قبل أسابيع قليلة من عيد الأضحى تشهد أسواق بيع الأغنام والماعز في المغرب عزوفا من طرف الزبائن بسبب الارتفاع الصاروخي في أسعار الأضاحي التي تضاعفت مقارنة بالسنة الماضية.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي تدوينات ووسوم من قبيل خليه يبعبع في إشارة إلى صوت الأغنام تعبيرا عن رفضهم لهذا الارتفاع في أسعار الحيوانات.
وخلال جولة في سوق كيسر وهو أحد أسواق بيع الأضاحي في إقليم سطات (يبعد عن الدار البيضاء نحو 90 كلم) تبين وجود وفرة في المواشي لكن أسعارها مرتفعة بكثير عن السنوات الماضية بزيادة تبدأ من ألفي درهم.
وهذه السنة تصل أسعار الأكباش التي وزنها 50 كيلوغراما إلى 3 آلاف درهم (حوالي 300 دولار) أما الأضاحي متوسطة الجودة فيتراوح ثمنها بين 5 آلاف درهم (500 دولار) و6 آلاف درهم (600 دولار).
وبلغ سعر الكبش من النوع الجيد (الصردي والبركي) نحو 7 آلاف (700 دولار).
واشتكى عدد من بائعي الأغنام غياب الزبائن مؤكدين أن هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى ارتفاع الأسعار أبرزها غلاء العلف والمحروقات وبعض مواد الاستهلاك بالإضافة إلى ارتفاع كلفة النقل.
وقال حمو الهمي (فلاح) إن الإقبال على شراء المواشي ضئيل جدا مشيرا إلى أن السلطات المحلية تبذل جهودا من أجل الحفاظ على سلامة المواطنين وذلك بتوفير فضاءات مسيجة لعرض المواشي.
ويرى فلاح ثان أن ارتفاع أسعار المواشي جاء بسبب جائحة كورونا التي استمرت لأكثر من سنتين وتأثر المغرب بتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية.
وأكد أغلب الرعاة الذين تحدث أن ثمن الأكباش يعتمد أيضا على نوع السلالة المعروضة في السوق، مشيرين إلى أن (الصردي والبركي) من الأنواع الأكثر جودة.
وقال أحمد مزيان عضو غرفة الفلاحة بسطات إن أضاحي العيد متوفرة في الأسواق لكن الإقبال على شرائها أصبح ضعيفا بسبب ارتفاع أسعارها.
وأوضح أن أبرز أسباب هذا الارتفاع غلاء العلف لافتا إلى أن المدعم منه الشعير المحلي باهظ الثمن حيث يصل سعره إلى 50 دولارا للقنطار.
وعلى صعيد آخر، عبر عدد من المواطنين أصحاب الدخل المحدود في أحاديث عن عدم قدرتهم على توفير ثمن أضحية العيد بعد أن قفز إلى الضعف.
وأكد هؤلاء أنه لا يمكنهم حتى شراء الأضاحي الأقل سعرا لأن ثمنها يتجاوز قدرتهم مطالبين الجهات المعنية بالتدخل ومساعدة ذوي الدخل المحدود.
ورغم دعوة بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي لمقاطعة شراء الأكباش فإن محمد الحاج وهو إمام مسجد قال في اتصال إن أضحية عيد الأضحى شعيرة من الشعائر الدينية وسنة دينية منذ عهد سيدنا إبراهيم ويجب الحفاظ عليها.
وكان المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية كشف أن عملية ترقيم الأكباش ما زالت مستمرة حيث من المرتقب أن تشمل حوالي 7 ملايين رأس من الأغنام والماعز على غرار السنة الماضية.
وأشار البيان على نسخة منه إلى أن المصالح البيطرية للمكتب قامت منذ يناير 2022 بتسجيل أكثر من 242 ألف ضيعة لتربية وتسمين الأغنام والماعز
وبالإضافة إلى عملية الترقيم ذكر البيان أن المكتب يعمل على تعزيز عمليات المراقبة والتتبع التي تشمل على الخصوص مراقبة جودة مياه شرب الأضاحي وأعلافها والأدوية المستعملة في الضيعات ووحدات التسمين.
كما أكد أن الحالة الصحية للقطيع الوطني جيدة ويتم تتبعها عن قرب وباستمرار بمجموع التراب الوطني من طرف مختلف المصالح البيطرية بالتعاون مع الأطباء البيطريين الخواص والسلطات المحلية.