نشر الكاتب الروسي الشهير // الكسندر نازاروف …. عبر قناة وموقع ” روسيا اليوم ” مقالا أشبه برسالة موجهة إلى الإدارة المصرية ؛ هذه الرسالة تحمل فى طياتها رسائل مبطنة ما بين الترغيب والتهديد ؛ والتذكير والتنويه ؛ وربما تكون هذه الرسالة قاعدة انطلاقها هو بيت الحكم بالكرملين ؛ وعلى الأدق من الأجهزة المخابراتية هناك ؛ ونازاراوڤ ما هو إلا رسولا ما عليه إلا البلاغ . ولكن على كل الأحوال فهذه الرسالة تسائلت أين تقف مصر من الأزمة الأوكرانية الدائرة ؟؟؟ فى جانب أى فريقا تقف ؟؟؟ هل فى جانب المعسكر الغربى الذى تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ؟؟؟ أما تنحاز للروس ؟؟؟ ف روسيا تعلم جيدا طبيعة العلاقات المصرية الأمريكية ؛ كما تعلم النهج المصرى فى السياسة الدولية الذى يندرج تحت بند تعدد المحاور . فقد قامت مصر منذ بداية الأزمة برفض التدخل الروسى فى أوكرانيا !!! لكنها طالبت بالبحث في أسبابه وما الذى دعى روسيا إلى ذلك التدخل ؛ وهو موقف سياسي حصيف ولا ينحاز إلى طرفا بعينه ؛ كما أجرت مصر اتصالات مكثفة مع الجانب الأوكراني من خلال عدة مكالمات هاتفية جرت بين الرئيس السيسي وزيلينسكى ؛ فى محاولات لتهدئة الوضع والقيام بمساعى حميدة بين الطرفين . هذا في الوقت الذي تحاول فيه الإدارة الأمريكية استمالة الجانب المصري من خلال بعض التلويحات سواء بصفقات تسليح أو تقديم المساندة ضد أثيوبيا فى اى تحركات قد يقوم بها الجانب المصري فى مسألة سد النهضة . وعلى النقيض فقد قامت روسيا من خلال مندوبها فى الأمم المتحدة برفض الأقدام العسكرى المصرى فى هذه القضية ؛ وهو الموقف الذى شجبته مصر . ومن النقاط التى آثارها نازاروڤ أيضا التذكير بالعلاقات التجارية المصرية الروسية ؛ وخاصة استيراد مصر للقمح من روسيا بأسعار الدول الصديقة ؛ إضافة إلى تعاون مصر مع الجانب الروسى لإعادة تشغيل محطة ” الضبعة النووية ” ؛ أضف أيضا المنطقة الاقتصادية الروسية في محور قناة السويس ؛ ناهيك عن الصفقات العسكرية . وهنا وجب الرد : وهذا الرد لا يعدو إلا تحليلا ورؤية شخصية من واقع الأمور . أما عن الصفقات العسكرية فهى قد تكون نقطة في صالح الجانب المصري ؛ وليست ميزة يميزنا بها الجانب الروسي ؛ فمصر مستورد نشط وحليف قوى لحفظ التوازن بين القوى فى الشرق الأوسط ؛ ويثبت صحة كلامى ما قامت به الإدارة المصرية مع الروس فى سوريا عند مساندة نظام // بشار الأسد … ومنع سقوطه ؛ وبالتالى منع خطة أمريكية لنقل أنابيب الغاز إلى أوروبا عبر سوريا ؛ مما نتج عنه توتر في العلاقات المصرية السعودية آنذاك . وعن محطة الضبعة والمنطقة الاقتصادية فأنا وكل محلل منصف للأمور ؛ سوف يعلم تماما أنها أيضا لو كانت في صالح الإدارة المصرية مرة . فحتما ستكون في صالح الإدارة الروسية مرات عديدة ؛ فهذا التعاون له من الفوائد الإيجابية المتعددة سواء المادية منها أو السياسية للجانب الروسى . أضف إلى ذلك الموقف المصرى الروسى المتبادل فى عدم أعتراف مصر بضم روسيا لجزيرة القرم ؛ وايضا موقف روسيا والتى لم تعترف بمصرية ” حلايب وشلاتين ” عند إدعاء السودان والمطالبة بها . من هنا نستنتج أن للدولتين شخصيتين ذات ملامح وسياسات وتوجهات تفرض على مسرح السياسة العالمى ؛ بحكم كونية الدولتين وطبيعة شعبيهما وموقعهما الجغرافى وقومياتهما ذات الطابع الشرقى ؛ فمصر ليست تابع لأحد ؛ موقفنا من الأزمات تحدده المصلحة العليا للدولة والشعب ؛ خبرتنا الدولية التى فرضتها علينا الأحداث المتلاحقة جعلتنا نعلم العدو من الصديق ؛ والمحايد من الحليف . نعلم تماما توجهات المعسكر الغربى . وكيف يدار . ومن فى قمرة القيادة هناك . ونعلم أن القيادة الروسية اليوم . يقودها عراب قوى وشجاع وحكيم ؛ قام بثورة عالمية لتحرير معظم شعوب الأرض من براثن الشيطان والخطط النازية الما سو نية . ومصر حكومة وشعبا تكن كل التقدير والأحترام للشعب الروسى وقيادته الحكيمة . ومن هنا تتلاقى الطموحات العريضة والتوجهات الإنسانية لمصر وروسيا لما فيه السلام لكل شعوب العالم .