فى حديثى مع اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخبير الأمني ومكافحة الإرهاب يقول أعربت وزارة الخارجية الأمريكية الجمعة عن إدانتها للتقارير التى أفادت بأن الكيان الغاصب العبرى سيقدم خططاً لتوسيع المستوطنات فى الضفة الغربية بآلاف الوحدات السكنية. وقالت نائبة المتحدث بإسم وزارة الخارجية جالينا بورتر، خلال إفادة عبر الهاتف الجمعة: نعارض بشدة توسيع المستوطنات الأمر الذى يؤدى الى تفاقم التوترات وتقويض الثقة بين الطرفين وأضافت أن: البرنامج العبرى لتوسيع المستوطنات يضر بشدة بإمكانية حل الدولتين.
وتابعت أن إدارة الرئيس الأمريكى بايدن كانت واضحة منذ البداية حيث نعارض بشدة توسيع المستوطنات الأمر الذى يؤدى الى تفاقم التوترات وتقويض الثقة بين الطرفين. فى أسبوع واحد فقط، قُتل 11 شخصاً فى ثلاث هجمات فى بلدات ومدن بالأرض المحتلة، وكان هذا الأسبوع الأكثر دموية يشهده الكيان الغاصب منذ سنوات ويأتى بعد أسابيع من التوترات المتصاعدة التى شهدت إستهداف يهود بهجمات طعن وقتل عدد من الفلسطينيين برصاص القوات العبرية فى الضفة الغربية.
قد يؤدي تداخل ثلاثة أعياد دينية رئيسية خلال الشهر المقبل – رمضان وعيد الفصح وعيد القيامة – الى زيادة التوترات مما يؤدى الى تفاقم مزيج قوى من العوامل التى قد تؤدى الى إندلاع دائرة أخرى من العنف.
لم تحدث الهجمات المميتة فى المناطق الساخنة المعتادة، أو المناطق المتنازع عليها مثل القدس أو الضفة الغربية، التى يعتبر المجتمع الدولى الكثير منها أراض محتلة وبدلاً من ذلك وقعت فى البلدات والمدن المحتلة التى لم تعتاد على مثل هذا العنف.
وعلى غير العادة، نفذ عرب الأرض المحتلة إثنتين من هذه الهجمات، قالت الشرطة العبرية إن مواطناً من أصل عربى قتل فى 22 مارس/ آذار أربعة يهود فى هجوم دهس وطعن فى مدينة بئر السبع الجنوبية. وكان المهاجم قد سُجن فى السابق بتهمة دعم تنظيم الدولة الإسلامية.
أفادت وسائل إعلام محلية أن رجلين من عرب الأرض الحتلة قتلا ضابطى شرطة حدوديين وأصابا ستة من المارة، الأحد، فى مدينة الخضيرة بشمال البلاد، كما كان الإثنان مواليين لتنظيم الدولة الإسلامية الذى تبنى المسئولية عن الحادث – وهو أول بيان من نوعه لداعش عن هجوم فى الأرض المحتلة منذ عام 2017.
ثم، مساء الثلاثاء أطلق فلسطينى من الضفة الغربية النار وقتل خمسة أشخاص فى بنى براك، وهى مدينة ذات أغلبية أرثوذكسية شرقى تل أبيب وقالت الشرطة العبرية إن إثنين من القتلى مواطنان أوكرانيان وإثنان من اليهود وضابط شرطة هب الى مكان الحادث. فى جميع الحالات الثلاث قُتل المهاجمون إما على أيدى مدنيين أو من قبل قوات الأمن.
كانت التوترات فى تصاعد منذ أسابيع، حتى قبل الهجمات الثلاثة ووقعت عدة عمليات طعن نفذها فلسطينيون ضد يهود فى القدس فى مارس/ آذار. وقتلت القوات العبرية بالرصاص عدة فلسطينيين من بينهم مراهقون، فى الضفة الغربية خلال إشتباكات على مدى الأسابيع العديدة الماضية. والوضع الأمنى فى تصاعد، فى حين إستهدفت العديد من الهجمات الأخيرة قوات الشرطة أو الجيش داخل البلدة القديمة بالقدس إستهدفت عملية الطعن الأخيرة شخصاً يهودياً لممارسة رياضة العدو فى حى شعبى خارج البلدة القديمة. إستهدفت إثنتان من الهجمات الثلاث التى وقعت الأسبوع الماضى. استمرت دائرة العنف منذ ذلك الحين. يوم الخميس، قُتل فلسطينيان – أحدهما مراهق – وأصيب 15 آخرون خلال مداهمة للشرطة العبرية في مدينة جنين بالضفة الغربية إستهدفت المشتبه بهم على صلة بحادث إطلاق النار فى بنى براك. وقال رئيس الوزراء العبرى، نفتالى بينيت إنه من المقرر أيضاً هدم منزل عائلة المهاجم، وهي ممارسة معتادة من قبل القوات اليهودية لخلق الردع (يقول الجيش العبرى إنه يمكن للعائلات محاولة الإستئناف على عمليات الهدم).
وبعد ساعات قليلة، طُعن يهودى فى حافلة فى الضفة الغربية جنوبى بيت لحم وقال الجيش العبرى إن المهاجم، وهو فلسطينى قُتل برصاص مدنى مسلح في الحافلة. وعلى مدى شهور حذّر نشطاء فلسطينيون وعبريون من أن العنف الذى يمارسه المستوطنون اليهود ضد الفلسطينيين بلغ أعلى مستوياته على الإطلاق، تعهد وزير الدفاع العبرى بينى غانتس بالتعامل مع عنف المستوطنين بـاليد الثقيلة واصفاً الجناة بأنهم إرهابيون ووعد بفرق عسكرية خاصة من المفترض أن تساعد فى مراقبة المناطق التى تتجه فيها الإشتباكات الى الإندلاع – على الرغم من أن معظم الفلسطينيين القلقون بالفعل من الجيش العبرى يقولون إنهم يعتقدون أنهم يساعدون فقط فى حماية المستوطنين.
تم رفع حالة التأهب الأمنى لليهود الى أعلى مستوياتها، وهذا يعنى أن الشرطة أصبحت أكثر ظهوراً فى الشوارع وتعمل لفترات أطول وتركز وجودها على المدارس وأماكن التجمع الشعبية. كما زاد تواجد القوات فى الضفة الغربية حول قطاع غزة حيث أعلن الجيش العبرى عن إضافة 14 كتيبة وجنود مقاتلين من وحدات القوات الخاصة وقال بينيت إن الجنود الذين يحملون فئة معينة من الأسلحة سيُطلب منهم أيضاً أخذ أسلحتهم معهم حتى أثناء الإجازة.
كما وجّه بينيت دعوة غير عادية لجميع المدنيين الذين لديهم رخصة لحمل سلاح نارى للإحتفاظ ببنادقهم معهم فى جميع الأوقات قائلاً إن اليهود بحاجة إلى أن يكونوا يقظين وقال في بيان مصور يوم الأربعاء إفتح عينيك من لديه رخصة لحمل سلاح فهذا وقت حمله.