قالت مصادر عسكرية وأمنية إن 11 جندياً وأربعة مدنيين لقوا حتفهم فى هجمات فى مالى وبوركينا فاسو الدولتين المتجاورتين فى غرب أفريقيا ويعيش البلدان أزمة سياسية بعد إنتزاع الجيش فى كل منهما للسلطة منذ عامين.
قتل ستة جنود ماليين وأصيب عشرون يوم الاحد (24 أبريل/ نيسان 2022) فى ثلاث هجمات متزامنة شنتها جماعات إرهابية بواسطة مركبات مليئة بالمتفجرات على ثلاثة معسكرات للجيش فى وسط مالى على ما أفاد الجيش المالى فى بيان وأعلنت جماعة تابعة لتنظيم القاعدة مسئوليتها عنها.
وقال جيش مالى فى بيان إن مفجرين إنتحاريين إقتحموا ثلاثة معسكرات للجيش فى وسط البلاد بسيارات ملغومة قبل الفجر مما أسفر عن مقتل ستة وإصابة 15 فى معسكر سيفارى وإصابة خمسة فى المعسكرين الآخرين.
واكد الجيش فى البيان أن هذه الهجمات خلفت ستة قتلى و20 جريحاً فى المعسكرات الثلاثة فى سيفارى وبافو ونيونو التى إستهدفتها الجماعات الإرهابية المسلحة بإستخدام سيارات إنتحارية مليئة بالمتفجرات. وأعلنت كتيبة ماسينا التى يرأسها الداعية الفولانى أمادو كوفا مسئوليتها فى رسالة صوتية أرسلتها الى وكالة فرانس برس وتتبع كتيبة ماسينا زعيم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة. وشهدت مالى البلد الفقير الواقع فى قلب منطقة الساحل، إنقلابين عسكريين فى آب/أغسطس 2020 وأيار/مايو 2021. وتترافق الأزمة السياسية مع أزمة أمنية خطيرة مستمرة منذ عام 2012 وظهور حركات تمرد إنفصالية وجهادية في الشمال. وقررت باريس فى شباط/فبراير الإنسحاب من مالى فى أجواء من تدهور الأمن على خلفية التوتر بين فرنسا والمجلس العسكرى الحاكم الذى يتهمه الغربيون بإستخدام خدمات مجموعة فاغنر. وتؤكد باماكو من جهتها وجود مدربين روس عاديين.
فى ذات السياق قال مصدران أمنيان لرويترز إن مسلحين هاجموا وحدة عسكرية فى جاسكيندى بشمال بوركينا فاسوالمجاورة فى الساعات الأولى من الصباح مما أسفر عن مقتل خمسة جنود وأربعة مدنيين.
وتتعرض بوركينا فاسو وخصوصاً شمالها وشرقها لهجمات الجهاديين منذ 2015 وينتمى هؤلاء خصوصاً الى تنظيمى القاعدة والدولة الاسلامية وخلفت اعمال العنف اكثر من الفى قتيل وأجبرت نحو 1.8 مليون شخص على النزوح. وفى العامين الماضيين إنتزع مجلسان عسكريان السلطة فى مالى وبوركينا فاسو وتعهدا بتوفير الأمن الذى عجز عن توفيره الرئيسان السابقان المنتخبان ديمقراطياً للبلدين. لكن الهجمات العنيفة إستمرت. وتعرض جيشا البلدين لإتهامات بإرتكاب إنتهاكات ضد المدنيين خلال محاولة كل منهما إجتثاث مقاتلين إسلاميين من المناطق الريفية الصحراوية فى بلاده.