع وعظمة الدور الذي يمارسه المدرّس، إلا أنه توجد صعوبات متعددة الجوانب ومتعددة الأشكال ومتجددة الظهور يواجهها المدرس في عمله، وتترك آثارها السيئة على العملية التعليميّة بصرف النظر عن المكان أو الزمن أو المستوى الاجتماعي، وتوجد أسباب لهذه الصعوبات، كما توجد سبل لعلاجها والحدّ منها، وتوجد آثار تنعكس على المتابعة المستمرة لصعوبات التدريس ومعيقاته، وعلاجها وتفاديها. الصعوبات التي تواجه المعلم في التدريس توجد العديد من الصعوبات التي يواجهها المعلم في التعليم، منها: *نقص الحوافز والتقدير العام من قبل الطلاب والأهل والمدراء على حدٍ سواء، إذ يسعى الأهل إلى التركيز على سلبيات العملية التعليمية وأخطاء المعلم في حال وجودها مع التغاضي عن الإيجابيات في المقابل. *سلوكيات الطلاب القادمين من مختلف المناطق والطبقات الاجتماعية والخلفيات العائلية والتربوية، إذ يحتاج كل منهم إلى العناية والرعاية والتفاهم مما يستهلك طاقة المعلم ويتطلب الكثير من الوقت والجهد الفردي من قبله إلى جانب الذكاء العاطفي والاجتماعي من طرفه، كما يشكل الفساد القيمي والأخلاقي عند قسم كبير من الطلاب مشكلة كبيرة لدى المعلم في محاولة إيجاد طرق للتعامل معها. *عدم انخراط الطلاب في المشاركة في الحصص الصفيّة، وذلك نظرًا إلى اختلاف شخصياتهم وعدم اهتمامهم المتساوي في المادة الدراسية الموحّدة التي قلّما تختلف من جيل إلى آخر، كما يتمتع الطلاب بنقاط قوة وضعف تجعل استقبال المادة الدراسية متفاوتًا لدى كلٍ منهم مع استحالة تخصيصها لتناسب كل طالب على حدة.يقف المعلم أمام تحدي لعب أكثر من دور في آن واحد أثناء الحصة الصفية، فهو معلم ومستشار ودليل وعامل اجتماعي وغيرها الكثير من الأدوار في ذات الوقت. *ضيق الوقت وكثرة المهام التي يجب استكمالها، مثل إنهاء المستندات الورقية وعقد الاجتماعات بين المعلم والأهل وكتابة أوراق العمل والامتحانات وتصحيحها وعقد الفعاليات الرياضية والاجتماعية إلى جانب الحصص الدراسية والتعامل مع الطلاب والإدارة كذلك. *حاجة المعلم إلى تطوير قدراته الشخصية وتحديث مادته الدراسية بما يتناسب مع حاجة الطلاب وابتكار أساليب تدريس جديدة وطرق للتواصل مع الطلاب واكتشاف نقاط الضعف والقوة لديهم وخلفياتهم المجتمعية وقياس تطورهم الأكاديمي. *عدم متابعة الأهل لأبنائهم في المدرسة، أو ضعف هذه المتابعة، وضعف التواصل الإيجابي بين المجتمع المحلي والمدرسة، وذلك نظرًا إلى ثانوية النظرة للتعليم عند معظم الأهل. *ضعف الدعم الذي تقدمه الإدارة للمعلمين، إلى جانب عدم توفر الموارد المناسبة التي ترقى بالتعليم إلى المستوى المطلوب.
أسباب صعوبات التدريس تختلف أسباب الصعوبات التي يواجهها المعلم من سياق إلى آخر، إلا أنه توجد بعض العوامل المشتركة التي يتفق المعلمون حولها: *التشويش الداخلي والخارجي على المعلم وبيئة التعليم، ومنها فساد البيئة التي ينشأ فيها الطلاب، وفساد الحصن التربوي الأول لهم والمتمثل في أسرهم، مما يترك آثاره على سلوكهم في المدرسة. *عدم الاستقرار في أساليب التعليم وتغيرها الدائم الذي يجبر المعلم على تغيير طريقته في التدريس لمواكبة هذه التغيرات باستمرار، لذا فإن جلب الاستقرار إلى الغرفة الصفية على الرغم من هذه التغيرات من أهم التحديات والصعوبات التي تواجه المعلم في مهنته. *عدم إيجاد التوازن بين الحياة الشخصية والعمل، إذ إن المعلم يضطر في غالبية الأيام للوصول إلى المدرسة مبكرًا ومغادرتها متأخرًا مع استكمال أعماله الورقية والتخطيط في المنزل. *البحث المستمر عن طرق تتناسب ومستويات مختلف الطلاب في الغرفة الصفية الواحدة، ويتطلب ذلك المراقبة والاستنتاج واستخدام المعلومات المتاحة والمصادر المختلفة، مما يستهلك وقت المعلم وجهده داخل الصف وخارجه. *التدني المعيشي للمدرس لتدني راتبه وحاجته إلى تحسين الوضع المعاشي، والذي يضمن له التفرغ الوظيفي وعدم حاجته إلى أعمال أخرى ترهقه وتزيد من أعبائه. *عدم وفرة الوسائل التعليميّة المناسبة، مما يضطر المعلم في الكثير من الأحيان إلى الإنفاق من أمواله الخاصة في سبيل جلب الهدايا التحفيزية أو الاستثمار في أداة توضيحية أو أسلوب دراسي جديد. * نظرة الأهل للتعليم بنظرة ثانويّة، وهذا ينعكس على الطلاب واهتمامهم بالتعليم إلى جانب عدم انخراط جميع الأهل في العملية التعليمية وعدم تحفيز أولادهم على التعلم والنجاح. وسوف نستعرض فى المقال القادم بمشيئة الله بعض المقترحات لحل هذه المشكلات.