لواء دكتور/ سمير فرج
متابعة عادل شلبى
إن من ينظر إلى خريطة المنطقة، والشرق الأوسط، يتأكد له أن مصر هي قلب هذه المنطقة، فعلاً، يعزز ذلك موقعها “الجيوستراتيجي” الفريد والمتميز. ولما تنظر إلى غرب مصر، يؤسفك حال ليبيا، التي انهارت منذ رحيل القذافي، وفشلت في تنظيم الانتخابات يوم 24 ديسمبر الماضي، لتعود إلى النقطة صفر، بوجود حكومة في الغرب، برئاسة الدبيبة، في طرابلس، وحكومة في الشرق، في بني غازي برئاسة باشاغا. مما دفع لمصر لدعوة الفرق المتناحرة، إلى القاهرة، للتباحث حول ضرورة اجراء انتخابات رئاسية، حفاظاً على استقرار ووحدة ليبيا.
ويمتد نظرك لما بعد ليبيا، فترى تونس تعاني من عدم الاستقرار، بعدم وجود برلمان أو دستور، رغم تخلصها من حكم جماعة الإخوان الإرهابية، وحزب النهضة، وانتخابها للرئيس الحالي قيس سعيد. ويتكرر المشهد جنوباً، إذ ترى السودان في حالة نزاع على السلطة، مع عدم تشكيل حكومة، ومقف اقتصادي متدهور. ثم ترى الصومال، التي تعيش أكبر مجاعة بشرية في العالم، مع حالة انفلات كاملة بالبلاد.
وإن عبرت البحر الأحمر، بنظرك، هالك معاناة اليمن، التي يعيش أهلها في اقتتال، منذ سنوات، فضلاً عن مجاعة، وموقف اقتصادي متردي، نأمل أن ينجح المجلس الرئاسي الجديد في رفعها والوصول بالبلاد إلى حالة الاستقرار، في ظل الدعم المالي المقدم من المملكة العربية السعودية والإمارات. وإن نظرت إلى العراق، حزنت لتمزقه، واحتمال تقسيمه لثلاث دول؛ كردية وشيعية وسنية، مع سيطرة إيران عليه، وعدم قدرته على انتخاب رئيس للجمهورية، لإدارة أمور البلاد، رغم نجاحه في إجراء الانتخابات البرلمانية في أكتوبر الماضي، علاوة على موقف اقتصادي متدهور، رغم الثروات البترولية الهائلة.
ثم انظر إلى سوريا، فترى الدمار قد طال جميع أركانها، وقد لا يكفيها ربع قرن، لإعادة إعمارها، وعودة أبناءها إليها. ولما تمر ببصرك على لبنان، التي لطالما لقبناها “سويسرا العرب”، تحزن لما آلت إليه أحوالها، أنهكها الصراع السياسي، وتتحكم إيران في مصيرها، مستخدمة في ذلك حزب الله، حتى تردت أوضاعها الاقتصادية، وأعلنت الدولة إفلاسها، ليعاني شعبها من عدم توفر الغذاء والخدمات والكهرباء والطاقة، رغم امتلاكها لحقل غاز طبيعي بلوك “9”، الذي استولت عليه إسرائيل.
ثم عدت أنظر لمصرنا الحبيبة، بلد الاستقرار والأمان، الماضية بخطى سريعة على طريق النمو والتنمية، رغم التحديات الاقتصادية التي تمر بها، مثل باقي دول العالم، نتيجة لوباء كورونا، ثم الحرب الروسية الأوكرانية. وستظل، بإذن الله، قادرة على استكمال، مسيرتها بفضل جيشها القوي، وشعبها العظيم، لتبقى دائماً قلب المنطقة، وصمام أمانها.