كتب محمود فهمى –أصدر الداعية والمفكر الأستاذ الدكتور محمد داود الاستاذ بجامعة قناة السويس بيانا صحفيا بمناسبة حلول الذكرى الرابعة والعشرين لرحيل إمام الدعاة الإمام الشيخ محمد متولى الشعراوى وجاء فى البيان ما يلى :تمر غدا الجمعة الذكرى الرابعة والعشرون لرحيل إمام الدعاة الإمام الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله وطيب ثراه ..إنها أربع وعشرون عاما من الخلود لفكره الوسطى ..السهل الممتنع .. والإمام الشيخ الشعراوي أسوة وقدوة يطلبها واقعنا الذي يقع تحت تأثير حرب فكرية ،حيث يتنازع الشباب تيارات مختلفة ..كمايظهر فكر الإمام الشيخ الشعراوى بقوة على الساحة بوصفه الفكر المنقذ للشباب وللأمة من كل تيارات التغريب والإلحاد والإدمان ..إن الواقع يستدعى فكر الإمام الشيخ وبقوة حيث يتعرض العقل المسلم لحملات من التشكيك والشبهات والافتراءات ..حقا 24عاما لربانية العالم التى تحمل سر الهداية فى كل حرف ..فى كل كلمة ..فى كل لقاء • ربانية الشيخ ….. لذا كان تأثيره بالغا….. ليس ملكا لأحد ولا لتيار….. إنه لله ولله وحده…. # ويضيف د.داود تعلمت من الشيخ أنه كان حين يُسأل… يتوجه بقلبه إلى الله تعالى… أن يمن عليه بما يصلح حال السائل ويقنع عقله ويملأ قلبه بالرضا والسكينة. • وسطية الشيخ… الشيخ نموذج للوسطية دون إفراط ولا تفريط… قدم الشيخ الإمام النموذج الإسلامى الذى يرقى بالحياة … ويرقى بالإنسانية وكان يعظم المشترك الإنساني الذي يجمع بين الناس جميعا. ومن لمحاته… أنك إذا أردت أن ترى عظمة الإسلام فانظر إلى موقفه من أعدائه…قال تعالي: – {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة: 8]. – {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 148]. – {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } [الحجرات: 13] .
• الشيخ الشعراوي والسهل الممتنع لقد قَّرَّب المعانى القرآنية لعامة الناس وهذه عظمة … وفى ذلك دلالة على وضوح وتمكن الفكر الإيمانى عند الشيخ فالفكر الواضح لغته واضحة… • الإمام الشيخ الشعراوي وسحر البيان وروعة البلاغة : لقد استطاع أن يُظهر الجمال القرآني فى الأسلوب … – الاحتباك مثلا …. – ولماذا التعبير بكلمة دون سواها … – والفروق الدلالية الدقيقة بين الكلمات. – وأسرار التعبير القرآنى … وهذا الجانب يستحق أن تسجل فيه رسائل وبحوث جامعية. • الشيخ الزاهد : – لقد تحقق الشيخ بالزهد، فكان منه العزوف عن الدنيا … – الشيخ لم يذكر ولو مرة واحدة أنه وزير سابق… – الشيخ عبر عن حديثه وبيانه في القرآن … بــ خواطر … تأدبا مع القرآن ولم يقل… تفسيرا… – الشيخ فى مظهره كان بسيطا اختار زيا لا تكلف فيه حتى الطاقية التى يرتديها صارت … نموذجا ..كذلك جلباب الشيخ الشعراوى صار نموذجا. • وطنية الشيخ : كان الشيخ الشعراوي ينحاز إلى الوطن فى كل حال، كان شديد الوطنية…. ولازالت كلماته …. تأتى منقذة فى أوقات الشدائد، وهل ننسى كلمته عن ” الثائر الحق “…. هو الذى يراعى الجميع… من معه ومن خالفه، حتى يتفادى الثورة المضادة…. _ وهل تنسى كلمته ….. ( مصر التى علمت الإسلام للدنيا كلها … علمته حتى للبلد الذى نزل فيه القرآن … من يقول عن مصر أنها أمة كافرة فمن المسلمون إذن ؟! مصر بأزهرها الشريف…) • وهذا نص كلمة الشيخ الشعراوي رحمة الله مدافعا عن مصر: ( يجب علينا أن نتنبه جيداً إلى ما يُراد بنا من كيد وما يُراد بنا من شر فأرونى فى مصر ، مصر الكنانة. مصر التى قال عنها صلَّ الله عليه وسلم اهلها فى رباط الى يوم القيامة من يقول عن مصر أنها أمة كافرة ؟ إذا فمن المسلمون؟من المؤمنون ؟ مصر التى صدرت علم الاسلام الى الدنيا كلها ، صدرته حتى للبلد الذى نزل فيه الاسلام ، هى التى صدرت لعلماء الدنيا كلها علم الإسلام . أتقول عنها ذلك؟ ذلك هو تحقيق العلم فى أزهرها الشريف . وأما دفاعاً عن الإسلام فأنظروا الى التاريخ من الذى رد همجية التتار عنه … إنها مصر.. من الذى رد هجوم الصليبين على الاسلام والمسلمين … انها مصر وستظل مصر دائما رغم أنف كل حاقد أو حاسد أو مُستغِل أو مُستغَل او مدفوع من خصوم الاسلام هنا او خارج هنا أنها مصر ستظل دائماً.) ..سحائب الرحمة والمغفرة والرضوان علي شيخنا الإمام الشعراوي في ذكري يوم وفاته. لقد رحل الشيخ الإمام وترك فينا الأسوة الصالحة والقدوة الطيبة في الوسطية والربانية والزهد وحب الوطن…. حقا… حقا…. حقا.. العظمة لا تتأتي من فراغ..إن مولانا الإمام فضيلة الشيخ الشعراوي أسوة وقدوة للدعاة وللمؤمنين في التوجه القلبي إلى الله عز وجل في الأزمات.. في الكروب.. في الشدائد ، في مرة كان الشيخ يحضر عنده جماعة من العلماء وكانوا يتدارسون مسائل الفكر ومسائل الإيمان في القرآن وقال أحد الحاضرين من أساتذة الفلسفة: قال والله إني أرى أن الحجة التي قالها سيدنا إبراهيم عليه السلام للنمروذ (الحجة الكونية) هي حجة عبقرية وهي قوله تعالى: (إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب) لأنها مسكتة، وهي بميزان العقل هي فعلا عبقرية، لكن بميزان الإيمان ، بميزان الربانية، قال الشيخ : ليست من العبقرية في شيئ، هي ليست منه ، فقال كيف يامولانا: فقال: إنها من العون الإلهي لأنبياء الله عز وجل، إنها من فضل الله وإنعامه على سيدنا إبراهيم قال : كيف ؟ قال : لو قرأت قول الله تبارك تعالى: ( وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم) فهي من إنعام الله من فضل الله، إن الإستعانة بالله عز وجل والتوجه القلبي لله عز وجل يجعل الإنسان في مدد عظيم من العون الإلهي الرباني المنقذ في أي موقف من مواقف الحياة ، يتأتى ذلك لطبيب يقوم بعملية جراحية وتصادفه مشكلة ويحتاج إلى العون الإلهي ، يتوجه بقلبه دون أن يتكلم بلسانه ، مدير في مؤسسته عنده اجتماع وراى أن الأمور قد اضطربت وارتفعت الأصوات واشتدت الاختلافات فهو يحتاج إلى العون الإلهي،… يتوجه بقلبه وهكذا الزوج مع زوجته.. الإنسان مع إخوانه وأصدقائه ..إن الله عز وجل أعلم بقلوب العباد وبيده سبحانه عقول العباد ، يحول الأحوال في لحظه ، وهو الذي يعلم ما يصلح هذه العقول ويصلح هذه القلوب ، ما يقنع هذه العقول، ولذلك نحن جميعا في حاجة إلى أن نتعلم هذا الدرس من إمام الدعاة مولانا الشيخ الإمام الشعراوي أن نتعلم التوجه القلبي إلى الله عز وجل لنفوز بالعون الإلهي في مواقف الشدة ، في المواقف التي نحتاج فيها إلى دعم وعون إلهي ، رحم الله مولانا الإمام الشيخ الشعراوي.