تقرير أيمن بحر
عادت عجلة الحياة الثقافية بالمغرب إلى الدوران مجددا مع انطلاق فعاليات المعرض الدولي للنشر للكتاب الذي يعد من أكبر التظاهرات الثقافية في البلاد.
وتنظم الدورة الـ 27 للمعرض هذه السنة لأول مرة بمدينة الرباط عوضا عن مدينة الدار البيضاء التي احتضنت أروقته طيلة 26 عاما.
ويوفر المعرض لزواره كنزا ثمينا يضم ماة ألفا من الكتب والوثائق التي تغطي مجمل حقول المعرفة كما يستقبل كتابا ومبدعين من داخل وخارج المغرب من أجل توقيع إصداراتهم الجديدة والإسهام في الندوات والفكرية.
وتطغى القضايا الإفريقية هذا العام على أروقة المعرض الذي يحتفي بالآداب الإفريقية.
اختيرت مدينة الرباط على نحو استثنائي لتنظيم نسخة هذا العام من المعرض الدولي للنشر والكتاب الذي كان يقام سنويا بساحة كبيرة محاذية لمسجد الحسن الثاني الشهير بكورنيش مدينة الدار البيضاء.
ويدخل قرار استضافة المدينة للمعرض ضمن تظاهرتي الرباط عاصمة للثقافة في العالي الاسلامي 2022 وعاصمة للثقافة الإفريقية.
وتم في مارس الماضي إطلاق احتفالية الرباط عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي وتتواصل على مدار العام الجاري وهي احتفالية ضمن برنامج منظمة الإيسيسكو لعواصم الثقافة في العالم الإسلامي.
وسيتم تنظيم مجموعة كبيرة من البرامج والأنشطة في مدينة الرباط لإبراز المكانة الحضارية التي تتمتع بها العاصمة المغربية وما تزخر به من موروث ثقافي مادي وغير مادي.
ودأبا على تعزيز سياسية جنوب – جنوب التي ينهجها منذ سنوات اختار المغرب الآداب الإفريقية كضيف شرف لهذه النسخة التي تعرض منشورات من مختلف البلدان الإفريقية.
وفي افتتاح المعرض أكد وزير الثقافة السنغالي أن الناشرين والكتاب الأفارقة يضطلعون من خلال العمل الفردي والجماعي بدور مهم في خلق التناغم الجماعي بالقارة.
وتألقت الآداب الإفريقية آواخر السنة الماضية على الصعيد العالمي مع فوز ثلاثة آدباء بجوائز كبرى في الكتابة والأدب.
ويتعلق الأمر بالروائي التنزاني عبد الرزاق جرنة الذي فاز بجائزة نوبل للآداب و الكاتب السنغالي محمد مبوجار سار الذي فاز بجائزة الكونكور الفرنسية المرموقة والروائي الجنوب أفريقي ديمون جالجوت الذي توج بجائزة البوكر الدولية.
ومنذ إطلاق جائزة نوبل المرموقة فاز بها إلى جانب جرنة ثلاثة روائيين أفارقة من بينهم الأديب المصري نجيب محفوظ عام 1988.
من جانبه أكد وزير الثقافة المغربي مهدي بنسعيد أن البرمجة الثقافية الغنية والعدد المهم لدور النشر الإفريقية المشاركة في هذه الدورة تعكس غنى وإمكانات الأدب والكتاب الأفارقة مشيرا إلى أن هذه التظاهرة تشكل مناسبة للتعريف بالثقافات الإفريقية والتقريب بين الكتاب والناشرين بالقارة.
وفي تصريح أكد الخضر عبد الباقي مدير المركز النيجيري للبحوث العربية أن ما يميز الحضور الإفريقي في المعرض الدولي للنشر والكتاب في المغرب هو تغطيته للجغرافيا الإفريقية حيث يحضر كتاب وشعراء ومترجمون من مختلف أنحاء القارة
وسيسلط المعرض الدولي للنشر والكتاب الضوء على أزمة القراءة على الصعيد الإفريقي وفي هذا السياق، اعتبر وزير الثقافة المغربي لدى إفتتاحه أشغال الحدث الثقافي أن إفريقيا لا تعدم الكتاب ولا الناشرين وإنما تحتاج لتعزيز فعل القراءة في صفوف ناشئتها وشبابها باعتباره الحلقة الأضعف في المسار الثقافي.
ومن الأروقة الحاضرة على الدوام في المعرض رواق الأطفال الذي يشجع على فعل القراءة والمصالحة مع خير جليس.
وكان وزير الثقافة قد أعلن السنة الماضية أن المغاربة ينفقون أقل من أربعة دولارات للفرد الواحد للقراءة في السنة.
وقبل أسبوع وجهت شبكة القراءة بالمغرب رسالة مفتوحة إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة تشدد على ضرورة إنشاء وتأهيل المكتبات المدرسية.
وفي نص رسالتها ذكرت شبكة القراءة بالمغرب إلى أن السياسات المتبعة لم تجعل قضية القراءة أولوية في استراتيجيتها أو مكونا من مكونات التنمية البشرية المستدامة الشيء الذي أدى إلى شبه انعدام القراءة لدى عامة المواطنين المغاربة.
ويأمل القائمون على المعرض الدولي للنشر والكتاب أن يسجل هذا الموعد الثقافي عودة قوية بعدما تعذر تنظيمه السنة الماضية بسبب جائحة كورونا وقد فرضت الاجراءات الصارمة التي اتخذها المغرب لمواجهة تفشي الوباء تعليق كل الأنشطة الثقافية والرياضية بالبلاد.
وتستعيد الحياة الثقافية بالمغرب سخبها تدريجيا حيث انطلقت الجمعة أولى المهرجانات الموسيقية الكبرى في البلاد ويتعلق الأمر بمهرجان موسيقى كناوة بمدينة الصويرة والذي يعقد هذا العام بصيغة متنقلة حيث سيجوب عددا من المدن بينها الرباط والدار البيضاء ومراكش.
بينما أعلن عن موعد إقامة مهرجان الموسيقى الروحية بفاس، يستمر غياب مهرجان موازين الذي يعد أكبر مهرجان موسيقي في إفريقيا وذلك للعام الثالث على التوالي