متابعة عادل شلبى أبرز الأسس العلمية لغسل الدماغ ! 1 . وضع الفرد المستهدف في حالة من الصداع والتحفز العصبي الذي يؤدي الى إرهاق العقل والجهاز العصبي بحيث يرتد إلى حالة الإنهاك والاستسلام فيفرغ ما فيه من عادات وأفكار سابقة نتيجة الضغط النفسي الواقع عليه وهذا هو ما نسميه بعملية التنفيس والضغط النفسي . 2 . ويتبع التنفيس والتفريغ العقلي زرع وبث الأفكار والاتجاهات الجديدة بالإيحاء في أثناء الاستفاقة والرجوع إلى الطبيعة إذ يكون الجهاز العصبي في حالة الاستسلام وتقبل الجديد من الأفكار والسلوك ،وهذه هي عملية خاصة من ( الترويض الفكري ) والرعاية النفسية الموجهة . 3 . ثم يتعرض الفرد بعد ذلك الى سيل متدفق وأسماء متكررة من تلك الأفكار الجديدة – بأساليب وصيغ مختلفة – وحتى يعتنقها ،وبهدف تحويل هذه الأسس الثلاث التي تعتمد لعمليات غسل الدماغ يقوم المشرفون عليها باستخدام عدد من وسائل الضغط والإحباط مستفيدين من العلوم النفسية والطبية في تنفيذ إجراءاتها . غسل الدماغ طريقة فنية وتقنية يورد الدكتور عواد أنموذجا من نماذج تقنيات غسل الدماغ بالشكل الآتي : 1 . عزل الفرد اجتماعيا وحرمانه من المثيرات الخاصة بالموضوعات المطلوب غسلها . 2 . مناداته برقم وليس باسمه . 3 . إخضاعه لظروف الجوع والعطش والتعب والألم والتقلبات المناخية وكافة أساليب التعذيب وحتى الغربية منها . 4 . استخدام العقاقير المخدرة والكحول لإضعاف إرادته والذاكرة ودفعه إلى مناخ الاتكالية والتبعية . 5 . خلق الشك لديه في أصدقائه وحلفائه وصولا إلى القضاء على الولاء لماضيه . 6 . تقليل ساعات النوم والحرمان منه أحيانا فيدخل في حالة من الاكتئاب وعدم القدرة على القيام بأي نشاط . ويضيف الدكتور الحارث عبد الحميد حسن أساليب أخرى لغسل الدماغ هي : 1 . بعد عزل الفرد عن الحياة العامة تركه لمدة طويلة دون أن توجه له أية اتهامات. 2 . جعله يدرك بأن اعز الناس إليه قد تخلى عنه من أهل وأقارب وجماعات ينتمي إليها . 3 . الحرمان من الطعام أو الإقلال من كميته إلى نسبة معينة فقط للإبقاء على حياته . 4 . إضعاف قدرته وعدم تمكنه من التحكم بإرادته من خلال استخدام العقاقير والمخدرات . 5 . استخدام الصدمات الكهربائية . 6 . إقلال ساعات النوم أو حرمانه منها . 7 . خلق حالة من الخوف والقلق لديه يوميا . 8 . إشعاره بأنه تحت طائلة الإعدام . 9 . التعذيب النفسي والجسدي بكل أشكاله . 10 . حرمانه من الملابس الكافية . 11 . إيصاله إلى حالة يريد الخلاص من نفسه . 12 . إقناعه بأنه متهم بتهمة خطيرة وانه مذنب ولابد له من الاعتراف والا بقى على هذه الحالة . المرونة الدماغية واليات غسل الدماغ في العقود الأخيرة, شاع استخدام عبارة “غسل الدماغ” للتعبير عن ظاهرة الانسياق القسري والطوعي في التيارات الفكرية والاجتماعية والسياسية المخالفة للميول الشخصية. ومن هنا ظهر القول أن فلاناً قد “غُسل دماغه”, ما يعني أنه استبدل ما كان يختزنه من ميول وعادات وتقاليد بأخرى تناسب الواقع على الأرض. وعلى الرغم من اعتراف العلم بظاهرة المرونة الدماغية هذه, كجزء من طبيعة الإنسان التي تخدم بقاءه وتأقلمه مع الواقع, فإن التساؤلات ما زالت قائمة حول ماهية هذه المرونة وخصائصها, خصوصاً بعدما تمكن العارفون من تسخيرها لإعادة برمجة العقول لغايات ومصالح تجارية وسياسية وشخصية. فكيف يغيّر الدماغ البشري من توجهاته, وما هي العوامل التي تفرض هذا التغيير؟ – ما هي المرونة الدماغية ؟ المرونة الدماغية كما هو معروف, ميزة بشرية لافتة, وآلية دفاع بالغة الدقة, يطلقها الدماغ السليم في وجه الضغوطات أو الصعوبات المستمرة للحفاظ على سلامة وظائفه. من هنا تعدد الأقوال الشائعة في مدح المتحلّين بهذه الميزة كالقول مثلاً “فلان يملك المقدرة على التأقلم والرضوخ للواقع”, أو “يتحلى برجاحة العقل والمقدرة على التكيف ومجاراة التيار”. إذن السير بعكس التيار, والتشبث بالرأي والمبدأ في الظروف القاهرة, هو دليل ضعف في المقدرة الدفاعية الفطرية, والعكس هو الصحيح. بمعنى أن الدفاع السلبي المتمثل بالاستسلام أو المهادنة هو الأضمن “إلى حد ما” لتوفير السلامة. هذه وسواها من المفاهيم دفعت ببعض العلماء إلى إجراء تجارب وأبحاث بالغة الدقة للتعرف إلى كيفية عمل الخلايا العصبية أثناء الضغوطات. وفي بداية الثلاثينات, تمكن العالم الروسي بافلوف الذي أجرى في مختبره تجارب على الحيوانات, من التأكيد على أن الضغوطات المستمرة تتعب خلايا الدماغ التي تختزن المعلومات, وتشل عملها تدريجاً إلى أن تفرغها أو تغسلها من محتواها. وهذا بالطبع يمهد السبيل أمام إعادة تعبئتها بمعلومات جديدة. وعملية الغسل هذه التي اكتسبت لاحقاً اسمها العلمي العصري, تشبه إلى حد بعيد تقنية الضغط على شريط التسجيل لمحو المعلومات التي يختزنها بهدف استخدامه من جديد. – هل هي حقاً آلية دفاع؟! الى ذلك, أفادت الدراسات المقـرونة بالإحـصاءات والصور الشعاعيـة, أن ردات فـعل الإنسان في الظروف القاهرة تخـتلف باخـتلاف تكوينه الوراثي. فهـنالك مثلاً من يفـقد توازنه نتيجة اختلال الاتصال بين خلايا دماغه, فيضطرب وتبدو عليه علامات القلق والتوتر, وقد يصل إلى مرحلة الاكتئاب المرضي. وهنالك من يصمد ويحاول التوفيق بين ميوله والأفكار المفروضة عليه. أما الأكثرية الساحقة فتلجأ بالفطرة إلى تقنية الدفاع السلبي أو الاستسلام لدوافع بيولوجية, الهدف منها منع حصول الاضطراب أو الاختلال. وهذا ما يوصل في النهاية إلى حالة “الغسل” لمجاراة الظروف. ـ العوامل التي تسبب غسل الدماغ؟! كما سبق وأشرنا, تحصل عملية غسل الدماغ تدريجاً تحت تأثير عوامل مختلفة, أهمها الخوف الشديد نتيجة الصدمات والحروب والكوارث الطبيعية والترهيب المقصود. كما يتسبب به عموماً الإرهاق الجسدي والفكري بفعل السهر أو الحرمان من النوم لمدة طويلة, بالإضافة إلى الجوع والعطش والقلق النفسي. وقد يدخل تأثير بعض الأدوية كأحد العوامل الفاعلة. ولا يمكن إغفال عوامل التوجيه المستمر والإقناع والترغيب التي تتسبب عموماً بالإجهاد الدماغي, ومن ثم الانصهار الطوعي في التيارات الضاغطة. من هنا الانصياع الذي تفرضه عموماً التيارات السياسية والعقائدية, والمصالح التجارية في الجماعات الخاضعة لتأثيرها المباشر، وفي الحياة العامة براهين حية تعكس هذه النظرية بأشكال مختلفة. – الرضوخ للعادات والتقاليد : إذا ما عدنا إلى خلفيات المجتمعات البدائية, حيث تقضي الأصول بالرضوخ للعادات والتقاليد وسيطرة القادة, نرى أن آلية غسل الأدمغة كانت تطبّق بعفوية بالغة من خلال ممارسات لافتة. في هذه المجتمعات, يرضخ الفرد لبيئته, ويجبر على التقيد بقوانينها الصارمة بشكل لا يترك له حرية التفكير أو الاختيار. ولتأمين ذلك, يخضع منذ الصغر لأشكال من البرمجة من خلال الاجتماعات المستمرة التي تمارس من خلالها وسائل الضغط والترهيب, وحلقات الرقص والغناء الصاخب التي تتعب أعصابه وتحوّله إلى مجرد آلة مسيّرة. الوسائل الحديثة في المجتمعات الحضارية على الرغم من تبدل المفاهيم, وشيوع مبادئ حرية الفـكر والمعتـقد, نرى أن هـذه الحرية بالذات أصبحت أداة طيّعة في يد الفئات الضاغطة لاجتذاب الميول واقتناص الأفكار والعقائد بالطرق البدائية ذاتها. فعلى الصعيد السياسي حيث تقضي المصلحة باجتذاب المؤيدين وصهر الأفكار في بوتقة اهتمامات الزعماء, تستخدم عموماً الوسائل الإيحائية التقليدية بأشكال مدروسة لإحداث التأثير المطلوب. واللافت, كما تؤكد الدراسات, أن الذين ينساقون في هذه التيارات الضاغطة, يفعلون ذلك بهدف الدفاع اللاواعي عن النفس, والاحتماء بالدعم الجماعي من أجل البقاء. من هنا يصبح الاستسلام قوة تؤمن الحماية على حساب الهوية الشخصية الضائعة.